تشهد العاصمة بغداد والعديد من المحافظات تراجعا واضحا بتجهيز الطاقة الكهربائية قياسا بالعام الماضي، فضلا عن ضعف "الفولتية" وكثرة الأعطال، جاء ذلك بالتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، رغم إعفاء مدير مركز صيانة حي العامل ببغداد.
وذكرت وزارة الكهرباء، في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، أن "وزير الكهرباء أجرى جولة تفتيشية في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة إلى مراكز الصيانة في منطقتي حي العامل والجهاد بجانب الكرخ من العاصمة بغداد بهدف الاطلاع بشكل مباشر على أداء الفرق العاملة ومدى جهوزيتها للتعامل مع الأعطال الطارئة".
وأضاف أن "الوزير تساءل عن معدل الأعطال والمعالجات المتبعة"، معرباً عن "عدم رضاه إزاء بعض الأرقام والإجراءات التي تم الاطلاع عليها".
وأشار البيان الى أن "فاضل وجه بإعفاء مدير مركز صيانة حي العامل بسبب كثرة الأعطال في قاطع مسؤوليته وضعف الاستجابة لمعالجة الخلل"، مبيناً أن "الاستجابة السريعة لطلبات الصيانة وتحسين كفاءة الخدمات، يحتلان أولوية خلال أشهر الصيف".
وأوضح أن "أي تقصير في هذا الجانب لن يتم التساهل معه"، مشدداً على "أهمية البقاء في حالة استنفار دائم، وتطبيق توجيهات رئيس مجلس الوزراء بنزول المدراء إلى الميدان للإشراف المباشر على العمل".
ولفت البيان الى أن "وزير الكهرباء استمع إلى مشاكل ومتطلبات فرق الصيانة، وأوعز بإعطاء صلاحيات كاملة لمسؤولي القواطع لتحسين ظروف العمل وتوفير المعدات الضرورية لضمان سرعة وفعالية الاستجابة للأعطال".
إلى ذلك، انتقد ناشطون على منصة "أكس"، "صرف الحكومة أكثر من 100 مليار دولار على قطاع الكهرباء وعشرات مذكرات التفاهم، وما زال وضع الكهرباء لغز لا يعلمه إلا الله"، فيما أشار البعض الآخر إلى "قلة ساعات التجهيز الطاقة وارتفاع أسعار الأمبير للمولدات الأهلية".
وقبل يومين، خرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بكلمة متلفزة هدد خلالها وزارة الكهرباء باخضاعها للتقييم خلال ذروة الصيف، حيث كانت الكلمة بمناسبة افتتاح حوالي 200 محطة تحويلية وثانوية للنقل والتوزيع في عموم العراق.
يشار إلى أن التراجع الكبير في مستوى تجهيز التيار الكهربائي مقارنة بالعام الماضي، ملموس ليس من قبل المواطنين فحسب، بل هو ملموس من قبل الحكومة وباعتراف السوداني، وكذلك وزير الكهرباء الذي أكد وجود تراجع في التجهيز وشكاوى من قبل المواطنين، الا ان الامر المحير هذه المرة، هو عدم افصاح او اعلان وزارة الكهرباء عن سبب تراجع التجهيز.
وشكا عدد من المواطنين في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، في خبر سابق، من ضعف "الفولتية" في تجهيز الطاقة الكهربائية، مشيرين إلى "عجز وزارة الكهرباء عن ايجاد حل للمشكلة التي باتت معضلة بالنسبة لهم".
واحتل العراق، المرتبة الخامسة عربيا و الـ50 عالميا من أصل 211 دولة مدرجة في الجدول كأكبر مستهلكي للكهرباء في العالم حسب مجلة CEO WORLD الأمريكية.
وتزداد نقمة العراقيين على وزارة الكهرباء خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها أحياناً الى 50 مْ وقد تتجاوزها في ذروة الصيف.
ويستورد العراق في فصل الصيف 70 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني في اليوم لتغذية محطات توليد الكهرباء في البلاد، ويولّد نحو 5000 ميغاواط من الكهرباء بهذه الإمدادات، ويعني هذا التدفق، إلى جانب عمليات الشراء المباشرة للكهرباء من إيران، أن طهران تلبي 40 في المائة من احتياجات العراق من الكهرباء بتكلفة 4 مليارات دولار سنوياً.
ولكن غالباً ما تخفض إيران إمدادات الغاز للعراق، ويساهم ذلك في بعض الانقطاع في التيار الكهربائي والاستياء العام والمشاكل السياسية، وتعزى بعض هذه التخفيضات إلى الطلب المحلي الإيراني.
يشار إلى أن العراق سبق وإن وقع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركة سيمنز، منها ما وقعها رئيس الحكومة الأسبق عادل عبدالمهدي، وكانت بقيمة 14 مليار دولار.
ومنذ سنوات، توجد منافسة حادة بين شركتي سيمنز وجنرال إلكتريك، لاسيما وأن الأخيرة لديها مشاريع طاقة كثيرة في العراق وتعمل منذ سنوات، وساهمت برفد منظومة الكهرباء بالطاقة المنتجة، سواء في الجنوب أو بغداد.
ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وفي كل صيف تتجدد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة.
أقرأ ايضاً
- تفكيك شبكة "خاصة" لتجارة وترويج المخدرات جنوبي العراق
- الإعدام لمفجر أبراج الطاقة الكهربائية في العراق
- كريستال في الصمون.. الأمن العراقي يرصد طرقاً مبتكرة لتجارة المخدرات (فيديو)