يعتقد أستاذ الفيزياء الفخري في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، ريتشارد مولر، أن خسائر فلاديمير بوتين في أوكرانيا وتمرد مجموعة فاغنر قد زادت من فرص قيام الرئيس الروسي بتوسيع الصراع المستمر منذ 17 شهرا.
ومع ذلك يرى مول في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) أن اندلاع حرب عالمية ثالثة قد لا يكون كما نتوقع. وأشار إلى أن النموذج الحالي للصراع النووي المتصاعد فصله الفيزيائي هيرمان كان، مؤسس معهد هدسون، قبل 60 عاما، لكن التقنيات الأخرى قطعت شوطا طويلا منذ ذلك الحين.
وأوضح مولر أن الأسلحة التقليدية أو القنابل أو الصواريخ أو القوات قد لا تظهر في الحرب العالمية الثالثة مطلقا. ومن المحتمل أن تكون الفيروسات البيولوجية وفيروسات الكومبيوتر هي السلاح المفضل. وضرب مثلا بفيروس كورونا (كوفيد-19) بأنه لم يكن هجوما متعمدا، لكنه أضر بالاقتصاد الأميركي بسرعة وبنجاح.
وقال العالم الفيزيائي إن أي دولة تفكر في استخدام فيروس قاتل كسلاح حرب ستحتاج أولا إلى تحصين شعبها، ربما تحت ستار التطعيم ضد الإنفلونزا. وأضاف أن المناعة الطويلة المدى على مستوى السكان ستفرض تحسين الفيروس بشكل كاف قبل إطلاقه، لتقليل احتمالية حدوث طفرة أخرى. وهو ما حدث مع فيروس كورونا الجديد حيث لم تحدث طفرات خطيرة لمدة 9 أشهر.
فيروسات الكومبيوتر
وأضاف مولر أن استخدام الفيروس كسلاح سيحتاج أيضا إلى دمج جين كبت المناعة، كما كان لدى كوفيد-19 أو آر إف-8، الذي يقلل الأعراض المبكرة، مما يسهل انتشاره عبر حامليه الذين لا تظهر عليهم أعراض.
لكي ينجح الهجوم السري يجب أن يُطلق الفيروس في البلد المستهدف وليس في بلد المنشأ، وربما قرب منشأة بيولوجية حتى يستنتج العالم خطأ أنه جاء كتسرب من برنامج محلي سري
ولكي ينجح الهجوم السري يجب أن يُطلق الفيروس في البلد المستهدف وليس في بلد المنشأ، وربما بالقرب من منشأة بيولوجية حتى يستنتج العالم خطأ أنه جاء كتسرب من برنامج محلي سري.
وتحدث مولر، وهو أيضا مستشار الأمن القومي بمجموعة جاسون (JASON) الاستشارية المستقلة التي تضم نخبة من العلماء، عن فيروسات الكومبيوتر كسلاح آخر في الحرب العالمية الثالثة، مثل برامج الفدية التي يمكن أن تستهدف في الوقت نفسه شبكات الطاقة ومحطات الكهرباء والمصانع ومصافي النفط والقطارات وشركات الطيران والشحن والخدمات المصرفية وإمدادات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وغيرها.
المستشفيات أبرز الأهداف
لكن مولر يرى أن المستشفيات ستكون أبرز الأهداف، كما أن تجنب الأهداف العسكرية الواضحة سيعزز الوهم بأن هذه الحرب لم تبدأ. وقد يزعم المهاجم أو المهاجمون زورا أن أنظمتهم هي أيضا تحت الحصار، حيث يمكن أن يكون التوجيه الخاطئ أكثر فعالية من مجرد تمويه.
وأشار إلى أن هذا الأمر ليس سيناريو كارثيا مستبعدا من تأليف كتاب هوليوود، لأن الفيروسات البيولوجية والإلكترونية قد اختُبرت، إلى حد ما، ميدانيا.
وتكمن القيمة الكبيرة للهجوم البيولوجي والإلكتروني المزدوج بالنسبة للمهاجم في إمكانية تحقيق أهداف مدمرة مع الحفاظ على سرية العملية برمتها.
وختم مولر مقاله بأن على قادة أميركا أن يأخذوا على محمل الجد احتمال هزيمة بلادهم دون التعرض للغزو أو حتى معرفة أنها تتعرض للهجوم. وقال إن طريقة ردع مثل هذا الهجوم تتمثل في إقناع الجهات المعادية المحتملة بأن النجاح مستحيل وأن العواقب على المهاجم ستكون سريعة ووخيمة.
المصدر : وول ستريت جورنال
أقرأ ايضاً
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- 800 مليون مريض سكري "بالغ" حول العالم.. نصفهم لا يتلقى العلاج
- عالم أحياء يكشف سبب خطورة القهوة سريعة التحضير