بقلم: علي حسين
هل استمعت مثلي إلى الكلمات التي يلقيها الساسة العراقيون هذه الأيام بمناسبة اقتراب انتخابات مجالس "الفرهود"؛ عفوا أقصد مجالس المحافظات؟، ربما لا تعاني من البطر مثل جنابي لتتابع خطابات قيلت على مدى أكثر من خمسة عشر عاماً، وجميعها تحمل عبارات، الدستور، نبذ الطائفية، السلاح بيد الدولة، الإعمار، الخير القادم، ولكن متى لا أحد يعرف؟ .
تضاف لها بالتأكيد محفوظات عن التقصير والأخطاء التي ارتكبت واللحمة الوطنية، ويغيب عنها للأسف معجون المحبة الذي اشتهر به العلامة إبراهيم الجعفري.
منذ أسابيع ونحن نسمع عن التحالفات الجديدة وكلها ترفع شعار إلى الأمام، وجميعها تجري عمليات تجميل لتحالفات سياسية، عشنا معها سنين من الفشل والإصرار على المحسوبية والطائفية.
كنتُ وأنا أستمع إلى بعض الخطابات التي يقول اصحابها وهو يقول "إنّ العملية السياسية تحتاج إلى تغيير"، أقرأ في مذكرات الحائز على نوبل بوب ديلان "أخبار الأيام" التي يخبرنا فيها أنّ الإنسان دائماً ما يتعلق بأمل زائف، سيقول البعض؛ بماذا تفكر يارجل، الجميع اتفق ولم تتبق سوى خطوات على انتخابات مجالس المحافظات؟، ياسادة لا أعرف بماذا يفكر المواطن العراقي وهو يشاهد ما يجرى في انتخابات الدول التي تحترم ارادة المواطن، نحن من جانبنا "عرّقنا الانتخابات" فأصبح لزاماً أن يشارك فيها ابو مازن، ثم تخبرنا عالية نصيف بانها ستصرخ "مزوّرة"، لو لم تحصل شقيقتها على كرسي مجلس محافظة بغداد، بعدها تتوزع الكراسي على الجميع.
بدأ ذلك منذ أن أعلن السيد نوري المالكي عام 2010 عدم رضاه على النتائج، ولا بدّ من إعادة العدّ والفرز، ولا يهمّ أن تنقلب الصناديق على رؤوس الناخبين، أو تضاف صناديق جديدة، فهذا كله يصبّ في مصلحة المواطن ويبعد عنه الحسد والحساد.
إسمح لي عزيزي القارئ، لأقول لك بكلّ صراحة، من دون أيّ لفّ أو دوران، إننا، أنا وأنت والملايين مثلنا جميعاً شركاء في ما يجري، الكلّ ساهم فيه حتى وإن كان المستفيدون رؤساء الكتل السياسية فقط !
الانتحابات التي تجري كل أربعة أعوام وتلحقها انتخابات مجالس المحافظات يتم العمل فيها بموجب الديمقراطية العراقية التي تقتضي أن يربحوا الانتخابات كما ربحوها من قبل، والديمقراطية التي يتمسك بها ساسة العراق، لم يضعها أفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها المفكر مثنى السامرائي الذي يصرّ على أنّ أموال الدولة جزء لا يتجزأ من جيب النائب.
الجميع لايريد أن يدرك أنّ التغيير ليس خطبة تلقيها حنان الفتلاوي، ولا أُنشودة يرددها محمد الحلبوسي، إنه شجاعة في المقام الأول، وهو فرض وليس دموعاً يذرفها حيدر العبادي الذي لا يجيد للأسف تمثيل دور المعارض.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- القنوات المضللة!!
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!