كشفت العتبة الحسينية المقدسة، اليوم الخميس، عن أهدافها من إنشاء مؤسسة وارث للتعليم التقني ودعمها ورعايتها للتعليم التقني بكل اختصاصاته.
وقال أمين عام العتبة الحسينية المقدسة، الاستاذ حسن رشيد جواد العبايجي، في كلمة خلال الملتقى العلمي الأول للتعليم التقني في العراق، الذي حضرته وكالة نون الخبرية، إن "الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بادرت لاحتضان ودعم ورعاية التعليم التقني بكل اختصاصاته كونه يشكل عصب الحياة التنموية المستدامة بالبلد لأهميته في رفد القطاع العام والخاص في المجال الصناعي والطبي والزراعي وبقية العلوم التقنية والتطبيقية، من خلال تأسيس مؤسسة وارث للتعليم التقني أيماننا منها بضرورة تطوير واستدامة القطاع المهني والتقني وعلى أيدي نخبة من الأكاديميين من ذوي المعرفة والخبرة الأكاديمية الطويلة".
وبيَّن، أن " العتبة الحسينية المقدسة بدأت بتخصيص أراضي واسعة لإنشاء جامعة تقنية تهدف إلى تطوير القطاعات الاقتصادية كافة وتأمين متطلبات وحاجة القطاع العام والخاص من الكوادر الوسطية والسير بخطى ثابتة لبناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات في ظل تقنيات ثورة العولمة المتسارعة والتي تسيطر عليها الدول الكبرى واقتصاديات العالم ذو القطب الواحد وسيتم تجهيز هذه المؤسسة بكل وسائل التقدم والابتكار والإبداع من قبل الأمانة العامة للعتبة المقدسة بما عرف عنها في دعم ورعاية المشاريع التنموية الرائدة، وفي هذا السياق ينبغي أن نحث الخطى ونهتم باقتصاديات المعرفة وتأسيس مراكز للبحوث والإبداع والابتكار أي الاعتماد على رأس المال المعرفي والعلمي وليس المادي".
وأشار إلى، أنه "لو عقدنا مقارنة تنموية بين العراق وبلدان صغيرة مثل فلندا وهي لا تمتلك ثروات طبيعية وكانت من البلدان الفقيرة في أوربا لكنها حققت نهضة تنموية علمية وتقنية متطورة جدا وتمتلك رابع اكبر اقتصاد للمعرفة في أوربا وهي أسعد دولة في العالم باستثمار رأس المال البشري والاتجاه إلى البحث والتطوير والمعرفة وفتح معاهد ومراكز بحثية في علوم تقنية المعلومات بل أصبحت أول دولة في العالم في مجال علوم التكنولوجيا والاتصالات وتصدر هذه التقنيات إلى معظم أنحاء العالم وأصبحت هذه العلوم تشكل ركن أساسي لدعم ميزان المدفوعات في هذه الدولة وتمتلك اقتصاد متين وقوي وعملة وطنية صعبة تستطيع الوقوف بصلابة في مواجهة الأزمات والهزات الاقتصادية العالمية وتحقيق التنمية البشرية المستدامة في البحث والتطوير والابتكار، لقد بلغت عدد براءات الاختراع ما بين عامي (1996 و 2016) (٢٩٥٤٨) براءة اختراع و ( ١٥٥٥١٨ ) علامة تجارية لمنتجات صناعية متطورة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتطبق تكنولوجيا الحوكمة في أدارة الدولة بنسبة ( ١٠٠% ) وهذه النهضة نتيجة التوسع والتنوع في المعاهد والمراكز التقنية والبحثية، بينما في العراق فأن المصدر الرئيسي للنمو هو تصدير النفط الخام فهو اقتصاد ريعي أحادي الجانب ويعتمد كليا على الاستيراد وتحول إلى بلد استهلاكي ويتعرض الاقتصاد في العراق إلى هزات اقتصادية بين فترة وأخرى تؤثر على الخطط التنموية وموازنة الدولة نتيجة ارتفاع وانخفاض أسعار النفط وتذبذب أسعار الصرف لان العراق يعتمد بنسبة %۱۰۰% على رأس المال المادي وليس المعرفي والعلمي ولا يمتلك قاعدة صناعية وتقنية مستدامة ويشكل ميزان المدفوعات عجزا كبيرا سنويا بالرغم من تصدير كميات كبيرة من النفط ، فلا بد من بناء قواعد وركائز متينة للتعليم بصورة عامة والتعليم التقني بصورة خاصة وفتح معاهد للإبداع والابتكار والبحث العلمي في جميع المؤسسات العلمية والأكاديمية في الجامعات والمعاهد وغيرها لارتباط ذلك وتأثيره على تنمية الاقتصاد المعرفي والمجتمع برمته وعدم الاعتماد على الاقتصاد المادي فقط".
وأوضح، أن "التعليم ضرورة لا بد منها لتصدي التحديات المعاصرة والمستقبلية، ومنها التعليم التقني والمهني من خلال تطوير العنصر البشري ووضعه في المرتبة الأولى على سلم الاهتمامات، فهناك حاجة إلى تكامل التنمية المستدامة والتنمية البشرية بطريقة تقوي المؤسسات كافة ومنها التربوية والتعليمية على الصعيدين المحلي والوطني، ولا بد للمؤسسات التربوية والتعليمية من القيام بدورها في هذا المجال، وأن تكون المخرجات من النظام التعليمي قادرة على المساهمة في تنمية المهارات وتطويرها، وتلبية احتياجات سوق العمل وتشغيل الخريجين وتخفيض البطالة".
وتابع حديثه، أن "العالم شهد خلال العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين تحولات وتطورات هامة في نظم المعلومات والتطورات التكنولوجية الذي انعكس بدوره على جميع الحياة المختلفة ومنها التعليم التقني والفني وقد تغير مفهوم التعليم تغيرا جذريا وشاملا في هذا العصر الذي تسيطر عليه ثقافة مجتمع المعرفة وأثار الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، حيث أصبح التعليم لا يرتبط بالمعهد والكلية وفترة الدراسة فحسب ولكنه تعليم مستمر مدى الحياة وأصبح التعليم هو المحرك الأساس لمنظومة التنمية الاجتماعية الشاملة والوسيلة الفعالة لتمكين الإنسان من اكتساب الخبرات والقدرات وإيجاد فرص العمل المتاحة في الإنتاج كما أن ثورة المعلومات تسببت في تضاعف المعرفة الإنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية وبذلك تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة العلمية وان قدرة أي دولة يحددها رصيدها العلمي المعرفي لكي يحقق المجتمع أهدافه، وخلاف ذلك فأن الفجوة في توسع بين الدول المتقدمة والدول النامية التي تواجه أكبر تحدي على الساحة العالمية الا وهو تحدي العولمة ومنها بلدنا العراق".
ابراهيم الحبيب ــ كربلاء
أقرأ ايضاً
- بعملية ولادة قيصرية مجانية "شهد" طفلة لبنانية ترى النور في احدى مستشفيات العتبة الحسينية(فيديو)
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- فيديو:تعرض الى حادث سير :العتبة الحسينية تتكفل بعلاج كسور وافد لبناني شاب في مستشفياتها