تمخض اجتماع اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمراجعة مھمة التحالف الدولي، اليوم السبت (27 كانون الثاني 2024)، عن إجراء مراجعة تمهيداً لصیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، فيما أكد التزام العراق بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي.
وأفاد البيان بأنه "برعاية رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، انطلقت، الیوم السبت في بغداد، أعمال اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمراجعة مھمة التحالف الدولي لمحاربة داعش، بعد انتصار العراق على أعتى المجاميع الإرهابية في العالم".
وأضاف: "سيتولى متخصصون عسكریون إنھاء المھمة العسكریة للتحالف الدولي ضد داعش، بعد عقد من بدایة ھذه المھمة، والنجاح الكبیر في تحقیقها، بالشراكة مع القوّات الأمنیة والعسكریة العراقیة".
وأوضح: "ستبدأ بعد ھذا الاجتماع أعمال اللجنة العسكریة العلیا (HMC) على مستوى ثلاث مجامیع عمل هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملیاتیة والظرفیة) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة)".
وتابع: "في ضوء ھذه المراجعة، سیُصار إلى صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول، مع الالتزام باتفاقیة الإطار الستراتیجي الموقّعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید".
وعبّرالسوداني عن "تثمينه للتحالف الدولي بما قدمه من مساعدة للعراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية، وعن رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات ثنائية مع جميع دول التحالف".
كما رحّب بھذا الاتفاق، "الذي هو ثمرة عام من الحوار المشترك وتبادل اللقاءات، كما يُعد جزءاً من وفاء الحكومة بتأدیة برنامجها الحكومي، والتعھدات التي التزمت بھا أمام الشعب"، مؤكداً "رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات شاملة، على أسس التعاون والصداقة الدولية، مع الدول الأعضاء في التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية".
وكان رئيس مجلس الوزراء قد ترأس قبل بدء الحوار مع التحالف الدولي، اجتماعاً ضمّ قادة عسكريين وأمنيين يمثلون مختلف صنوف القوات العراقية المسلحة، تضمن توجيهات سيادته حول مجريات الحوار، وما هو مطلوب للمرحلة المقبلة؛ لحماية السيادة والحفاظ على الأمن والاستقرار المتحقق وضرورة توفير الأجواء للمضي في خطط الإعمار والتنمية والبناء.
وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع ، ثابت العباسي أن "اللجنة العسكرية العليا العراقية الامريكية (HMC) ستستأنف، حوارها مع دول التحالف الدولي بعد إصدار الأوامر الخاصة بهذا الشأن من قبل القائد العام للقوات المسلحة، ليتم تحديد توقيتات الانسحاب الخاصة بقوات التحالف وبناء علاقات تعاون مشتركة بين العراق والولايات المتحدة ودول التحالف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، تتوافق مع رؤية الحكومة العراقية".
وأضاف أن "قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد لانسحاب قوات التحالف ومسك الملف الأمني في البلاد بالكامل، خاصة بعد الخبرة التي اكتسبتها في السنوات الماضية وتعاملها مع التهديدات الأمنية والقضاء عليها".
لكن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أكدت أمس الجمعة، أن اجتماع اللجنة العسكرية بين واشنطن وبغداد لا يتضمن مفاوضات حول انسحاب قواتها من العراق، وفيما أشارت إلى أن اللجنة تعمل على بناء شراكة أمنية ثنائية دائمة بين البلدين، شددت على أنه "ليس لدينا جدول زمني محدد".
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ في مؤتمر صحفي: "اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح بأن اجتماع اللجنة العسكرية العليا بين الولايات المتحدة والعراق ليس مفاوضات حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق التي تتواجد ضمن قوات التحالف بدعوى من الحكومة العراقية لمحاربة داعش".
وأضافت: "لقد أكد لنا شركاؤنا العراقيون التزامهم بالعمل معاً لمستقبل الوجود العسكري الأمريكي لتحقيق الهزيمة الدائمة للتنظيم"، متابعةً أن "اللجنة العسكرية العليا تعمل على بناء شراكة أمنية ثنائية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق".
وأوضحت: "جزء من العوامل التي نأخذها في الاعتبار هو قدرات قوى الأمن العراقية والبيئة العملياتية والشكل الدقيق الذي ستبدو عليه بصمتنا داخل العراق وبالتالي التهديد الذي يشكله داعش وتغيير شكله وكل ذلك سيكون جزءاً من هذه المحادثات وليس لدينا جدول زمني محدد"، مشددةً على أنه "نسعى فقط للقضاء الدائم والكلي على التنظيم".
والخميس، أعلنت واشنطن وبغداد أنّهما ستطلقان محادثات بشأن مستقبل التحالف الدولي، من شأنها أن تؤدي إلى صياغة جدول زمني يُتيح خفض عدد مستشاريه في العراق، في ظلّ توتر إقليمي متصاعد وهجمات متكرّرة تشنّها جماعات مسلّحة موالية لإيران.
ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.
أقرأ ايضاً
- المشهداني يوجه برفع القوانين المعطلة لرئاسة مجلس النواب
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد
- بغداد.. مجسراتٌ جديدة وطرقٌ متهالكة