حجم النص
بقلم:علي الشاهر
(1)
عَجبي.. عَجبي.. كيفَ يكون (بائعُ تمْرٍ) صديقاً لعليّ!!، وعليٌّ ما أعظمهُ أميرُ الأكوانِ ووصيُّ رسول ربِّ العالمين، أو أنْ يقضي صاحب الأمرِ والأمل الموعودِ نهاراتِه عندَ صاحب محالٍّ لتصليح (الأقفال)!
العجبُ كلُّ العجبِ.. أنْ ينسى الحاكمُ نفسه ووظيفته فيتعالى على الرعيّة..!
(2)
حينَ نفتّشُ في قلْبِ عليٍّ، نجدُ الفقراء وقد سَكنوا زواياهُ وبياضَه الناصع، وصغارُ مكّة ينتظرونَ طلوعَ نبيّ الرحمة من بيتهِ؛ كي ينغمسوا في أنهارِ عطفِهِ ويلتفّوا بكسائِهْ.. هل كان (عليٌ) و(محمّد) شعبيين لهذي الدرجة؟!
(3)
من مسجدِهِ وسجّادتهِ.. كانَ قضاءُ عليٍّ عدلاً.. ويحكمُ في الناسِ بسواسيةٍ.. يقولونُ هذا (غربالُ عليٍّ) لا يفرّق بينَ أحدٍ وآخر، يتقاسمُ مع الناسِ أرغفة الخبزِ، ويحملُ سَمناً وطحيناً ليُواسي امرأةً ثكلى.. هلْ مثل عليٍّ فينا الآنْ؟!
(4)
في روحِ عليٍّ... فصولٌ خمسة!
شتاءُ عليٍّ: دمعٌ يهطلُ من عينيهِ فيغسلُ لحيته البيضاءَ، حين يصلّي!
ربيعُ عليٍّ: طفلٌ يضحكُ، إنسانٌ يصبحُ إنسانياً جدّاً، وقرآنٌ وصلاةٌ آناء الليلِ وأطرافِ النهارْ!
صيفُ عليٍّ: حياةُ عليٍّ قيظٌ بعد رحيلِ محمّد، روحُ عليٍّ ملتهبة جداً بعد رحيلِ الزهراءْ.. وبالصلاة وحدها يبردُ قلبُ عليّ!
خريفُ عليٍّ: صفّين.. الجملُ.. وخوارجُ عصْرِهِ، أتعبهُ جدّاً بحثُه الطويل عن السلمِ.. ولم يسلمْ.. شجّوا هامَتهُ وهو يصليّ!
عليُّ عليٍّ.. فصلُ خامس لا يعرفهُ سوى من ذاقَ طعمَ القربِ إلى اللهِ.. في الصلواتْ!
أقرأ ايضاً
- إشراقات علوية في مولد أمير المؤمنين(عليه السلام)
- في الذكرى الولادة العلوية المباركة / 3
- في الذكرى الولادة العلوية المباركة / 2ب