قالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي الجديد عن العراق ان العام 2022 كان منطلقا لبدء مرحلة انتقال بتخفيف التركيز على معالجة الاحتياجات الإنسانية وبناء برنامج رصين للاستعدادات الطارئة الى تحقيق أمن صحي في العراق،
وأكد التقرير أن هذا العام كان عام تعافٍ من آثار وباء كورونا على الصحة العامة في البلد، مع ذلك فان وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية اتفقتا على الاستفادة من المكاسب المتحققة خلال سنوات الاستجابة لوباء كورونا والانتقال بالتركيز نحو نظام صحي مرن وراسخ يمكن ان يحققه العراق في قطاعه الصحي بتوفير خدمات صحية نوعية بأعلى المستويات لكل شخص في كل انحاء العراق.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أحمد زويتين، ان العام 2022 كان بحق عام التعافي من آثار وباء كورونا في العراق وان وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عملا سوية على استثمار هذا الإنجاز بتعزيز قوة النظام الصحي في البلد والتركيز على توفير الامن الصحي وضمان ان القطاع الصحي في العراق قادر على التعامل مستقبلا مع أي وباء واية حالات مرضية، مشيرا الى ان العام 2022 هو عام التحول الرقمي بالتعامل مع القضايا الصحية في العراق.
ويشير التقرير الى ان هذا التحول يهدف الى دعم تقدم العراق نحو تغطية صحية عالمية وتحقيق اهداف التنمية المستدامة في مجال القطاع الصحي تماشيا مع طلب منظمة الصحة العالمية في الصحة للجميع ومن قبل الجميع.
وضمن التقييمات التي أجريت في نطاق مراجعة الاستعدادات الصحية الدولية، فان منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية قامتا بتنفيذ توصيات لجنة المراجعة. ويذكر تقرير المنظمة الدولية بان تقدما مهما تم تحقيقه بتطوير الجانب الإداري للقطاع الصحي في العراق من خلال التركيز على الامور الصحية في كل الحالات والدعوة لإجراء تغييرات في قوانين الصحة العامة.
وتم تحديد نظام المعلومات الصحية الرقمي على انه من الأولويات، والذي يؤدي بدوره لتطبيق نظام المعلومات الصحية المناطقية وفقا لكل منطقة وذلك لتحسين عملية جمع المعلومات ومعالجتها لتسهيل عملية اتخاذ القرارات بشأنها.
وقامت منظمة الصحة العالمية بتدريب المئات من الكوادر الصحية وكوادر ادخال المعلومات على استخدام النظام الرقمي وفرز المعلومات وتحليلها ووضع التقارير الخاصة بها.
ويذكر التقرير انه في الوقت الذي كان فيه التركيز منصبا على تعزيز النظام الصحي، فان السلطات الصحية في البلد واجهت عدة اوبئة انتشرت في العام 2022، من بينها الحمى النزفية والكوليرا بالإضافة الى حالات وباء كورونا.
وتم اثناء ذلك ادخال برنامج استطلاع الامراض الانتقالية والتركيز على تعزيز القدرات البشرية والامكانات المختبرية لاجل تحسين الوقاية من الامراض والحد منها.
وخلال العام 2022 استمرت منظمة الصحة العالمية كذلك في دعم الوزارة بتجهيزها بالأدوية الضرورية والتجهيزات والمستلزمات الطبية المتعلقة بالرعاية الصحية الأولية وتجهيزات طبية أيضا للمحافظات المتضررة من المعارك.
مع الإقرار بضرورة وجود أنظمة صحية قوية في المنطقة وفي العراق، فان منظمة الصحة الدولية وبالتعاون مع المكتب الإقليمي لها في العراق وضعت خطة للتركيز على تطوير القدرات والطاقات الصحية في البلد وبناء نظام صحي أكثر مرونة يعمل على تلافي الإصابة بالأوبئة مستقبلا من خلال إجراءات الوقاية والحفاظ على خدمات طبية مستدامة.
ويشير التقرير الى ان وجود نظام صحي مرن متكامل في البلد يعني بانه يكون على وعي تام بتهديدات الامراض ومن ينقلها ومن ثم معالجتها وتحجيمها ووضعت خطة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتعزيز النظام الصحي في العراق وتطويره للفترة من 2023 الى 2030 لتحقيق اهداف تنموية مستدامة واستحداث مراكز رعاية صحية أولية والاستثمار في مجال التطور الصحي وتحقيق امن صحي من خلال منظومات استجابة صحية كفوءة. وبينما يجري العمل على تحقيق الأهداف المشار اليها، فان هناك أولوية أيضا أوكلت لتطوير أنظمة المعلومات الصحية القادرة على توفير معلومات لتطوير النظام الصحي ووضع برامج ادلة صحية خاصة بها، حيث تم تدريب المئات من الكوادر الصحية والمتخصصين في مجال المعلومات على هذه الأنظمة لمعالجة المعلومات وادخالها على مستوى المناطق في المحافظات. وتساعد هذه التقنية في تقليل العبء على ادارة المعلومات بالنسبة للقطاع الصحي واتخاذ القرارات بشأنها.
أقرأ ايضاً
- رغم المشاكل..العراق وتركيا يتفقان على زيادة التبادل التجاري
- النفط العراقي ينتعش ويتجاوز حاجز الـ70 دولارا
- مع اغلاق البورصة.. انخفاض طفيف بأسعار الدولار