شاب بعمر الزهور من اليمن الشقيقة تعرض لحادث سير مروري اصيب برأسه وعولج لكن مضاعفات كبيرة ظهرت لديه كادت تصيب عينه اليسرى بالعمى، وغيرها من التطورات السيئة، صعب الامر عليه في دولته التي تفتقد الى مؤسسة متخصصة يمكنها اجراء عملية له لإنقاذه، وتطلب السفر الى الخارج وانفاق مبلغ (25) الف دولار اميركي، وهو وعائلته لا يملكون سعر تذكرة السفر، فبحث صهره في شبكة الانترنت ووجد الحل عند الامام الحسين (عليه السلام) باب الرحمة الذي قال عنه الامام الصادق (عليه السلام) "كلنا سفن النجاة، لكن سفينة جدي الحسين اوسع وفي لجج البحار اسرع"، فكان له ما اراد وتحملت العتبة الحسينية تكاليف علاجه وعاد الى بلده معافى سالما".
حادث ومضاعفات
مدير مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي بالعتبة الحسينية المقدسة الدكتور غزوان الطائي يشرح لوكالة نون الخبرية قصة اليماني بالقول ان" الشاب المريض "محمـد جميل عبد الرحمن" البالغ من العمر (16 عاما)، من اهالي العاصمة صنعاء، تعرض قبل عام لاصابة في الرأس نتيجة حادث مروري حيث كان يقود دراجة نارية، وحسب ما اخبرنا صهره المرافق له انه دخل حينها في مشاكل صحية وادخل في العناية المركزة في احدى مستشفيات صنعاء، وبعدها شفي من الاصابة وخرج الى البيت بصورة جيدة، وما ان مضت مدة شهرين حتى ظهرت لديه مضاعفات في عينه اليسرى، وظهر فيها احمرار حاد، وبروز الى الخارج (جحوظ)، وتشوش في النظر، وراجع افضل طبيب جملة عصبية وجراح في اليمن، وبعد ان اجرى له الفحوصات الاولية والمفراس والرنين، اكد لهم انه يعاني من تشوهات شريانية وريدية في جهة الدماغ خلف منطقة العين، ولا يوجد علاج لها في مستشفيات اليمن باكملها لعدم وجود مثل هذا الاختصاص هناك، ويستلزم السفر الى دولة اخرى يتوفر فيها هذا الاختصاص وبكفائه عالية للعلاج، وبدأ صهره بالبحث عبر شبكت الانترنت لمعرفة اي الدول يمكن ان يجد فيها هذا التخصص الطبي والعلاج، وتعرف بالصدفة على مركز الحياة في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في كربلاء العراق".
التواصل والقدوم
وفي مؤسسة وارث يوجد مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ الذي عالج حالات قريبة على حالة الشاب اليماني يسردها باقي التفاصيل مدير المركز قائلا ان" صهر المريض بدأ قبل شهر تقريبا بمراسلة صفحة المركز على التواصل الاجتماعي وارسل جميع المتعلقات بحالته المرضية، واطلعت على الحالة وطلبت مجيئه للعراق لنبدأ معه بداية علمية عبر اجراء القسطرة التشخيصية، لتتضح حالته المرضية بشكل دقيق وواضح وعلى ضوئها نرسم الخطة العلاجية، وكان المريض وصهره ينوون زيارة المراقد المقدسة في العراق، فكان حضورهم خلال ايام الزيارة الاربعينية، وحينها اطلق المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي مبادرة عطاء الامام الحسين العلاجية المجانية الثانية، وادخل فورا لاجراء القسطرة التشخيصية التي لا يتعدى اجرائها خمس ساعات، وكانت المفاجئة حيث ظهر ان المريض حصل عنده تشوه "مهول" في الشرياني "السباتي" الرئيسي المغذي للدماغ بالجهة اليسرى، واصيب بتمزق طويل ومنه تضررت مجموعة من الانسجة الوريدية المتصلة به وتضخمت وانتشرت ووصلت الى اوردة العين، ما تسبب في احتقان الدم في العين وعدم العودة في دورانه الطبيعي، وصارت تتعرض الى ضخ شرياني من القلب بدفق قوي، ورغم اجرائي لعمليات كثيرة في اليابان وايران الا ان حالته المرضية تعتبر صعبة جدا ونادرة الحدوث، وخلال عام كامل من عملنا تعتبر هذه الحالة الثانية".
عملية مجانية
الطائي ابلغ المريض انه يحتاج الى عملية خاصة ونادرة وصعبة ونسب النجاح فيها قليلة الا من رحمة الله وبركات سيد الشهداء لان التمزق كبير في الشريان السباتي، ويكمل حديثه بالقول " ان العلاج بالقسطرة لا يكون بالنظر بالعين المجردة بل بغرزة في الفخذ والتعامل مع الدماغ عن طريقها، واوضحنا الصورة له ولمرافقه وخيرناه بالموافقة من عدمها، وكنا نحتاج الى حوالي (10) ايام لتجهيز جميع مواد ومستلزمات العملية لاجراء القسطرة العلاجية، فوافق على اجراء العملية التي تكلف حوالي (25) الف دولار اميركي، وعلمنا ان حالتهم المادية صعبة جدا، وانهم جمعوا مبالغ تذاكر الطائرة بصعوبة بالغة، وكنت على يقين بان علاجه سيكون مجاني على نفقة العتبة الحسينية المقدسة بمجرد عرضه على الجهات العليا وحصلت الموافقة بالفعل وصار علاجه مجاني بالكامل، وكانت فرحتهم لا توصف مع القلق الذي يساورهم، وبدأنا باعداد العدة لاجراء العملية وجلبنا المواد اللازمة من المؤسسة ومن خارج العراق، واجريت العملية له يوم الاحد الذي تلى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، وتعاملت مع التشوه على انه ناسور متوسع جدا من الجيوب الوريدية، وكان التوكل على الله وبركات سيد الشهداء هو المحفز لنا في التحدي والاصرار على نجاحها، وهي ثاني عملية نادرة وصعبة جدا اجريها خلال عملي في العراق منذ اربع اعوام، واستمرت لمدة ساعة و(30) دقيقة فقط".
النجاح والسلامة
تأكدت من نجاح العملية بعد غرس اللفيفة الحلزونية الاخيرة، هكذا يصف الطائي ثقته بالنجاح ويضيف" غرست (8) لفائف في المنطقة الواقعة بين التمزق واول جيب وريدي كونها تضع منطقة عزل بين الجانب الشرياني والوريدي في منطقة التمزق، ولغرض اغلاق التمزق بصورة كاملة، واجريت قسطرة تشخيصية ودفعت صبغة فظهر ان الاوردة اختفت تماما، واصبحت الشرايين تغذي الدماغ بصورة طبيعية، ومكث بعدها ليومين لعدم وجود مضاعفات وتراجع مستوى احمرار العين وبروزها بشكل واضح جدا، وعادت بعد يومين عينه لوضعها الطبيعي واصبح يرى بها دون اي مخاطر، والعملية اجريت بفريق طبي متميز اعتبره افضل ملاك قسطرة في البلد لانه يتعامل مع اختصاص غير موجود في العراق، ولا يوجد ملاك طبي نظير له شارك في اجراء مثل تلك العمليات او بنفس الكفاءة التي يمتلكها فريقنا الطبي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فؤاد حسين يحذر من تهديدات إسرائيلية "واضحة" لضرب العراق
- وزير المهجرين: 50 ألف لبناني دخلوا العراق عبر سوريا
- روسيا تعلن إعادة مجموعة من الأطفال الروس من سوريا