يبدو أن تداعيات الجولة الجديدة للوفد العراقي المفاوض في واشنطن بشأن مستقبل التحالف الدولي، مازالت قائمة، حيث انتقد ائتلاف النصر، عمل اللجان المفاوضة في واشنطن، مشيرا إلى أن الخلافات السياسية بين الكتل انعكست على عملهم.
وقال عضو الائتلاف عقيل الرديني، في تصريح صحافي، إن "عدم الاتفاق السياسي على إنهاء التواجد الأمريكي من العراق إثر بشكل كبير على عمل الوفد المفاوض في واشنطن"، مشيراً الى أن "أمريكا لن تستسلم بسهولة وتترك مصالحها في العراق".
وتابع ان "هناك اجندة أمريكية تعمل على اضعاف الوفد من خلال إغرائه بطرق غير شرعية وتأثيرات غير مباشرة"، لافتاً إلى أن "الوفد المفاوض لم يحقق الطموح في مراحل المفاوضات الأولى بسبب حنكة السياسيين الأمريكيين".
ومنذ أشهر تُجري اللجان المشتركة العراقية حوارات واجتماعات مكثفة مع قوات التحالف الدولي، لكن يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود، بشأن خروجه، خاصة وأن التصريحات الأميركية لا تتحدث عن إخراج كامل مهمة التحالف، وإنما تتحدث عن تنظيم العلاقة، في وقت تضغط فصائل عراقية بشأن هذا الملف، وتسعى نحو خطوة واضحة وهي خروج كامل لقوات التحالف.
وكان السياسي العراقي بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء الأسبق، قال، الأسبوع الماضي، في لقاء متلفز، إن السوداني اتفق مع الجانب الأميركي على موعد الانسحاب الكامل لقوات التحالف الدولي من العراق.
وأوضح الأعرجي، أن "بغداد وواشنطن ستتوصلان قريباً إلى اتفاق تاريخي يقضي بانسحاب أميركا من العراق"، لافتاً إلى أن "الجانبين وضعا النقاط الأخيرة"، في حين دعا الفصائل إلى "التهدئة وهو ما لم تلتزم به".
وفي 17 تموز الجاري، قصفت الفصائل المسلحة قاعدة "عين الأسد" غرب العراق بطائرتين مسيّرتين دون وقوع خسائر، كما أعلن كل من كتائب حزب الله العراقية وحركة أنصار الله الأوفياء، عن سقوط الهدنة مع الجانب الأميركي نتيجة لما عدتاه مماطلات أميركية على صعيد الانسحاب من العراق.
ورداً على ذلك، فقد تعرض مقر لأحد الفصائل التابعة للحشد الشعبي إلى هجوم بطائرة مسيّرة حسب ما تم رصده، أدى إلى حرق المقر، في حين لم تعلن الجهات الرسمية العراقية عما إذا كان الحريق ناتجاً عن قصف بطائرة مسيّرة أو تماس كهربائي.
وكانت مصادر عراقية، أفادت الاثنين الماضي، بأن العراق يرغب في أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الانسحاب بدءا من أيلول المقبل، وأن تنهي عمل التحالف رسميا بحلول أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية جرى التفاوض عليها حديثا.
ويصرّ سياسيون ينتمون "للإطار التنسيقي" على وجوب الإسراع بإخراج القوات الأجنبية، الأمريكية على وجه الخصوص، من الأراضي العراقية، فيما ترى قوى سياسية سنية وكردية، أن الدفع باتجاه انسحاب قوات التحالف الدولي، يأتي من قبل احزاب وفصائل مسلحة في سياق مواجهتها مع الولايات المتحدة، خاصة وأن العراق لديه عقود تسليح مع الولايات المتحدة، مثل طائرات F-16 التي تحتاج إلى شركات خاصة للصيانة والتأهيل.
أقرأ ايضاً
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم
- ايطاليا: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأننا نحترم القانون الدولي
- تعرف أسرار البيت العراقي.. بغداد تطالب واشنطن بردع إسرائيل