ليست الازدحامات في بغداد مجرد تحديا للحركة، بل باتت جزءً من الحياة اليومية هنا، حيث يتقاطع الأمل واليأس، وتتشابك الأحلام والواقع، وسط تصارع السائقين من أجل الفرصة النادرة للتقدم قليلًا.
حيث شهدت شوارع بغداد، ازدحامات مرورية خانقة بعد افتتاح جسر قرطبة، الذي كان يُعتقد أنه سيساعد في فك الاختناقات المرورية في العاصمة، الأمر الذي أثار سخط وتهكم العراقيين.
حيث انتقد ناشطون جسور فك الازدحامات مؤكدين أنها لم تسهم ولو 1 بالمئة من حل الأزمة فين حين بلغت تكلفتها بحسب مختصين حتى الآن 25 مليار دولار، فيما سخر البعض الآخر من كون العام الحالي عام الإزدحامات وليس الإنجازات، مبينين أن افتتاح المجسرات والجسور لن تحل هذه المشكلة فالخلل في الاستيراد التكديسي للمركبات ونزوح سيارات الأجرة من المحافظات الى بغداد.
وافتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء أمس الاول الأربعاء، مجسر تقاطع قرطبة وسط بغداد، ضمن مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة والمنجز خلال 200 يوم عمل.
وأعلنت الحكومة، الثلاثاء الماضي، عن اعتماد توقيتات جديدة لبدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي للموظفين، بعد عيد الفطر، مبينة أنها للتجربة وتستمر ثلاثة أشهر لحل أزمة الازدحامات المرورية.
ودخلت العراق ملايين السيارات في العقدين الأخيرين، من دون أية توسعة في شبكة الطرق والجسور، ولا أي تحديث بوسائل النقل العام، في ظل قطع مستمر للعديد من الطرق الرئيسة والفرعية، لأسباب مختلفة بينها الأحداث الأمنية والتجاوزات عليها وتحويل بعضها لأماكن وقوف.
وفي 20 من كانون الثاني الماضي، تم افتتاح مجسر الفنون الجميلة وهو أول مشروع يفتتح ضمن مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد.
وافتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 12 كانون الثاني الماضي، مشروع توسعة طريق أبو نؤاس وجسر الجادرية الجديد في بغداد.
ويمثل الازدحام المروري معضلة حقيقية بالنسبة إلى أهالي بغداد، وهو أمر مستمر منذ سنوات، حتى بعد اتخاذ إجراءات ميدانية لفتح شوارع حيوية عدة ظلّت مغلقة منذ عام 2003 بسبب "دواعٍ أمنية".
ووصفت مجلة الإيكونومست البريطانية في آذار 2023، بغداد في تقرير بأنها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير، حيث تشهد ازدحامات مرورية خانقة بسبب تهالك الطرق وانتشار نقاط التفتيش وزيادة أعداد السيارات وتلكؤ وفساد في مشاريع البنى التحتية، وفشل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 في حل المشكلة، حيث أكدت "إيكونوميست" أنه "لدى بغداد أسوأ حركة مرور في الشرق الأوسط".
وفي آذار 2023 أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ما وصفها بأنها "حزمة أولى لفك الاختناقات المرورية في بغداد عبر 16 مشروعاً تتعلق باستحداث طرق وجسور"، مؤكداً أهميتها في معالجة المشكلة باعتبارها "الأولى من نوعها في البلاد"، فيما اشار إلى أن حكومته "اتخذت إجراءات سريعة لفك الاختناقات، أبرزها فتح طرق كانت مغلقة لمدة سنوات، وإزالة عدد كبير من نقاط التفتيش الأمنية، وفتح شوارع في وسط المدينة، وداخل المنطقة الخضراء".
أقرأ ايضاً
- إسرائيل تجدد غاراتها على الضاحية.. الصحة اللبنانية تعلن استشهاد 40 شخصاً (فيديو)
- الزعيم الكوري الشمالي ينتقد السياسة الأميركية ضد بلاده
- بلجيكا تدعو إلى تحرك دولي.. وهولندا: مستعدون لتنفيذ أمر المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو