- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"عاشوراء" منهج واستراتيجية الهية للانسانية لابد من استثمارها .
بقلم / علاء حيدر السلامي
لسنا كبشر من نحدد هوية عاشوراء الحسين عليه السلام وقضيته المعطاء بل هي امر رباني قاعدته التضحيات الجسام التي حصلت في واقعة الطف لتتحول الى منهج واستراتيجية مرسومة للانسانية تستمد منها جميع المعاني التي خرج من اجلها الامام الشهيد مضحيا بنفسه واهل بيته واصحابه رضوان الله تعالى عليهم ..لذا فالقضية ليست بشرية بحته ومئات الادلة تثبت هذا الامر والا من يفسر امتداد هذه الواقعة لمئات السنين لتترسخ وقائعها رغم كل الظروف التي احاطت بها منذ ان وقعت وحتى يومنا هذا .. انشطة وفعاليات ومسيرات ومجالس في كل دول العالم تجبر الانظار نحوها وهي تحيّ تلك الايام الفاجعة لتتحول البوصلة البشرية نحو كربلاء في يوم العاشر لتذهل العقول وتشتد الاعصاب وتنهال الدموع وهي تشاهد تلك اللوحة الحسينية العاشورائية التي يُحيها الملايين مِنْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب عبر ركضة كانت في وقت ما بسيطة لتتحول الى اكبر تجمع بشري يشهده العالم ، لذا فكل الدلائل تشير الى ان عاشوراء ليست معركة بين الحق والباطل فحسب فمئات المعارك شهدها التاريخ لم توثق في عقول الناس ولم تتوارثها الاجيال جيل بعد اخر مثل واقعة الطف .. ونحن اذ نعيش هذه الفاجعة ودائما مانتذكر وقائعها وسط يقين الجميع باهمية دروسها ونهجها الالهي للبشرية جمعاء لابد ان ياتي اليوم لتتحول الى منهج علميّ يُدرس ، يُشرف على كتابته فطاحل هذه المهنة ، لايتناولون فيها القصة فحسب ، بل يجب تفكيك الواقعة وتحليلها وبيان معانيها بفصولها المتعددة الديني والانساني والعلمي والمنهجي والاستقرائي والتخطيطي وغيرها من الامور التي نسمعها ونتابعها ونقرئها من هنا وهناك ، لابد ان يتحول هذا المنهج الى واقع عملي يتم بنائه في ذهن الطالب بمرحلة معينة كي تترسخ بافعاله وتتحول القضية من مجرد مشاعر في وقت معين الى اسلوب حياتي رصين ينشأ من خلاله قاعدة مجتمعية تحول القضية الى سلوك بشري لاسيما ونحن لدينا كل الاليات والمعطيات لتحقيق ذلك .
أقرأ ايضاً
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي