حجم النص
كان "حسن" من اوائل شباب محافظة ذي قار ممن لبوا فتوى المرجعية الدينية العليا بالدفاع الكفائي والتحق بالقتال مع تشكيلات سرايا السلام في قاطع سامراء، واستمر بالقتال لاكثر من سنتين حتى اصيب في بطنه وساقه اثناء احد المعارك، فعالج جزء من اصابته واخفى الاخرى حتى لا يحرم من شرف الجهاد ضد عصابات "داعش" الارهابية فبقيت شظية في بطنه لكن حالته تفاقمت وتدهورت صحته، فراجع به اهله في مستشفيات الناصرية والبصرة وبغداد وكردستان، ثم سافر الى الخارج ليتعالج في مستشفيات ايران وتجرى له عمليات جراحية فتأزمت حالته وسافر به اهله هذه المرة الى لبنان لتقوم احدى المستشفيات باستنزاف اموال اهله فباعوا ما استطاعوا ان يبيعوه وانفقوا مئات الملايين من الدنانير ولم يحصلوا على بارقة امل واحدة بعلاجه، فجاؤوا الى ابواب الرحمة الى الحسين (عليه السلام) وخادمه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الذي ينهل من وصايا المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني في خدمة الناس وما ان علم بحالته حتى اوعز على الفور بعلاجه بسرعة ومجانا في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة.
القتال والجرح
يبين الحقوقي "حميد حسن صيهود" والد الجريح لوكالة نون الخبرية ان " ولده كان من اوائل الشباب الذين لبوا فتوى الجهاد الكفائي الذي اطلقها المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني والتحق في قاطع سامراء ضمن تشكيلات سرايا السلام وقاتل في سامراء واللاين لمدة سنتين ونصف واصيب في شهر تشرين الثاني من العام 2015 وكانت اصابته في الساق الايمن وحرق تحت "السرة" وتبين بعد حين وجود شظية تحت "السرة" ورفض الاخلاء من ارض المعركة واخفى اصابته بشظية حتى لا يحرم من شرف الجهاد ضد عصابات "داعش" الارهابية فحصلت لديه مضاعفات حتى اصيب بعد اشهر بموت انسجة الجسم "الغنغرينة" ونقلناه الى مستشفى الناصرية العام ورفعوا منطقة البطن المصابة والشظية التي بداخلها بالكامل لكنه فقد المناعة تماما، ولم يتمكن الطبيب من خياطة جرح العملية لان مناعته تحت الالف درجة، وبعدها وبالتوسل بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ارتفعت مناعته وسافرنا به الى ايران وبعد علاجات عدة تمكنوا من خياطة جرحه".
مضاعفات اخرى
واستمرت معاناته لاكثر من سنتين وظهرت خراجات والتهابات في مناطق اخرى من جسده نتيجة فقدان المناعة واصيب بفشل بنخاع العظم واستمر تراجع حالته الى سنة تقريبا، واخذناه مرة اخرى الى ايران فعجز اطباء المستشفى من علاجه، وحاولت عن طريق المستشفى التركي المتعاقدة معه وزارة الصحة وبعد ارسال تقاريره الطبية اعتذر المستشفى عن علاجه ايضا حتى شخصت حالته الجديدة بالاصابة بلوكيميا الدم، ثم ذهبنا الى المستشفى الاميركي في بيروت وسافرنا به الى لبنان وادخلناه في المستشفى لمدة خمسين يوما وشخصت حالته واخذ جرعات ثم قامت ملاكات المستشفى باستنزاف اموالنا حيث توصف لنا ادوية نشتريها من خارج المستشفى بدون قائمة حساب وباسعار تقصم الظهر حيث تكلف الادوية عشرة الاف دولار او عشرين الف دولار، واثناء ربط "كانيولا" في رقبة تورمت المنطقة فقام طبيب اخر بسحب عينه منها ثم تورمت اكثر ثم قرروا اجراء عملية جديدة له بعشرين الف دولار وعلاجه بـ(20 ــ 30) الف دولار على ان يبقى في المستشفى لاشهر اخرى وكلفة مبيت الليلة الواحدة في المستشفى بـ(2500) دولار".
باعوا بيوتهم
يستمر "ابو حسن" بسرد معاناة ولده وعائلته بالقول "انفقنا خلال مدة خمسون يوما في مستشفى الجامعة الاميركية (150) الف دولار اي ما يعادل اكثر من (230) مليون دينار عراقي بعد ان بعنا دار ولدي الجريح وسيارتي وقطعتي ارض مستصلحة وعرضت حاليا بيتي للبيع وعجزنا عن رؤية اي امل بعلاجه، ولعدم معرفتنا بوجود مستشفيات كبيرة وحديثة ومتطورة مثل مؤسسة وارث لعلاج الاورام لان ما يركز عليه الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي هو الاشياء السيئة او الفضائح، وبعد اتصال وردنا من اقاربنا يسكنون كربلاء المقدسة ووصفوا لنا الامكانيات الجبارة لمؤسسات العتبة الحسينية المقدسة قررنا العودة الى العراق وعلاجه هنا في بلدنا، وجلبت التقارير الطبية الى مؤسسة وارث وسلمتها الى المعنيين فصدمت بما وجدته من التعامل الانساني والخدمة المميزة واستقبال الاطباء الذي بقي مدير المؤسسة الدكتور حيدر العابدي لمدة ساعة كاملة يدرس ملف ولدي واحاله الى الطبيبة اسيل المختصة بهذه الاصابات وبقيت هي الاخرى لساعات تدرسه وقرروا استقباله ومعالجته بعد ان تحجز له غرفة العناية الفائقة على ان اجلب ولدي يوم الاحد من بيروت لان المستشفى الاميركي سيستنزف منا مبالغ اضافية اذا بقي يوم واحد، ولشغل جميع غرف العناية الفائقة وعدم وجود فراغ عقد الملاك الطبي اجتماعا خاصا لحل قضية ابني واتخذ القرار باستضافته في مستشفى المجتبى لحين افراغ غرفة عناية مركزة وادخل المستشفى ويسهر على علاجه ممرضين على مدار اليوم
وربطت له احدث اجهزة العناية".
نصيحة وتحذير
ويكمل والد الجريح "حسن" كلامه ويقول " تشرفت اليوم بلقاء المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي عند محراب الصلاة حيث يلتقي بالناس في حرم الامام الحسين (عليه السلام) باب الرحمة وما ان اطلع على حالة ولدي حتى تأثر كثيرا وامر على الفور بعلاجه مجانا على نفقة العتبة المقدسة وشموله بافضل انواع الخدمات الطبية ، ومن تجربتنا وما حصل لودي ولنا انصح جميع المواطنين العراقيين بعدم السفر للعلاج بالخارج لان تلك المستشفيات ستستنزف جيوبكم وتبيعون دياركم على اسعار العلاج والدواء الباهظة، حيث وصل الامر بهم عندما اخبرناهم بعودتنا الى العراق للعلاج هنا بان يطلبوا تسديد مبلغ (14) الف دولار وعند الصباح طالبونا بدفع (44) الف دولار ولم نتخلص من دفع (30) الف دولار اضافية لولا تدخل احد الاطباء العراقيين المقيمين في لبنان ومحامي تابع له ومفاوضات مع ضابط اميركي مسؤول المستشفى الذي هددنا بالحجز مع ولدنا وعدم السماح لنا بالسفر، وما وجدناه في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة من مباني وملاكات طبية وادوية اسعارها رسمية واجهزة متطورة لا يوجد مثيله الا في أرقى دول العالم".
توجيه مبارك
من جانبه اكد المنسق العام للشؤون الانسانية في العتبة الحسينية المقدسة احمد رضا الخفاجي ان" توجيها مباركا صدر من ممثل المرجع الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي استقبلت خلاله مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة الجريح "حسن حميد حسن" من محافظة ذي قار وهو احد جرحى عمليات التحرير الابطال بعد ان اجرى عمليات عدة داخل وخارج العراق ولكن ودن جدوى، فوجه سماحته بإعفائه من كامل تكاليف العمليات الجراحية والعلاج وتقديم افضل الخدمات الطبية له، وهذا الجريح هو ليس الحالة الاولى او الاخيرة التي تعالجها مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة وهي مستمرة وحسب توجيهات المرجعية الرشيدة والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية باستقبال تلك الحالات وعلاجها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها
- المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية تقدّمان تجربةً رائدةً في مجال إسكان الفقراء مجاناً