اشاد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بزيارة رئيس ديوان الوقف السني والشخصيات الدينية والسياسية والعشائرية من الطائفتين الشيعية والسنية المرافقة له الى مدينة النجف الاشرف ولقائهم سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني وكذلك زيارتهم لمرقدي الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة.
واضاف ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 21 رجب 1429 هـ الموافق 25/7/2008 م ان هذه الزيارة تعد خطوة عظيمة في تعزيز الوحدة الاسلامية وتقوية اواصر التحابب والتوادد بين ابناء الوطن الواحد،متابعا بالقول\" ونحن بأمسِّ الحاجة الى مثل هكذا زيارات لاسيما ان البلد في السنوات الماضية اوشك ان يقع في شراك الحرب الطائفية، ولكن وعي المرجعية والمواطنين حال دون ذلك وتخطينا كل تلك العقبات\"،وذكرسماحته ان هذه الخطوة تساهم ايضا في توضيح الرؤى من كل طرف وتزيل ما يمكن ان يحصل من تجاذبات كما حصل في الفترة السابقة وكذلك تزيل اللبس والغموض العالق في ذهن كل طرف تجاه الطرف الاخر من شرائح المجتمع العراقي المختلفة، وتابع الكربلائي \"ونحن نأمل من الشخصيات الدينية والعشائرية وخاصة من ابناء الطائفة السنية ان يكثفوا زياراتهم لاسيما من المناطق الساخنة، وسيجدون في جميع المدن ان اخوتهم واحبتهم ينتظرونهم على احرِّ من الجمر وسيجدون الضيافة الاسلامية الاصيلة، وهدفنا جميعا -والقول للكربلائي- ان نصل الى تلك الوحدة الوطنية التي ينشدها الجميع، وتبدأ صفحة جديدة تمثل واقع المجتمع العراقي الاصيل، والمرجعية الدينية ترحب بهذه الزيارات ، وتأمل في ان ترى خطوات مشابهة لها في المستقبل المنظور ان تكون خطوات لها مماثلة في المستقبل.
وعلى اعتاب ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع) في الخامس والعشرين من شهر رجب اثنى سماحة الشيخ الكربلائي على التوافد المليوني لزيارة مرقدي الامامين الجوادين عليهما السلام واشار الى بعض الامور نوجزها بالاتي:
اولا: نأمل من الزائرين الكرام ان يكونوا صفا واحدا متماسكا، وان تكون علاقاتهم اخوية ايمانية، واذا كانت ثمة مشاكل، ففي مثل هكذا زيارات لابد لها من ان تردم وتستبدل بالمشاعر الاخوية الصادقة.
ثانيا: مراعاة الآداب العامة التي أمر بها الائمة الاطهار عليهم السلام المتمثلة بالهدوء والخشوع والوقار والابتعاد عن الخشونة والنفرة والحدة.
ثالثا: ان تكون جميع الزيارات خالصة لوجه الله تعالى وندائي لجميع المواكب والهيئات ان تبعد تلك الاجواء الروحانية والعقائدية عن التوظيف السياسي والحزبي والشخصي، ولابد من استذكار مواقف الامامين الهمامين في نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف لتحدي الصعاب والمشاكل.
رابعا: احترام القوانين التي تصدر من الجهات الامنية وادارة العتبة الكاظمية الشريفة، وعلى المسؤولين الحفاظ على أمن الزائرين وكذلك الأمن العام ولابد من التعامل مع الجميع بروح ملؤها العطف والحنان.
خامسا: املنا بالاخوة من الطائفة السنية الكريمة في المدن التي تمر بها قوافل الزائرين ان يتعاملوا معها بكل رعاية واحترام، والاخوة في الاعظمية في العام الماضي قاموا مشكورين باستقبال الزائرين بكل اعظام واجلال كذلك هم مدعوون ايضا في هذه المناسبة ان يكونوا كما عهدناهم سابقا من استقبالهم للوفود استقبال الاخ لاخيه والوالد لابنه تكريسا لحالة التعايش السلمي والايماني بين الاخوة في الدين الواحد.
وفي ما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات التي من المؤمل ان تجرى نهاية السنة الحالية اكد ممثل المرجعية الدينية العليا (ان هناك مراكز فتحت في جميع المحافظات لتسجيل الناخبين حيث اعتمدت السجلات الجديدة على البطاقة التموينية لعام 2007 م، مستدركا بالقول \" ربما فيها بعض الاخطاء ولكي نتلافاها لابد من مراجعة تلك المراكز لتصحيحها\"، محذرا من مغبة عدم الرجوع الى المراكز المذكورة خوفا من ان يسقط
حق المواطن في المشاركة بالانتخابات، وتابع الشيخ الكربلائي \"ولعل الكثير منا يقول نحن شاركنا في الانتخابات السابقة ولكن ماذا قدمت لنا تلك الكتل والشخصيات التي هي الان تتبوأ المراكز الاولى في الدولة، فان طموحنا وآمالنا التي عقدناها عليهم لم تتحقق أو الكثير منها، لذلك نحن لا نعول على الانتخابات كثيرا؟! \"هذا التصور يقول الكربلائي انه خاطئ جدا، ويتسائل الشيخ عبد المهدي الكربلائي ما الفائدة من الزعل والاحجام عن المشاركة، فالطالب الذي فشل في الامتحان هل من الصحيح ان يجلس في البيت ولا يحرك ساكنا، هذا التصور خاطئ ولا يمكن قبوله، اذ لابد ان يجتهد مرة او مرتين او ثلاثا حتى ينجح في الامتحان المدرسي ومن ثم ينجح في الحياة، كذلك عندما يزعل احدنا على الانتخابات فانه في حقيقة الامر يزعل على مصيره وفرص النجاح في مستقبله، وثمة نقطة مهمة ينبغي التركيز عليها وهي ان النظام السابق نظام ارهابي ديكتاتوري قد جر البلاد والعباد الى الدمار الشامل، وكلنا يعلم ان سياسات الحزب الاوحد والقائد الضرورة لم ننل منها سوى الارهاب والسجون والتشريد، وهذا النظام لابد له من ان يزول من غير رجعة، ولابد ان نؤسس لنظام ديمقراطي جديد ولا يتحقق ذلك الا من خلال المشاركة في الانتخابات، والاحجام عن المشاركة يمكن ان يرجع بعض رجالات النظام السابق الى سدة الحكم وهو ما لا يمكن ان نطيقه جميعا، ومن الطبيعي ان عدم المشاركة معناه ان تملأ مقاعد مجالس المحافظات بعناصر سيئة، وهذه من الامور البديهية اذا لم يشارك المواطن المؤمن الغيور معنى ذلك ان تتاح الفرصة لوصول العناصر السيئة وغير الكفوءة لمجالس المحافظات، وحينما تصل تلك العناصر هذا يعنى سيطرتها على جميع مفاصل الدولة العراقية وبالتالي ستعود كرة الظلم والاستبداد والقهر من جديد وونسام سوء العذاب ونحن نكون السبب في كل ذلك، ومن الخطـأ ان نقول لم يتحقق شيء في الانتخابات السابقة، ليس من الصحيح ان نفكر فقط في مسألة الخدمات والرواتب، صحيح ان هذه الامور مهمة ومطلوبة وعلينا جميعا تحقيقها، ولكن هناك اشياء مهمة تحققت لنا وهي من النعم العظيمة التي منّها الله علينا كالحرية مثلا فاننا كنا محرومين منها في النظام السابق والآن نمارس الحرية الدينية بكل طلاقة فالواحد منا يعلن عن رأيه وفكره ومعتقده ويمارس الشعائر الدينية بكل حرية من دون ان يسجن او يطارد أليست هذه الامور تعد مكسبا عظيما.
اخواني الاعزاء لابد ان نعطي مسألة المشاركة في الانتخابات وحسن الاختيار اهمية بالغة، وعلينا البحث والفحص والتحري لانتخاب الانزه والاحسن والاكفأ، لان الذي نختاره سنسلطه على مقدراتنا وجميع الامور المهمة التي نواجهها في الحياة.
وفي الختام كرر سماحة الشيخ الكربلائي مخاطبته للمسؤولين كي يتخذوا الاجراءات الكفيلة لارجاع بعض العوائل التي مازالت مهجرة بالرغم من رجوع الكثير منهم الى مناطقهم وعزا ذلك الى ان (بيوت بعض العائدين ما تزال مشغولة من عوائل أخرى، واملنا من الحكومة الموقرة -والكلام ما يزال لخطيب صلاة الجمعة الشيخ الكربلائي -بذل المزيد من الجهود من اجل عودة جميع العوائل المهجرة شيعية كانت ام سنية ومن اي قومية اخرى، وهذه المطالبة ليست موجهة الى الحكومة فقط بل انها موجهة الى رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والعشائر الذين لابد ان يقوموا بالتوعية لارجاع تلك العوائل الى مناطقهم معززين مكرمين).
أقرأ ايضاً
- توقعات بزيادة عدد مقاعد أعضاء البرلمان العراقي لـ(430) مقعداً في الدورة المقبلة
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"
- المرور تطمئن المواطنين: لا حجز للمركبات أثناء حظر تجوال التعداد السكاني