في الوقت الذي تشهد فيه البلاد توترا سياسيا، ازاء الإعتداءات الأمريكية المتكررة على الأراضي العراقية، يعاني البلاد من انقسام واضح بين الكتل النيابية بشأن إخراج القوات الأمريكية، حيث تشدد القوى السياسية الشيعية على ضرورة إخراجها لانتفاء الحاجة إليها، إلى جانب تنفيذها عدة ضربات استهدفت مقرات وقيادات في الحشد الشعبي، فيما ترى القوى الكردية والسنية أن بقاء هذه القوات من عدمه أمر تحدد الحكومة.
فبعد مرور يومين على زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، إلى الولايات المتحدة اثر دعوة رسمية، أكد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، دعم بلاده لإقليم كردستان العراق، واصفا اياه بـ"حجر الزاوية" في العلاقات الشاملة مع العراق.
وتوقع موقع "ميدل إيست ترانسبارينت"، أمس الاثنين، أن يتم سحب معظم القوات الأمريكية (بشكل حكيم) من خلال نقلها إلى إقليم كردستان دون الإضرار بمصالح الولايات المتحدة في العراق، فيما رجح أن يكون لواشنطن المزيد من النفوذ في بغداد، لكن من دون وجود لقواتها.
اذ كتب بلينكن في منشور على منصة "أكس"، أنه "اجتمع مع مسرور بارزاني لمناقشة الشراكة الامريكية مع إقليم كردستان العراق، وتشجيع التعاون المستمر مع الحكومة الاتحادية العراقية".
وأضاف أن "الولايات المتحدة داعمة لإقليم كردستان العراق باعتباره حجر الزاوية في علاقتنا الشاملة مع العراق".
ووصل رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الأحد الماضي، إعلى رأس وفد حكومي رفيع المستوى، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة رسمية، لعقد اجتماعات عدة مع المسؤولين الأمريكيين، ومناقشة تعزيز العلاقات بين الجانبين، وآخر المستجدات في المنطقة.
وشهدت العاصمة بغداد، في 7 شباط الحالي، اغتيال القيادي في كتائب حزب الله وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) بضربة جوية نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، حيث قصفت سيارة كان يستقلها في منطقة المشتل.
وعلى إثر ذلك، توالت الدعوات من قبل السياسيين العراقيين إلى إنهاء تواجد التحالف الدولي وإخراج القوات الأمريكية، وسط تحذيرات من إنزلاق العراق في دائرة الصراع بالمنطقة.
فيما عقد مجلس النواب، جلسة تداولية بهذا الشأن غابت عنها الكتل الكردية والسنية حضرها نواب الإطار التنسيقي، حيث قال النائب عن الإطار عارف عبد الجليل الحمامي، إن لدى الإطار التنسيقي ما يكفيه من النواب لتحقيق النصاب القانوني للجلسة وتمرير أي قرار لمصلحة العراق في حال أصر الآخرون على المقاطعة.
وأعادت حرب غزة قضية خروج القوات الأمريكية إلى الواجهة من جديد، حيث دعت العديد من الفصائل العراقية إلى الخروج النهائي لجميع القوات الأجنبية، بعد أن بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في الأنبار وأربيل وداخل العمق السوري.
لكن الدعوات لانسحاب قوات التحالف كانت موجودة منذ سنوات، حيث صوت البرلمان في عام 2020 لصالح خروجها بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، قرب مطار بغداد.
يشار إلى أن الدعوات وإعلان السوداني لإنهاء الوجود الأمريكية، ارتفع بعد أن اغتالت واشنطن في 4 من كانون الثاني الماضي، القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء أبو تقوى السعيدي، حيث استهدفت عجلاته بصواريخ موجهة عند دخوله لمقر تابع لحركة النجباء في بغداد.
يذكر أن الحكومة العراقية، أكدت أكثر من مرة، أن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على القوات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية في العراق غير قانونية وتتعارض مع مصالح البلاد، وأعلنت سابقا عن القبض على بعض المتهمين بهذه الهجمات.
وفي العاشر من شهر أيلول عام 2014، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما عن تشكيل تحالف دولي لمكافحة والقضاء على تنظيم "داعش" الارهابي، وذلك من خلال عمليات عسكرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم.
أقرأ ايضاً
- نحتاج لقوات التحالف الدولي.. كردستان: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014
- الاعرجي: التحالف الدولي له فضل كبير في مساعدة العراق بهزيمة داعش
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان