حجم النص
كشف ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان العتبة الحسينية المقدسة ستدخل (16) مستشفا جديدا الى الخدمة خلال السنوات القادمة، واكد خلال حفل افتتاح مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الورام الذي شهد حضور شخصيات رسمية وطبية وحوزوية ان اربعة منها ستفتتح قريبا و(12) احيلت تصاميمها للتنفيذ.
وقال ممثل السيستاني في كلمته التي القاها في حفل الافتتاح " يطرح سؤال هنا ما موقعية ومكانة الاهتمام بصحة الابدان لدى الشريعة الاسلامية وسؤال آخرمفاده ما مدى انعكاس الرؤية الاسلامية ومقتضيات المصحة الوطنية لهذا الاهتمام على سياسة العتبة الحسينية المقدسة، وللاجابة عن السؤال الاول نقول ورد عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) قوله "ان من البلاء الفاقة واشد من ذلك مرض البدن واشد من ذلك مرض القلب وان من النعم سعة المال وافضل من ذلك صحة البدن وافضل من ذلك تقوى القلوب" فنظرة الاسلام تعتبر المرض اخطر بلاء ، لاسيما مرض القلوب ومرض الابدان والصحة والعافية اكبر واعظم نعمة ودلت الكثير من النصوص على ان ضمان سلامة المجتمع فكريا وتربويا وصحيا من الاهداف الاساسية للمنهج الاسلامي ومن هنا فإن رسالة العتبة الحسينية المقدسة تنطلق من نهج النبي وآله الاطهار (عليهم السلام)، ورسالة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ، وما أدبنا وربانا عليه مراجعنا العظام، وعلى رأسهم المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) في ايلاء الخدمات الانسانية للمجتمع اهتمامنا وعنايتنا الكبيرة، اضافة الى اداء الوظائف الدينية الاساسية وفي مقدمة هذه الاهتمامات العناية بالركنين الاساسيين لبناء المجتمع وهما العلم والتربية والصحة للجميع".
وبين "لذلك اولت العتبة الحسينية اهتماما خاصا وكبيرا بإنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات ومعاهد التوحد ومراكز الشلل الدماغي ودور التأهيل المجتمعي وخصوصا للامراض التي باتت تشكل هما كبيرا للمواطن العراقي بل اصبحت عبئا ماليا ونفسيا يتزايد يوما بعد يوم على العائلة العراقية الا وهي الاصابات بامراض السرطان التي يشهد العراق ابتلاء بانواع كثيرة وخطيرة منها حتى وجدنا ان عددا كبيرا من العائلات العراقية تضطر الى بيع دور سكنها من اجل توفير كلف العلاج ".، مشيرا الى ان " معلومات وردت من دوائر الصحة في العراق تؤكد ان عدد الاصابات في كل سنة بدأ يقارب (35) الف اصابة وربما يصل العدد الكلي الى (200) الف مصاب بمرض السرطان".
وتابع بالقول اما جواب السؤال الثاني فنؤكد مرة اخرى وهو جواب لمن يتسائل ما علاقة العتبات المقدسة بانشاء المستشفيات والمدارس والجامعات وغير ذلك فنقول"أن هدفنا في العتبة الحسينية هو تعزيز ومعاضدة ومعاونة المؤسسات الصحية الحكومية، والتخفيف عن كاهل المواطن العراقي واستغناءه عن اللجوء الى خارج العراق للعلاج العراق لنوفر له خدمة طبية وطنية ومتطورة"، اضافة الى "تخفيف الاعباء النفسية والمالية التي يتحملها بسبب ذلك ومن اجل مواكبة التطور المتسارع في العالم في مجال الخدمات الطبية، قامت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية، ومؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعتين للعتبة الحسينية بانجاز مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ، وهو اول مركز متكامل من نوعه في العراق، ومن اجل توفير المزيد من الرعاية الصحية المتطورة فان ادارة العتبة المقدسة ومن خلال هيئة الصحة والتعليم الطبي وبدعم وتعاون من الجهات الحكومية الساندة تقوم الان وهذه السنة والسنة القادمة باكمال تنفيذ اربع مستشفيات مهمة اثنان منها في كربلاءالمقدسة احداهما لامراض القلب والاوعية الدموية والاخرى لامراض الجهاز الهضمي وزارعة الكبد، والثالث في مدينة البصرة لامراض السرطان، والرابعة في مدينة السماوة للجراحة العامة".
ونوه ممثل السيستاني الى ان " الاقسام الهندسية في العتبة الحسينية تعكف الآن بالتعاون مع هيئة الصحة والتعليم الطبي بوضع التصاميم لإنشاء (12) مستشفى جديد موزعة خمس منها في كربلاء المقدسة ومستشفى كبير في العاصمة بغداد لجميع التخصصات الجراحية والسرطانية، وثلاث منها في مدينة النجف الأشرف، واثنان منها في البصرة، ومستشفى للاطفال في الحلة، علما أن العتبة الحسينية تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ مستشفى جديدا آخر لعلاج الاورام السرطانية بعد أن امتلأت مؤسسة وارث الدولية للأورام بالمراجعين والمرضى واصبحت الغرف والردهات ممتلئة، يجري الان وفي قطعة الارض المقابلة لهذه المؤسسة تنفيذ مستشفى تخصصي آخر وهما عبارة عن برجين كبيرين كل منهما بعشر طبقات احدهما متخصصا لعلاج سرطان الثدي والآخر لعلاج سرطان الاطفال، كما ان العتبة الحسينية المقدسة تعكف على وضع دراسات لإنشاء مستشفيات أخرى متخصصة في بقية المحافظات العراقية، وكذلك إنجاز معاهد التوحد ومنها ما شاهدتموه من انجاز اكاديمية السبطين في كربلاء المقدسة ويجري الان اكمال معهد للتوحد في البصرة، وكذلك انشاء معهدين في الوقت الحاضر في مدينة النجف الاشرف ، ومعهد واحد في مدن السماوة الكوت والعمارة، وانشاء مراكز لمعالجة الشلل الدماغي وايضا يجري الان تنفيذ معهدين للايواء والتأهيل المجتمعي في مدينة كربلاء المقدسة، ونخطط لانشاء مثل هذه المعاهد في بقية المحافظات التي تعني بتأهيل الكثير من الفتية والشباب والاحداث من الذكور والاناث الذين يقعون خارج مظلة الاسرة ويتركون اسرهم لاسباب اجتماعية اقتصادية"، لافتا الى ان "كل هذه المشاريع الغرض منها ان نعكس ونبرز في أرض الواقع ميدانيا وعمليا رؤية المرجعية العليا في النجف الاشرف وعلى رأسها المرجع الديني السيد علي السيستاني وحينما نطرح مثل هذه الامور لا نطرحها نظريا او مبادئ نقولها، وانما نطرحها ميدانيا حتى نبرز هذه الرؤية الميدانية ايضا."
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- دراسة: عدوى "كوفيد-19" الشديدة تقلص الأورام السرطانية
- ظهور إصابة طفيفة في بساتين كربلاء بحشرة سوسة النخيل الحمراء