حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
الشارع العراق لم يكن لوحده ممتعضا من انسداد العملية السياسية بل ان المجتمع الدولي باسره ايضا كان يشاطره الامتعاض ، هذا ماكشفت عنه السيدة بلاسخارت المندوبة الاممية الخاصة للعراق في احاطتها الدورية والغاضبة حول الشأن العراقي ، لذا لقد آن الاوان لجميع السياسيين ان يوجهوا عنايتهم لاعادة ترميم العملية السياسية ووضعها على السكة الصحيحة ويجب معالجة الموت السريري الذي اصاب تلك العملية بالشلل وبأسرع وقت . بلاسخارت ومن خلال "احاطتها " الروتينية ـ وهي لم تكن الاولى من نوعها ـ اوصلت رسالة مشفرة ومن عدة نقاط وابقت الباب مفتوحا امام المجتمع الدولي لجميع الاحتمالات الواردة ، فهي كشفت عن الجزء الظاهر في جبل الجليد الغاطس واشارت الى ان الوضع في العراق لايبشر بخير وهو على شفا الحرب الاهلية لاسمح الله والقت اللوم كله على الطبقة السياسية التي تعمل ضد شعبها ـ حسب وصفها ـ قائلة (لقد أخفقت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي في وضع المصلحة الوطنية في المقام الأول. لقد تركوا البلد في مأزق طويل الأمد، مما زاد من تصاعد الغضب المتأجِّج أصلا)ً. فمن المؤكد ، والثابت ان الوضع السياسي الشاذ في العراق لايعجب الاسرة الدولية وهذه ليست المرة الاولى التي تحيط بها بلاسخارت مجلس الامن بمآلات ومخرجات الوضع السياسي المزري (يتوجب على القادة كافة تحمّل المسؤولية وإعادة التركيز إلى حيث ينبغي أن يكون: على شعب العراق ) فقد كانت الاسرة الدولية تشعر بالقلق الكبير تجاه مايجري في هذا البلد وهو ماتشي به وسائل اعلامهم الى ان جاءت احاطة بلاسخارت التي اختزلت القلق الدولي رغم ان تلك الاحاطة لم تخلُ من جو النصيحة و"التفاؤل" وذلك بامكان وجود (حلول)!! بلاسخارت كانت صريحة جدا بان القت الكرة في ملعب جميع السياسيين ولم تستثنِ منهم احدا فالجميع يتحمل المسؤولية ضمنا لانهم جعلوا العراق في مرمى من الاصطراعات الاقليمية والمشاكل الدولية ولم يحققوا اي انسجام سيا / اجتماعي مطمئن وعيش كريم اضافة الى ان الانفاق الحكومي لن يكون متيسرا في حال استمرار الانسداد الى ما لانهاية فالعراق مازال يعاني من عدة ملفات مستعصية على كافة الصعد منها الامنية والاقتصادية والبيئية وتعقيدات اخرى في ملفات محلية واقليمية شائكة القت بظلالها القاتمة على المشهد العراقي عموما والاخطر من كل هذا الملف الاقتصادي لاسيما في حال توقف الانفاق الحكومي وفي بلد مايزال يعاني الكثير من سكانه من شبح البطالة والعيش تحت مستوى الفقر . اتمنى على الطبقة السياسية جميعا ان تفهم بان الوقت قد حان لإجراء ترميم لتلك العملية قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة وقبل فوات الاوان. ولات حين مندم
أقرأ ايضاً
- قولوا للسيدة بلاسخارت.. أن لا تستعجل
- سيدتي العزيزة جينين بلاسخارت
- ثلاثة مفاهيم خطيرة تطرقت اليها جنين بلاسخارت