اطلق في محافظة كربلاء المقدسة اليوم الخميس مشروع "العراق معا" بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وبحضور محافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي ونائب رئيس مجلس محافظة كربلاء محفوظ التميمي ورئيس لجنة خدمات البلدية والخدمات الدكتور محسن الكناني، وعدد من رؤساء الدوائر المعنية في المحافظة وممثلي منظمات المجتمع المدني، وهذه هي المحطة الخامسة للوكالة حيث سبق لها ان افتتحت مشاريعها في اربع محافظات عراقية.
وقال محافظ كربلاء في كلمة له بافتتاح المشروع الذي حضرته وكالة نون الخبرية ان "هذه الحكومة هي حكومة الخدمة الوطنية في مسماها وبرامجها الحكومية الذي تعتبر الحكومات المحلية جزء منه اينما حل في مشاريع الوزارات او المحافظات المنصبة على تقديم الخدمات الاساسية، ونحن في كربلاء تعمل المحافظة ومجلسها بشكل منسجم وبروح فريق العمل الواحد، وقد تطورت الخدمات الاساسية في كربلاء المقدسة بشكل كبير عبر ما يقدم في البرنامج الحكومي من خدمات، وقد استهدفنا اغلب مناطق المحافظة بتنفيذ مشاريع ايصال الماء والكهرباء والمجاري مشاريع الاكساء الشاملة للشوارع، وقد اطلقنا (154) مشروع جديد ضمن برنامجنا للعام الجاري (2024) بخطة تشمل مركز المحافظة والاقضية والنواحي، ووصلت الاعمال الى سد حاجات بعض الاحياء بشكل كامل، وهذا لا يعني إنا اكتفينا بل نطمح بالمزيد من المشاريع بسبب كون كربلاء المقدسة فيها اعلى معدل نمو في العراق، والامر الآخر الهجرة او الانتقال الكبير للسكن في المحافظة من محافظات اخرى، سواء الظاهر (المسجلة رسميا) او غير الظاهرة التي (لم تسجل) الى الآن وننتظر اجراء التعداد السكاني لبيان العدد السكاني الحقيقي في المحافظة لان الجميع سواء المسجل او غير المسجل بحاجة الى خدمات تقدم لهم".
واضاف ان" محافظة كربلاء المقدسة تعتبر استثنائية وفيها مراقد مقدسة ولعل الزيارة الاربعينية ليست ببعيدة التي استقبلت فيها المحافظة اكثر من (23) مليون زائر من العراق وشتى انحاء العالم، وشاهد الجميع العمل الكبير الذي قامت به الدولة وما قام به رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني من اتخاذ مكتب المحافظ مقرا لقيادة وتقديم عمليات الخدمة التي قدمتها الحكومة المحلية والعتبات المقدسة والدوائر، ونستطيع القول ان اكبر عمل تطوعي على مستوى العالم يجري في كربلاء المقدسة، ورغم ان الحكومة الاتحادية داعمة لجهود الحكومة المحلية الان اننا بحاجة الى الدعم الذي يتمثل في التدريب للملاكات مع توفر القدرات المتميزة لديها، والمشاريع التي تأتي بعينها لاختصاصاتها المعينة، لاننا في طور الانتقال الى الاتصال الرقمي وتسريع الخدمة عبر استخدام الوسائل الحديثة والذكاء الصناعي".
من جانبه اكد نائب رئيس مجلس المحافظة محفوظ التميمي في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "جانبين رئيسين في اقامة هذه الورشة واطلاق هذا المشروع، الاول هو الجانب الفني الذي سندعم به عمل الدوائر في كربلاء المقدسة بناء على المشاريع المقترحة التي قدمتها تلك الدوائر، التي تضم البلدية، والماء، والمجاري، وسبق لنا ان عقدنا ورشىة عمل مع المنظمة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) نهاية شهر تموز الماضي، وطرح فيها جميع المشاكل والمشاريع واختير مشروع واحد لكل دائرة، ومنها مشروع المحطات الوسطية لسحب النفايات الصلبة لدائرة البلدية، والمتحسسات لانابيب المجاري عند حصول تكسر فيها وتطلق اشارة لاصلاحها، وتزويد دائرة الماء بالعدادات الالكترونية ومنظومات مكائن (الفاكيوم) التي لا تحتاج الى تجميع الماء بالاحواض بل تقوم بالسحب والدفع في آن واحد".
واضاف التميمي ان" الجانب الثاني هو الجانب التشاركي المتمثل باشراك منظمات المجتمع المدني، وعدد من الاكاديميين، والشركات لتعزيز صناعة القرار بمشاركتهم، ويصل الامر الى اشراكهم باختيار المشاريع وطريقة التنفيذ، ليكون المشروع متكامل لان المواطنين هم رأس المال لنا وهم المستهدفون بتقديم هذه الخدمات، ودوائرنا لها كفاءات وقدرة عالية في اداء عملها وتقديم الخدمات ومنها ننطلق وعلى سبيل المثال في الزيارة الاربعينية الاخيرة استطاعت مديرية ماء كربلاء انتاج (10) مليون متر مكعب من الماء الصافي وهذا رقم كبير جدا، كما تمكنت مديرية المجاري من سحب (7) مليون متر مكعب من المياه الثقيلة وحولتها الى محطات المعالجة، ودوائر البلدية رفعت (421) الف طن من النفايات الصلبة خلال ثلاثة عشر يوما فقط، لذلك نريد تنفيذ مشاريع من هذا النوع لدعم تلك الدوائر بانجاز اعمال على مستوى التحدي الذي قدمته".
فيما اكد رئيس مشروع "العراق معا" سنان النجار لوكالة نون الخبرية ان" مشروع العراق معا يعتبر أحد المشاريع التي تمثل التزام الحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدعم الحكومة العراقية وخصوصا الحكومات المحلية في تحسن الخدمات المقدمة الى المواطنين، وتدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الجهود الرامية لبناء عراق قوي أمن مستقر من خلال تمكين الحكومات المحلية في مجال تحسين الخدمات والاستجابة الى احتياجات المواطنين عبر تقوية مؤسسات الحكومة العراقية، ويهدف المشروع الى تقديم خدمات أكثر كفاءة وعدالة واستدامة، وتحسين الاستجابة لاحتياجات المواطنين والمساهمة في حكم رشيد شفاف وشامل، ولان المشروع يأتي متزامناً مع بدء الحكومات المحلية مهامها بعد نجاح الانتخابات المحلية في كانون الأول من العام (2023)، وهذه فرصة للعمل المشترك بين الحكومات المحلية والمشروع يأتي للمساهمة في بناء شراكات حقيقية بين الحكومات المحلية والمجتمع وتحقيق الاندماج المجتمعي وزيادة المشاركة الجماهيرية وبالتالي تحسين نواتج الخدمات المقدمة للمواطنين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي