مع بداية الصيف تبدأ المولدات الأهلية تعمل إيذانا بفقدان الطاقة الكهربائية الوطنية، لتبدأ قصة جديدة لوزارة الكهرباء بتبرير الانقطاعات بخفض الغاز المستورد من إيران، حتى بات الحديث عن زيادة ساعات التجهيز موضوع "سخرية" لدى العراقيين.
وفي خطوة ليست بجديدة، تعهد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، امس الخميس، بزيادة ساعات تجهيز الطاقة خلال صيف العام الحالي، فيما أكد اعتماد المحطات الوطنية العراقية بنسبة 60 بالمئة من عملها على الغاز الإيراني.
وقال فاضل في تصريح صحافي، "نعتمد بنسبة 60٪ على الغاز الإيراني ولدينا تعاون مع وزارة النفط لحل هذه المشكلة".
وأضاف، أن وزارته "تحتاج إلى سنتين أو ثلاث، لحل مشكلة الغاز والاعتماد على الغاز المحلي فقط".
وأشار وزير الكهرباء إلى أن "تجهيز التيار الكهربائي خلال هذا الصيف سيكون مختلفاً، وسترتفع ساعات التجهيز".
ويستورد العراق في فصل الصيف 70 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني في اليوم لتغذية محطات توليد الكهرباء في البلاد، ويولّد نحو 5000 ميغاواط من الكهرباء بهذه الإمدادات، ويعني هذا التدفق، إلى جانب عمليات الشراء المباشرة للكهرباء من إيران، أن طهران تلبي 40 في المائة من احتياجات العراق من الكهرباء بتكلفة 4 مليارات دولار سنوياً.
ولكن غالباً ما تخفض إيران إمدادات الغاز للعراق، ويساهم ذلك في بعض الانقطاع بالتيار الكهربائي والاستياء العام والمشاكل السياسية. وتعزى بعض هذه التخفيضات إلى الطلب المحلي الإيراني.
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، رعا في 16 من شباط 2023، توقيع مذكّرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، لتطوير قطاع الكهرباء في العراق.
وتضمّنت المذكرة: أعمال صيانة طويلة الأمد ولمدّة خمس سنوات، لإدامة عمل وحدات إنتاج الطاقة التي تم تجهيزها من الشركة، إلى جانب زيادة كفاءة عمل وحدات إنتاج الطاقة العاملة حالياً من خلال تحديث المنظومات الملحقة بها، وإنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية على مراحل تتناسب مع الوقود المتوفر والتمويل، فضلا عن إجراء الدراسات لاستغلال الغاز المصاحب وتنفيذ عدد من المحطات الثانوية سعة (400 و 133 كي في) مع ارتباطاتها في مختلف محافظات العراق.
يشار إلى أن العراق سبق وإن وقع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركة سيمنز، منها ما وقعها رئيس الحكومة الأسبق عادل عبدالمهدي، وكانت بقيمة 14 مليار دولار.
ومنذ سنوات، توجد منافسة حادة بين شركتي سيمنز وجنرال إلكتريك، لاسيما وأن الأخيرة لديها مشاريع طاقة كثيرة في العراق وتعمل منذ سنوات، وساهمت برفد منظومة الكهرباء بالطاقة المنتجة، سواء في الجنوب أو بغداد.
ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وفي كل صيف تتجدد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة.
أقرأ ايضاً
- "مبالغ فيها".. تحقيق رسمي بارتفاع فواتير الكهرباء
- الكهرباء تعلن قرب إطلاق خطة لمعالجة إشكالات الطاقة وشبكاتها
- دراسة جديدة تتحدث عن جريمة أميركية: بصمة اليورانيوم في دماء العراقيين