بقلم: علي حسين
قرأنا في الاخبار ان هيئة النزاهة هيئة تريد ملاحقة أعضاء حكومة مصطفى الكاظمي السابقة بتهمة الفساد والاحتيال، وهذا امر حسن وجيد، إذا حسنت النية وتم شمول جميع اعضاء الحكومات السابقة التي فرهدت مئات المليارات من الدولارات.
مليون سبب وسبب يدعونا جميعا لضرورة محاسبة الجميع ومن دون استثناء، فقد ملت الناس من برامج التوك شو التي يقدمها ساستنا بين الحين والآخر، ولعل ضمن الثلاثة أسباب الأولى لإعلان موت العدالة الاجتماعية في العرق، أن الكثير من نوابنا لا يزالون يتباهون بما حصلوا عليه من اموال واملاك وامتيازات.
يتحدّث معظم السادة النواب، عن النزاهة، وهذه مسألة بحاجة إلى تحليل من خبراء علم النفس. لا يوجد شيء واحد أكثر بشاعة من القتل سوى الفساد، لذلك هناك قاعدة واحدة للنزاهة، إما الدفاع عن حقوق الناس البسطاء، وإما الاتجار بالعملة في بنوك عمان وبيروت. وهناك شرط واحد للنزاهة هو الإيمان بالوطن، وهذه قضايا لا تقبل استثناءات.
في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرّر السرقة وتحلّل نهب المال العام، تلك الخطابات والهتافات التي هزج بها العديد من أعضاء مجلس النواب وهم يهتفون بنزاهة وأمانة قراراتهم الكوميدية!.
تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة القوى العقلية والحسّ الإنساني والوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، في هذا البلد أو ذاك، ليجعل حياة الجميع أفضل، من خلال إحداث نوعٍ من النهوض المتكامل، يستهدف الارتقاء بحياة المواطن العادي، وإنعاش حظوظه في العيش بكرامة، في ظل ساسة يحترمون حقوقه الأساسية في الحرية والعدل والعمل.. لكن للأسف ما نتابعه في جلسات مجلسنا الموقر يؤكد أن بنية النظام السياسي في العراق لا تريد أن تغادر حالة الصفقات التي يتحول فيها البعض من إنسان مغمور ومفلس إلى صاحب مشروع استثماري يدر الملايين من الدولارات.
كان السنغافوري لي كوان يرفض أن توضع صوره في الساحات أو الشوارع ويقول للمعترضين إن صورتي الحقيقية هي التي يراها المواطن في الإعمار وارتفاع الدخل وفي الاستقرار.
للاسف ما تزال هيئة النزاهة نزال تصدر البيانات عن النزاهة والإصلاح. هل قرأتم البيان الذي أصدرته الهيئة قبل مدة والذي اخبرتنا فيه أن رؤساء ومؤسسي الأحزاب مشمولين بحملة "من أين لك هذا؟".
أنا من جانبي ساعتبر الأمر مجرد خطأ مطبعي، فكيف يتسنى للنزاهة أن تسأل كبار قادة البلاد: من أين لكم هذا؟.. ارجوكم اعتبروا الأمر خطأ طباعي، افضل من أن يتحول الى نكتة.
نقرأ في حكايات البلدان التي تتمتع بالرفاهية والنزاهة الحقيقية، في الوقت الذي نزال نستمع إلى اخبار النزاهة وخطب الذين يطمحون بكعكة مجالس المحافظات.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!