أكد تقرير فرنسي أن الجفاف يحرم ثلث سكان الديوانية من المياه، مبينا أن 75 قرية في المحافظة تعاني من الشح وتستخدم احتياجاتها من الماء عبر الصهاريج. وذكر تقرير لوكالة فرانس برس، تابعته (المدى)،
أن “يونس عجيل يفتح صنبور المياه في منزله، لكن لا يخرج منه ماء… فقد استفحل الجفاف في قريته الواقعة في جنوبي العراق كما في أكثـر من 70 قريةً أخرى وسط صيف حار من دون مياه، بينما ما توزعه السلطات بين وقت وآخر لا يسدّ الحاجة”.
وأضاف التقرير، أن “الانخفاض الكبير في مياه نهر الفرات تسبب بجفاف بعض روافده وحرمان ثلث محافظة الديوانية الواقعة في جنوبي العراق من ما يكفيها من المياه للاستخدامات اليومية فيما توقفت عشرين محطة تصفية للمياه عن العمل، كما أفاد مسؤولون محليون”.
وأشار، إلى أن عجيل يختصر معاناته ومن حوله في قريته الأغوات، قائلا “الماء حياة الإنسان، إذا انقطع تتدمّر الحياة”.
وشدد التقرير، على أن “سكان القرية ينتظرون مرةً أو مرتين في الأسبوع مرور صهاريج الماء التابعة للمحافظة لتزويدهم بما يعوّض القليل من النقص الذي يعانون منه”.
ويقول عجيل الذي يبلغ من العمر 42 عاماً والأب لثمانية أطفال بأسف “حتى لو تمّ التوزيع يوميا، لا يكفي”، مضيفاً “مرت أربعة أيام دون أن أستحم”.
وأوضح التقرير، أن “العراق بات بسبب الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وتزايد نقص المياه من عام لآخر، من بين أكثر من خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي، وفقا للأمم المتحدة”.
ولفت، إلى أن “بلاد الرافدين تواجه انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، وهو ما تعزوه السلطات العراقية إلى سدود تبنيها إيران وتركيا”.
ونوه، إلى أن “عجيل آملاً في تغطية احتياجاته من المياه، قام بحفر بئر، لكن المياه التي خرجت منه مالحة. ويقول إنه لم يجد حلاً غير خلط مياه البئر المالح بماء الصهريج لنسيّر امورنا”. ولدى وصول شاحنة الصهريج إلى المكان، يهرول الأطفال بشكل عشوائي ويرقصون حولها”.
وزاد التقرير، “عبر خرطوم بلاستيكي، يملأ عامل طويل القامة خزانات القرية واحداً تلو الآخر، ومن بيت لآخر على امتداد طريق ترابي. أمام أحد المنازل، أخرجت عائلة أواني معدنية وبرّاداً معطلاً أفرغ من كل محتوياته وقلب على الأرض ليصبح بمثابة حوضٍ صغير للمياه. هكذا تضمن العائلة أن تنال أكبر قدر ممكن من المادة الثمينة”.
ويعود عجيل ليقول بحسرة، “لم تبقَ سوى عشرة منازل في القرية بعدما كان فيها خمسون… الباقون هاجروا بحثاً عن حياة أفضل”.
وأفاد التقرير، بأن “الرجل يتقاسم منزله مع شقيقه محمد، وكما هو حال أغلب سكان القرية، كان الشقيقان يعتمدان على الزراعة في أراضٍ تبلغ مساحتها 70 دونماً، بيد أن الزراعة توقفت منذ عامين بسبب الجفاف، وباع البعض أغنامهم لتأمين احتياجاتهم المعيشية”.
وأضاف، أن “الهجرة المناخية أصبحت أمراً واقعاً في العراق، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية نشر في آب/أغسطس”.
ويتحدث التقرير، عن “نزوح أكثر من 3300 عائلة حتى آذار 2022، بسبب عوامل مناخية في عشر محافظات في الوسط والجنوب، والسبب شحّ المياه، أو الملوحة المرتفعة فيها، أو نوعية المياه السيئة”.
وتابع، ان “قلة المياه تعرقل إنتاج المحاصيل أو تؤدي إلى إفسادها، وتحدّ من وفرة مياه الشرب والغذاء للمواشي، وأرغمت العديد من الأعمال المرتبطة بالزراعة على الإغلاق. وفيما لا يزال نهر الفرات جارياً ويعبر الديوانية، هناك بعض الأنهر الفرعية التي تعاني من الجفاف ما انعكس سلبا على عشرات القرى، كما يشرح مدير دائرة الماء في الديوانية المهندس حسن نعيم. ونتيجة لشحّ المياه، توقفت 20 محطة مياه عن العمل”.
واستطرد، أن “الأزمة تتواصل هذا العام، من دون انقطاع منذ أكثر من شهرين، ما أجبر دائرة المياه على استئجار صهاريج إضافية” لتزويد المواطنين بماء صالح للشرب، وفق نعيم. ويضيف: “كان هناك جفاف في الأنهار سابقا، لكن لبضعة أيام فقط، وليس لهذه المدة الطويلة كما هو الحال الآن”.
ويأمل نعيم، من “وزارة الموارد المائية أن تضع خطة لتزويد هذه المناطق بالمياه”، مقرّا بأن “كميات المياه الموزعة من المحافظة قليلة جداً ما يؤثر سلباً على احتياجات المواطن”. رغم ذلك، ينصح المسؤول بـعدم استخدام مياه الآبار لأن “نسبة الأملاح عالية جداً” فيها أو مياه الانهار التي قد تحتوي على “شوائب”.
وذهب التقرير، إلى أن “مئات السكان المحرومين من المياه تظاهروا مرتين في المنطقة للتعبير عن غضبهم”.
ويقول محافظ الديوانية زهير الشعلان، إن “ثلث مساحة محافظة الديوانية تقريبا تعاني من مشكلة عدم وصول المياه”.
وأضاف الشعلان، أن “ذلك أثّر على المياه الصالحة للشرب والزراعة ودعم الثروة الحيوانية”، متابعاً ان “هناك أكثر من 75 قرية تعاني من شح المياه… نوفرها لها عبر الصهاريج”.
وأشار الشعلان، إلى أن “الديوانية التي يرويها نهر الفرات تتلقى حالياً بين 85 إلى 90 متراً مكعباً في الثانية من المياه. لكن لتغطية النقص، لا بدّ من مضاعفة الوتيرة”.
وطالب الشعلان، الحكومة المركزية بأن “تستثني محافظة الديوانية من الحصص المائية بشكل خاص، كونها لا تمتلك أية موارد اقتصادية أخرى غير الزراعة”.
وانتهى الشعلان، إلى أن “محافظة الديوانية لا تمتلك منافذ حدودية أو حقولا نفطية أو مراقد دينية أو سياحة”.
وبحسب التقرير، “في قرية الأغاوات، رزاق عيسى (أربعيني)، وبينما ينتظر أن ينهي الصهريج ملء خزاناته بالمياه، يدعو حكومة البلاد إلى إيجاد حل مع تركيا لزيادة تدفق مياه الأنهار. ويضيف: نعم، نسترشد باستخدامات المياه، لكن الجو حار! كيف لي أن أقلل استخدامي للمياه؟ ألا أغتسل؟ ولا أغسل ثوبي؟ لا أحمم أطفالي؟ هذا غير ممكن”.
ومضى التقرير، إلى أن “عيسى حفر بئراً يخلط مياهه المالحة بالمياه التي توزعها الدولة. ويقول غاضباً: أين نذهب؟ أينما ذهبت في العراق عذاب، في الناصرية في السماوة، (الناس) يموتون من العطش”.
أقرأ ايضاً
- مجلس محافظة كربلاء:نخمن عدد نفوس المحافظة مليونين و(154) الف نسمة
- محافظ كربلاء يفتتح بناية مديرية الأمن الوطني الجديدة
- محافظتان تقتربان من الصفر مئوية.. تفاصيل حالة الطقس في البلاد للأيام المقبلة