كشفت المستشارة الخاصة لفريق “يونيتاد” الدولي، اليوم الاثنين، عن مجمل النشاطات التي انجزها الفريق في مجال التحقق بجرائم داعش منذ ستة أعوام.
وذكرت آنا بييرو لوبيز، في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، أن "البعثة وخلال فترة عملها في العراق قد أنجزت 19 تقييمًا أساسياً عبر 20 مليون صفحة، حول الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق، مشيرةً إلى أن “يونيتاد” قامت بتوحيد أرشيف من المواد المتعلقة بداعش".
وأضافت، أنه "سينتهي تفويض فريق التحقيق (يونيتاد) في 17 أيلول 2024 ، وعندها يكون قد توقف عن العمل ولم يعد له وجود في العراق، ومنذ انضمامي إلى فريق التحقيق (يونيتاد) كمستشار خاص بالإنابة، قبل نحو ستة أشهر، عمل الفريق بجد لإنهاء الولاية بطريقة منظمة وإيجابية، بالتعاون مع السلطات العراقية، وأعتقد أن من المهم أن نتوقف قبل أن نختم عملنا، للتفكير في السنوات الست الماضية، وهناك العديد من النتائج والإنجازات الملموسة التي يجب تسليط الضوء عليها، والتي نأمل أن تستمر في إفادة العراق وجميع أصحاب المصلحة في أعقاب العمل الذي تم إنجازه".
وأدناه نص البيان:
أولا: نتائج التحقيق
قد أنتج الفريق 19 تقييما للحالات وتقريرا تحليليا – مئات الصفحات – تغطي أعمالاً قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمعات المسيحية والكاكائية والشبك والشيعة والتركمان والسنة واليزيديين.
وقد تم تقاسم هذه المخرجات مع السلطات العراقية المختصة إلى جانب الأدلة الأساسية التي أصدرها فريق التحقيق (يونيتاد).
وقد قدم ملخص للنتائج الوقائعية والقانونية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حزيران الماضي في تقريرنا ال 12 والأخير. سيتم عرض العديد منها على الجمهور قريباً على موقعنا الإلكتروني.
كما تم وضع مبادئ توجيهية في المجالات المتعلقة باستخدام التكنولوجيا والتحقيقات المتعلقة بالوعي بالصدمات ونشرها على الإنترنت أيضا، وكذلك نتائج بعض الأدلة والتحريات، بما في ذلك تقرير عن تدمير التراث الثقافي وتقرير عن العنف الجنسي.
وتستند نتيجة هذا العمل الاستقصائي إلى ملايين المعلومات التي جمعها الفريق وأنتجها على مر السنين، ولا سيما المعلومات التي قدمتها السلطات العراقية، ولا سيما القضاء العراقي.
النتيجة الثانية جمع المواد والحفاظ عليها:
تشكل هذه، الملايين من المعلومات، إنجازا هاما آخر للفريق، الذي صنع أرشيفا للمواد المتعلقة بتنظيم (داعش)، يديره ويحلله الفريق، باستخدام أنظمة وأدوات متطورة، يحتوي على معلومات يمكن استخدامها كدليل في الإجراءات الجنائية المستقبلية.
ويتضمن هذا الأرشيف، المقابلات التي أجراها الفريق مباشرة من الناجين والشهود، الذين تقدموا لتقديم رواياتهم، من جميع أنحاء العراق، ويشمل أيضا معلومات أخرى جمعت من مجموعة متنوعة من المصادر وأعدها الفريق أيضا، مثل تقارير الطب الشرعي.
وقد سلم فريق التحقيق (يونيتاد) جزءاً مهماً من هذا الأرشيف إلى السلطات العراقية. الأرشيف الأكثر شمولاً، الذي يتضمن جميع سجلات الفريق، تخزن الآن بأمان داخل مقر الأمم المتحدة على أمل أن يتاح الوصول إليها في المستقبل لأغراض المساءلة.
وأود أن أشدد على هذه النقطة: يحتوي أرشيف الفريق على معلومات ذات صلة لأغراض المساءلة، ومعلومات تربط الأعمال التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق بارتكاب جرائم دولية والأفراد المسؤولين عن هذه الجرائم.
النتيجة الثالثة، بناء القدرات:
وقد جمع الفريق الكثير من المعلومات بالتعاون مع السلطات العراقية، وغالبا لغرض بناء قدراتها، في مجالات مثل التنقيب عن المقابر الجماعية، والرقمنة والأرشيف، والطب الشرعي الرقمي.
وتشمل نتائج هذا التعاون حفر 68 مقبرة جماعية ذات صلة بتنظيم داعش وإعادة رفات الضحايا الذين تم التعرف عليهم من هذه الحفريات إلى أسرهم، ورقمنة وحفظ عشرين (20) مليون سجل ورقي متعلق بتنظيم داعش، والحصول على البيانات من عدد كبير من الأجهزة الرقمية (مثل الأقراص الصلبة والهواتف المحمولة) التي صادرتها السلطات العراقية من تنظيم (داعش).
النتيجة الرابعة: دعم التحقيقات والمحاكمات الوطنية في دول ثالثة.
وخلال فترة تفويضه، دعم الفريق حوالي ثلاثمائة (300) طلب مساعدة تلقاها من إحدى وعشرين (21) دولة، مما ساعد في تحقيقاتها ومحاكماتها الوطنية المتعلقة بتنظيم داعش وعمل على ثماني عشرة (18) حالة على الأقل قيد التحقيق بدعم من الفريق لإصدار لوائح اتهام، وأسفرت خمس عشرة (15) قضية على الأقل في نهاية المطاف عن إدانات.
النتيجة الخامسة دعم الضحايا:
كان كل عملنا يركز على الضحايا، مدفوعا بحماية الشهود الخبراء وقدرة الدعم النفسي والاجتماعي. وقد خدمت هذه القدرة جهودنا في مجال التحقيق وجمع الأدلة. كما ساعد على بناء القدرات في هذا المجال بين السلطات العراقية المختصة والنظراء الآخرين في العراق، من خلال تنظيم حلقات العمل والدورات التدريبية.
واسمحوا لي أن أضيف أنه لم يكن لأي من النتائج والإنجازات المذكورة أن يتحقق بدون الدعم الدؤوب من عناصر الأمن والمالية والموارد البشرية ودائرة اللغات ودعم البعثات وإدارة البرامج داخل الفريق، بما في ذلك أولئك الذين يعملون على تأمين مبانينا، وقيادة المركبات، وأولئك الذين يعملون على تأمين المركبات، وتقديم الطعام والحفاظ على صحتنا ومكاتبنا آمنة ونظيفة.
ولم يكن هذا ممكنا بدون زملائنا العراقيين أيضا، الذين جلبوا إلى الفريق الخبرة الأساسية والمنظور المحلي.
وأخيرا، هناك أيضا التعاون الممتاز من جانب السلطات العراقية، ولا سيما قواتها الأمنية التي يسرت تحركاتنا، فضلاً عن الدعم المقدم من كيانات الأمم المتحدة الأخرى في العراق والخارج.
وعلى صعيد شخصي، أود أن أكرر تقديري لالتزام الزملاء في فريق التحقيق (يونيتاد) بضمان اختتام منظم للأنشطة الموكلة إلينا، وتقليص الفريق وتصفيته. هذه أوقات صعبة بالنسبة للكثيرين، على الصعيدين المهني والشخصي. خلال الأوقات الصعبة، غالبا ما نظهر أفضل ما لدينا، حيث تتألق احترافنا. وخلال الأوقات الصعبة تصبح قيمنا الإنسانية أساسية. وقد أظهر العاملون في فريق التحقيق (يونيتاد) أنهم على مستوى التحدي.
أود أن أشكركم جميعا على ما حققناه، وعلى كيفية تحقيقه، وذلك بطريقة مهنية ومتواضعة وصادقة، نأمل أن نترك وراءنا إرثا إيجابيا.
إن النتائج والإنجازات التي وصفتها تخدم في نهاية المطاف مصالح أولئك الذين تأثروا بشدة بجرائم داعش في العراق. بالنسبة للضحايا والناجين والمجتمعات المتضررة، فإن الحقيقة والعدالة هي المهمة. يجب أن نكون فخورين بأن جهودنا قد أسهمت إسهاما كبيرا في كليهما، مع تذكر أن العمل لن يكتمل إلا عندما تتلقى الضحية الأخيرة وآخر ناج وجميع العائلات والمجتمعات المتضررة الحقيقة والعدالة التي يستحقونها.
أقرأ ايضاً
- في الديوانية.. الأمن الوطني يقبض على معتدٍ على أحد موظفي التعداد السكاني
- الأمن الوطني يخصص رقماً للتعامل مع أي حالات تعترض عمل فرق التعداد
- ديالى.. القبض على متهمين اثنين سرقا 20 مليون دينار من دار احد المواطنين