بقلم: زيد المحمداوي
ان بريكس وشانغهاي هو جزء من التحرك الشرقي بقيادة عملاق الاقتصاد العالمي الصين ومعية الدول ذات المعدل الكبير في النمو مثل الهند والصين وإيران، ان التحرك يكون بخطوات قد تكون بطيئة لكن بذكاء ومهنية عن طريق خلق البدائل عن الأدوات الغربية التي تقع تحت يافطة الدولي والعالمي وكذلك عن طريق انشاء حلف من الدول المستضعفة من قبل الغرب.
ان الاجتماع الأخير اظهر اقبال كبير على الانضمام لمنظمة بريكس وحتى ممن هم حلفاء رئيسيون لأمريكا مثل مصر والسعودية والامارات وغيرها، وهذا دليل على ان دول العالم تعي جيدا ان المستقبل سيكون لأعضاء بريكس او على اقل تقدير سيكون لها تأثير موازي للغرب وامريكا أي تكون القطب العالمي الجديد الثاني الذي ينهي التفرد الأمريكي في الهيمنة على العالم.
ان لدول بريكس عدة اهداف تسعى لتحقيقها، فبدات بتشكيل حلف سياسي ومن ثم بدات بإعلان اهداف اقتصادية منها انشاء عملة موحدة لها وانشاء بنك يرعى تلك العملة وغيرها.
حقيقة، ان الأمور ليست سهلة جدا على بريكس بان تكزن ند للقوى العظمى الغربية وبكل ما تمتلك من إمكانيات، فتوجد عقبات داخلية وأخرى خارجية، ومن اهم العقبات الداخلية هي ان الصين تحاول ان تكون عملتها اليوان هي العملة البديلة او الموازية للدولار، بينما بريكس وعلى لسان الكثير من زعمائها واهمه الرئيس الروسي بوتين صرح بعزم بريكس لأنشاء عملتها الخاصة باسم (بريكس) وتكون مغطاة بالذهب على عكس الدولار الأمريكي.
اما العقبات الغربية هي عادة ما تكون من صنيعة الغرب وامريكا بالذات، فعظمة وقوة الولايات المتحدة الامريكية هي بالدولار الغير مغطى بالذهب والذي تكون طباعته لا تكلف شيئا لهم، وبالتالي ان الاقتصاد الأمريكي والدولار من صعب جدا منافسته وان تقليل التداول فيه يعني انحسار الهيمنة الغربية الامريكية على العالم، بالتالي ان أمريكا لن تسمح بأنشاء عملة موازية للدولار وستستخدم مختلف الطرق لإيقاف ذلك.
ان اهم الدول في بريكس بعد الصين هي الهند وحيث تمتلك أكبر نمو اقتصادي والكثير من خبراء الاقتصاد ينظرون للهند بانه سيكتسح العالم اقتصاديا بحجم تداوله الذي يكبر يوما بعد اخر وكذلك ان الهند من اهم المستهلكين للطاقة في الشرق بعد الصين وكذلك تمتلك طاقة بشرية كبيرا تكاد تقترب من المليار والنصف.
أعلنت الولايات المتحدة وبزعامة رئيسها بايدن بان تم اتفاق بين أمريكا مع رئيس الوزراء الهندي بعقد اتفاقية لمد سكة حديد تصل الهند مع السعودية والامارات والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وهذه الخطوة فيها ضربتان:
الأولى لدول بريكس باستمالة قطب مهم وهو الهند وكذلك دولتين أعضاء لبريكس (أصبحوا أعضاء في الاجتماع الأخير الذي عقد في افريقيا الجنوبية) وهما السعودية والامارات.
الضربة الثانية هي للصين ومشروعها الواعد وهو الحزام والطريق.
اما بالنسبة للعراق ان الموضوع هو اما ان يكون ضربة لمشروع طريق التنمية الذي يصل الخليج بتركيا وأوروبا او ان المخطط للعراق وطريق تنميته هو جزء من ذلك المخطط بشكل غير معلن ومخفي.
ولهذا ان العراق ومن مصلحته الاستراتيجية ان يذهب الى طلب عضوية بريكس لسببين وهما الأول ان يكون له السبق في ان يكون جزء من القطب الجديد صاحب النمو الاقتصادي الكبير وخصوصا ان معظم نفطة يباع لدول بريكس وهما الصين والهند والسبب الاخر هو ان تقديمة لطلب العضوية من بريكس يجعل الغرب اكثر ليونه مع العراق وسيقدم تنازلات كبيرة للعراق من اجل ثنية عن تلك الخطوة وبالتالي ان العراق هو المستفيد.