اكد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال افتتاحه ليلة امس السبت مركزا لاعتلال العضلات والاعصاب والشلل الدماغي ان طموحنا وتوجهاتنا ان تكون كربلاء مركز شفاء للعراقيين والعراق مركز شفاء عالمي، وحضر احتفالية الافتتاح الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي ونائبه ورئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة قاسم اليساري ومدير صحة كربلاء وجمع من المسؤولين في العتبة المقدسة واطباء عرب واجانب قدموا من اليابان والمملكة المتحدة وفرنسا ومصر واليابان ممن ساهم في تأسيس المركز.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة القاها بالحفل وحضرته وكالة نون الخبرية مساء السبت " في هذه الليلة التي نفتتح فيها المركز الطبي المهم مركز الهادي (عليه السلام) لعلاج اعتلال العضلات والاعصاب وأبين مجموعة من المبادئ والاسس التي نستند اليها في مسألة تصدي عتبة مقدسة لانشاء مثل هذه المشاريع بمختلف عناوينها من المستشفيات، والمراكز الطبية، والجامعات، والمدارس، ومعاهد التوحد، ومستشفيات علاج الطب النفسي وغيرها من التخصصات الطبية المهمة، التي يراد منها المشاركة في الحفاظ على حياة، وعلم وتربية الانسان، وصحته، والاستدامة للانسان الذي يستطيع ان يؤدي مهامه في الحياة، والمحور الاول المتعلق برؤيتنا ورسالتنا التي ننطلق منها لانشاء مثل هذه المشاريع الطبية المتخصصة والمتقدمة، واؤكد مرة اخرى كما سبق ان ذكرت على ان رؤيتنا ومبدأ التوجه لهذه المشاريع وعلاقة العتبة المقدسة بانشاء مثل هذه المشاريع الطبية والتعليمية المتخصصة وغيرها، نحاول ان نجعل تلك المشاريع من باب التخصص الدقيق والاهم من باب احتياج المواطن بمزيد من الاحتياج لبقية الامور، هو تقديم الخدمة الامثل صحيا وتعليميا في الجامعات والمدارس والاكثر يسرا وسهولة للمواطن العراقي وغيره في المستقبل كما هو مخطط له، ونعمل ذلك لاجل ان تضم هذه الجهود الى جهود المؤسسات القطاعية الصحية والتخصصية التي تقوم بها مؤسسات الدولة، ونعمل ذلك لاجل ان نتكامل ونتعاون تعاضد مع الجهات القطاعية المختصة في هذه المجالات وبعضنا يكمل البعض الآخر، ومبدأ الشعور بضرورة التعاون في الحياة مبدأ مهم للنجاح في جميع المجالات للوصول بسرعة الى الاهداف التي ينشدها بصورة اسرع واتقن واكمل".
واضاف ان " الامر المهم الاخر هو من اجل استثارة روح المواطنة واستنهاض الهمم لنلحق بالدول والشعوب الاخرى، مع ان الامكانات الموجودة لدينا بالعقول والكفاءات والخبرة لا تقل عن امكانيات هذه الدول، لان المواطن العراقي بصورة عامة مثل الطبيب والمهندس والفني والاستاذ وغيره من التخصصات، حينما يرى الآخرين قد سبقوه في مضامير علمية وطبية وتقنية متعددة، وهو في واقع الحال لا يقل كفاءة وقدرة وابداعا وابتكارا عن الآخرين، فإن ذلك قد يضعف لديه الشعور الوطني بقيمة وهوية الانتماء لبلده بسبب هذا الفارق والفجوة، بل قد يشعره بأنه ادنى مرتبة من الغير، لذلك لابد ان يندفع بدافع الغيرة الوطنية على موقعية وهوية الانتماء لبلده للوصول الى تلك المراتب العلمية والطبية المتقدمة التي وصلت اليها البلدان والشعوب الاخرى، لذلك صرنا نؤكد على مجالين مهمين في مؤسسات العتبة المقدسة وهما ضرورة الارتقاء بالخدمة الطبية المتخصصة المتطورة، وضرورة ان يرافق ذلك تقدم علمي اكاديمي جامي، وفي مجال البحوث والدراسات المتقدمة وخصوصا في الدراسات الجامعية".
واوضح ان "الامر الثاني يتعلق بتطلعاتنا وطموحاتنا للمستقبل في هذا البلد التي نخطط لها في الوقت الحاضر سواء كان على المستوى القريب او المتوسط او البعيد، تتثمل بانشاء المزيد من المستشفيات والمراكز الطبية في العراق، ولدينا الان العديد من المشاريع قيد الانشاء ومنها في السنوات المقبلة يكمل ويدخل الى الخدمة في كربلاء المقدسة ومحافظات اخرى مثل مستشفى خاتم الانبياء لامراض ومستشفى الجهاز الهضمي وتوسعة مؤسسة وارث لعلاج الاورام، وكذلك اربع مستشفيات اخرى هي مستشفى الطوارئ والجملة العصبية والعمود الفقري والحروق والعلاج الطبيعي والعيون التي يجري تنفيذ بعضها واكمال تصاميم الاخرى، ولان هدفنا وطموحنا وتطلعاتنا للعراق عامة ولكربلاء خاصة، دون تعصب لهذه المدينة لان جميع مدن العراق مدننا والمواطنون احبائنا وابناء بلدنا ومواطنونا وابناء بلدنا، ولكن كربلاء مدينة الامام الحسين (عليه السلام)، التي كما ورد في الحديث الصحيح جعل الله تعالى في تربته الشفاء، فلماذا لا تكون ايضا مركز شفاء صحي لجميع المواطنين من داخل وخارج العراق، لذلك فإن طموحنا الذي رسمناه ونضع له الخطط العاجلة والسريعة ان تكون كربلاء مركز شفاء للعراقيين، والعراق مركز شفاء عالمي، بخطط وضعت لمدة تتراوح بين (5 ــ 10) سنوات، لان ما هو مستحيل يمكن ان يحول الى ممكن، وما هو ممكن ان يتحول الى واقع ملموس، بعد التوكل على الله وحسن الظن به والثقة بالنفس مع توفير بعض متطلبات العمل الصحيحة".
من جانبه اشار رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر حمزة العابدي الى ان" ها المركز سيكون اضافة الى مدينة كربلاء المقدسة والعراق والمنطقة كما وصفه الاطباء الاجانب، بسبب الغموض الكبير في منطقة هذا المرض والجهود جارية باتجاه التشخيص الدقيق، لذلك شرعنا منذ التشغيل التجريبي منذ اربعة اشهر لفتح قنوات للتعاون مع هذه المراكز البحثية العالمية، من خلال استقبال المركز الكثر من (1800) حالة خلال مدة التشغيل التجريبي وهو رقم يعتبر كبير جدا بالنسبة لمرض نادر جدا، وسيكون المركز نقطة يتم منها التعاون مع الباحثين والاخصائيين من خارج العراق لوضع بروتوكول علاجي صحيح ومعتمد وتشخيص دقيق لبعض الحالات التي يرى خبرائنا فيها من خلال فحصهم لبعض الحالات انها ممكن ان تكون مرض جديد غير مسجل عالميا".
واضاف ان" المركز قطع شوطا مهما خلال مدة التشغيل التجريبي ووجدنا اقبالا شديدا وملحا من مرضى قدموا من محافظات عراقية عدة، نتج عنه اصدار امر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالاهتمام بتوسعة المركز عبر افتتاح مركز مرجعي اكبر من المركز الحالي وبوسائل متقدمة، وسيكون هذا المركز هو المنطلق لسد حاجة البلد من العلاج الدقيق والمشخص للحالات المرضية ولهذه الشريحة من المرضى".
اما مدير المركز الدكتور صالح الجابري فبين ان" العتبة الحسينية المقدسة المعطاء التي لم تترك مجالا طبي، او تعليمي، او زراعي، او صناعي، فيه خدمة لابناء العراق الا وخاضت فيه، ولا ننسى المبادرات العلاجية المجانية والتخفيض المستمر في تكاليف العلاج الكلي او الجزئي، واقولها جازما وبكل فخر ان ما تقدمه العتبة الحسينية المقدسة من خدمات صحية لا يقوى عليه كبريات المؤسسات الصحية في العالم، وان مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب الذي انشأ بدعم غير محدود من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، لان رحلتنا مع مرضانا ستكون طويلة لكنها ابتدأت، وبفترة وجيرة لا تتجاوز اربعة اشهر وعلى الرغم من تحديد خبرائنا وشركائنا الاطباء العرب والاجانب عدد المرضى اليومي بـ (10 ــ 15) مريض فقط، لتقديم افضل العناية والرعاية والفحص اللازم، بلغ عدد المرضى المراجعين خلال التشغيل التجريبي (1882) مريض، ووقفنا خلال نفس المدة من تشكيل فريق عمل متجانس من اطباء عراقيين بتخصصات مهمة مثل الدماغ والحبل الشوكي، والجملة العصبية وامراض الصرع للكبار والاطفال، بعد ان حضر معنا واقتنع وآمن بمشروعنا وصاروا جزءً منه اطباء كبار من اليابان والمملكة المتحدة وفرنسا وسنغافورا وايران ومصر، وهناك الكثير غيرهم ابدوا رغبتهم للعمل معنا عبر مراسلات يومية".
واضاف ان" للمركز استراتيجية عمل فيها ثلاث مراحل هي مرحلة التشخيص الدقيق من خلال ابرام اليات تعاون مع مختبرات ذات ريادة عالمية من اجل ان نبني قاعدة بيانات حقيقية ودقيقة جدا تكون القاعدة نحو التطور البحثي والسريري، وتتضمن المرحلة الثانية رسم ووضع برامج علاجية وغذائية وبرامج نمط حياة وبرامج اعادة تأهيل تساعد المرضى ليعودوا الى ممارسة حياتهم الطبيعية، والمرحلة الثالثة تعتمد على ابرام مذكرة تفاهم مع شركة عالمية مقرها في المملكة المتحدة ولها فروع في الامارات وايران تدعى "جي اورجن"، سيعمل خبرائها لاعداد دراسة جينية متكاملة، يمكنها ان تحصل على طفرات وراثية خاصة بشعبنا وبلدنا، ورفع الوعي في مجتمعنا من هذه الحالات المرضية للحيلولة دون الاصابة بها، مع العمل على خط بحثي متقدم آخر".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)