اعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن تمكنها من انجاز اكثر من اربعة الاف وخمسمائة مهمة في مجال حل النزاعات العشائرية والاسرية واصلاح ذات البين بين افراد المجتمع، مؤكدة ان جهودها وصلت الى محافظات اقليم كردستان والمحافظات الغربية والشمالية.

وقال عضو وحدة حل النزاعات العشائرية والاجتماعية في قسم الشؤون الدينية الشيخ مهدي المسعودي لوكالة نون الخبرية " انطلاقا من حديث الرسول الكريم محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) في موضوع حل النزاعات والخلافات التي تحصل بين العشائر وبين الاسر وافراد المجتمع، حيث قال ( الا اخبركم بما هو افضل من الصوم والصلاة والصدقة، الا وهو اصلاح ذات البين فإن في فسادها الحالقة) ويعني بها الهالكة، وفي حديث آخر يقول (رحم الله رجلا سماحا اذا باع او اشترى واذا اقتضى)، لذلك فان مسألة حل النزاعات تستحق ان يكون فيها التسامح، وتوجيهات المرجعية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني تؤكد على السعي والتصدي لحل النزاعات، وكذلك ما يصدر عن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي يوجه بالتدخل والتصدي لحل الخلافات التي تحدث بين الاسر او العشائر العراقية فإن في صلاحها صلاح المجتمع بأكمله، وقدم الدعم الكبير لاتمام تلك الامور".

واضاف ان" طلبات كثيرة تصل الينا للتدخل في حل النزاعات باعتبار ان لهذا المكان حرمة وقدسية في نفوس ابناء المجتمع، ومن هذا المنطلق نسعى لحل النزاعات العشائرية التي تحصل بين عشيرتين، والنزاعات الاجتماعية، وهي مهمة جدا كونها تحصل داخل نطاق العائلة بين الزوج والزوجة او بين الابناء والاباء او الامهات، وكذلك نسعى لحل نزاعات الملكية والميراث والعقود الفاسدة بين العائلة الواحدة او العائلات المتعددة حيث تحدث بسبب الطمع او يوقع الشيطان فيما بينهم، وتأتي الناس الينا ببركات الامام الحسين (عليه السلام)، وكذلك لان العتبة الحسينية المقدسة سباقة بهذا الامر، وتكمنت الوحدة من تحقيق (4532) مهمة في مجال اصلاح ذات البين، بينها(1512) تحويلة عشائرية، والحصول على (570) عطوة، وحل النزاعات عبر تحديد ( 625) فصل عشائري، وتمكنا من اجراء (850) صلح بين اطراف متنازعة، وكذلك تحقيق (350) جلسة تحقيق، كما عقدت الوحدة (25) مؤتمرا تعريفيا، واجرت (120) لقاء وزيارة في مختلف المحافظات العراقية، واستطاعت من حل (480) خلافا أسريا".
واشار الى ان "عمل الوحدة لا يقتصر على محافظة كربلاء المقدسة، بل يشمل جميع المحافظات، حيث كان لنا جولات لاصلاح ذات البين في محافظات اقليم كردستان مثل اربيل والمناطق الشمالية والغربية والجنوبية والفرات الاوسط والعاصمة بغداد، من خلال وسيط يطلب تدخلنا او عبر الاتصالات بالهاتف او حضورهم في العتبة الحسينية المقدسة كون اسمها ملاصق لاسم المرجعية الدينية العليا، والناس في هذا الامر على صنفين فمنهم من يلجأ الى القوانين العرفية اي العشائرية او الوضعية اي قوانين الدولة وكثير منهم اصابه اليأس من طول طريق تلك القوانين او الانفاق الكبير فلجأ الى الحلول التي وضعتها الشريعة الاسلامية، واخرون يلجأون الى الشرع المقدس وحلوله ليتقبلها ويطبقها".

واوضح المسعودي ان" العتبة الحسينية المقدسة اقامت في بغداد نشاطات كثيرة مثل التواجد لحل النزاعات بمساعدة اللجان العشائرية المرتبط بها والموجودة في جميع المحافظات، كما اقامت عدد من الندوات والمؤتمرات التي فيها توجيه ونصح وايضاح الاحكام الشرعية التي تخص تلك النزاعات والديات والحدود والتعزيرات، وكذلك حضرنا لاصلاح ذات البين في صلاح الدين وفي قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، كما التقينا بعدد من شيوخ العشائر من القوميات الكردية والتركمانية والعربية، وايضا ساهمنا بحل ازمات كثيرة في محافظة بابل، واكثر جلسات الصلح العشائري التي نحضرها في محافظة ذي قار كونها تشهد نزاعات عشارية اكثر من باقي المحافظات، واغلب النزاعات العشائرية تنطلق من خلاف عائلي فينتقل الى العشيرة مع العشيرة الاخرى".

وبين ان" اعضاء اللجان العشائرية الذين تعتمدهم العتبة الحسينية يتميزون بامتلاك موهبة ورغبة لاداء هذا العمل، ولهم باع ومعرفة في كيفية التوسط للحصول على حل مرضي للطرفين، ولابد ان تكون شخصيته مؤثرة في المجتمع وله وجاهة وثقل واثر في المجتمع، ومحترم ومطاع الكلمة ويمتهن هذه المهنة، ومهمتهم صعبة جدا، لان الكثير من المواقف تحتاج الى اساليب اقناع لاشخاص من الصعب التأثير عليهم وجعلهم يجنحون الى السلم"، منوها الى ان" هناك جهات داعمة ولها بصمة في حل النزاعات مثل ممثلي لجان العشائر في وزارة الداخلية التي تعمل ضمن مديرية شؤون العشائر التي لها فروع في جميع المحافظات ولها باع طويل في المشاركة بحل النزاعات العشائرية، وكذلك دور الحكومات المحلية لاننا نحتاج في الكثير من الاحيان الى دعم الدولة ووساطتها والعون منها".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي