- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الموازنة في الأرجوحة والشعب "طلعت روحه" !
بقلم: زيد الحسن
إبان تشكيل الحكومة الحالية والتصويت عليها في مجلس النواب اعتقدنا ان جميع التفاهمات السياسية قد حسمت حسماً نهائياً، وخصوصاً تلك المشاكل الكبيرة بين الكتل السياسية، و بالاخص التفاهمات مع اقليم كردستان، فهذا بديهي في عالم السياسة.
الموازنة لهذا العام تشهد فقرات كثيرة تخدم شرائح متعددة من شرائح الشعب العراقي، وتقريباً هي موازنة مفرحة نوعاً ما، ومعقود على ناصيتها آمل للكثير من الناس، ويأتي هذا الامل بعد تصريحات كثيرة من قبل الحكومة على انها ستفعل كذا و كذا بعد اقرار الموازنة، حتى اصبح الشعب العراقي ينتظرها كما ينتظر الصائم هلال العيد، وتمضي الايام والاشهر ونسمع بين الفينة والاخرى تصريحات تعلن ان السيدة (الموازنة) قد تتاخر بسبب هذه الكتلة السياسية او تلك الكتلة المعترضة على فقرة ما، ويدخل القنوط بسيفه ليقطع اذرع الامل لدينا.
اقليم كردستان الذي يشبهه الكثير من الناس بمدينة باريس، اقليم مكتمل البنى التحتية على اكمل وجه، مؤسساته رصينة، مفاصل الحياة في الاقليم مستقرة تماماً، وزارة صحته متعافية تماماً، ووزارة تربيته متربية على العز والدلال، وامنه يحرسه ضباط و جنود، لا خلل في الاقليم يكدر صفو احد، بل سعيد الحظ من يصل ربوع الشمال، ولو اردنا المقارنة بين الاقليم وباقي مدن العراق لكانت المقارنة ظالمة فلا يمكن مقارنة الذهب بالتراب، وهذا الامر يسعدنا ان جزء من وطننا بحالة جيدة، ويسعد البعض ايضا من الساسة الذين يعتبرون الاقليم الملاذ الامن لمن ينسلخ عن العملية السياسية ويريد الابتعاد عن طائلة القانون.
سؤال يتبادر الى اذهاننا بعد الخلافات الحادة التي حصلت بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان، بعد قرارات المحكمة الاتحادية والتي اعتبرتها حكومة الاقليم قرارات مجحفة ولا تلتزم بها، السؤال هو ماذا يحصل لو امتنع السادة نواب الاحزاب الكردية عن التصويت على الموازنة ولفترة طويلة ولم يحسم الخلاف، هل تبقى مصالح الشعب العراقي معطلة الى ان يكون هناك تسوية سياسية ؟ ومهما كانت الاجابة فانها حتماً ستكون اجابة لاتخصنا نحن الشعب العراقي بقدر ما تخص التوافقات السياسية، فمن غير المنطقي ان يربط زمام قوت الشعب بكتل سياسية هي اصلا تعتاش على الخلافات و الازمات وهي المتهم الاول بصنع الازمات في البلد.
الدولار وهرطقات التصريحات من قبل المعنيين بهذا الشأن اخذت منا ما اخذت من استنزاف لحياتنا ولقوت عوائلنا، وما زلنا بين حبال الموازنة وبين تصريحات القادة لانعرف وجهتنا كشعب، اصبحت السلطات الثلاث تمارس السلطة فيما بينها، واصبح السياسي له الحق في تجويع الشعب بحجة او باخرى، ومازلنا في ارجوحة الموازنة نداعب احلامنا البسيطة، فهل من معين ؟
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!