ليس من الصحيح حمل السلاح ضد الدولة ... ولكن ليس من الصحيح أيضاً أن تستمر مآسي وآلام عدد من المواطنين ... يعني أن هناك مزيد من الأرامل ... مزيد من الأيتام ... مزيد من المعوقين ... هناك مزيد من الأضرار بمصالح المواطنين .. هناك مزيد من الآلام والمعاناة والمأساة تضاف إلى عوائل عراقية بريئة.
هذا ما أكد عليه ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أثناء الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف الموافق 25/4/2008م، ونقل عن مواطنين من مدينة الصدر وأثناء زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام ليلة أمس بعض المآسي التي تمر بها هذه المدينة (حيث تتعرض الكثير من منازل المواطنين الأبرياء إلى القصف، ويؤدي ذلك إلى سقوط الكثير من الضحايا من النساء والأطفال وتضرر دور المواطنين ...)
وأضاف في هذا الصدد (نحن في الوقت الذي نؤكد على أهمية فرض القانون واحترامه وتطبيقه، وإن من مسؤولية الحكومة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن واستقرار جميع مدن العراق، ولكن أيضاً نؤكد على أن هناك مواطنين أبرياء لا دخل لهم في مسألة حمل السلاح ضد الدولة ولا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري من أحداث .. والكثير منهم الآن يقتلون وتهدم منازلهم وهناك بعض القطاعات محرومة تماماً من خدمات الماء والكهرباء والصحة وعدم تمكن المواطنين من تحصيل قوت يومهم، وكما نطالب بفرض الأمن والقانون نطالب الأخوة المسؤولين في الحكومة العراقية بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي يمر بها الكثير من المواطنين الأبرياء في هذه المدينة واتخاذ الإجراءات العاجلة لتوفير الخدمات، وتعويض المواطنين الذين تضرروا جراء القصف ومنهم الكسبة في سوق جميلة)
وفي سياق آخر تطرق سماحة الشيخ عن المفاوضات الجارية بشأن مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية التي ذكر بأن (هناك حقائق نشرت في بعض وكالات الأنباء نقلاً عن بعض المسؤولين العراقيين أن هناك مسائل أساسية عالقة في المباحثات بين الجانب العراقي والأمريكي ... ونحن نأمل أن يكون المسؤولون منتبهين إلى حساسية وخطورة ما طرح في هذه الأمور العالقة، والتي تمس سيادة الدولة العراقية وربما تكبَّل المكونات العراقية القادمة والشعب العراقي عقوداً طويلة من الزمن ... نحن نأمل أن يكون موقف الأخوة المسؤولين ثابتاً في رفض أي أمر يخل بالسيادة العراقية سواء أكان في الجانب الأمني أم القضائي أم الاقتصادي وغير ذلك ...)
وتأكيدا منه على وشائج الخير والمحبة والألفة التي تجمع العراقيين رحب فضيلته بزيارة الوفد الرياضي من الأعظمية بقوله (نود أن نبارك ونرحب بالخطوة التي أقدم عليها عدد من أعضاء الفرق الرياضية ومسؤولي بعض الاتحادات الرياضية في مدينة الأعظمية من العاصمة الحبيبة بغداد ... حيث قاموا بزيارة مدينة كربلاء المقدسة وقد عبروا عن سعادتهم وفرحهم بما لمسوه من أهالي هذه المدينة ومسؤوليها من ترحاب وحسن ضيافة وأبدوا إعجابهم الكبير بهذه الأخلاق المحمدية الأصيلة ...)
وأضاف (ونحن نتوجه لهم بالشكر الجزيل على هذه المبادرة حيث عبروا من خلالها عن شعورهم الأخوي ورفضهم لأي شكل من أشكال التباعد والتقاطع بين أبناء هذا البلد الواحد) ووجه الدعوة إلى بقية المناطق التي يسكنها إخواننا من أهل السنة بقوله (نتوجه بالدعوة إلى جميع الأخوة في الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالى لزيارة هذه المدينة المقدسة وكذلك النجف الأشرف وبقية مدن الأئمة الأطهار الذين يمثلون الخلق الإنساني الرفيع، والذين حثّوا على أن يعيش الشيعة والسنة في أجواء أخوية يزور بعضهم بعضاً ويتواصل بعضهم مع البعض الآخر .. من عيادة مريضهم والمشي في جنائزهم وتفقد أحوالهم ... ونهوا عن أي شكل من أشكال التباغض والتقاطع) وفي المقابل أكد على ضرورة المقابلة بالمثل في موارد التزاور وتوثيق أواصر المحبة بين أبناء الشعب الواحد (ونحن نأمل من الأخوة في المناطق الشيعية أن يقوموا بمبادرة زيارة الأعظمية وغيرها للتعبير عن مشاعر الأخوة والتوادد ...)
وفي معرض خطبته تناول سماحة الشيخ الكربلائي مسألة في غاية الأهمية ألا وهي (التجاوز والطرق الموضوعية للعلاج) مؤكدا ضرورة (التعرض إلى كيفية معالجة مشكلة المتجاوزين في جميع مدن العراق ... في الوقت الذي تؤكد فيه المرجعية الدينية العليا على عدم جواز التجاوز والتعدي على ممتلكات الدولة وأراضيها من قبل أي مواطن أو أي جهة وقد بيّنت ذلك من خلال فتاواها ولكن في نفس الوقت .. الآن نحن أمام واقع مأساوي للكثير من العوائل ...
غلاء في بدلات الإيجار .. غلاء في المعيشة .. عدد كبير من العوائل عبارة عن أرامل ويتامى وكبار سن لا يملكون أدنى مستلزمات المسكن ونحو ذلك أو فقراء لا يكفي موردهم إلا للأكل والدواء)
في خضم هذا الوضع المتردي أكد الشيخ الكربلائي أن (الكثير منهم أضطر لأن يتخذ مسكنا في أرض متجاوز عليها ).. وتساءل (ما هو الحل؟ هؤلاء إن هدمت هذه الدور تركوا في العراء لا أحد يأويهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء وقساوة الظروف ..)
وخلص إلى حل يرتضيه الدين والعقل والوجدان إذ (لابد من توفير بديل لهم من أرض أخرى ولو بصورة مؤقتة لحين حل مشكلتهم بصورة نهائية .. الذي نرجوه من الأخوة المسؤولين أن ينظروا بعين العطف والرحمة لهؤلاء .. الكثير منهم أضطر لذلك .. بعض قليل منهم تجاوز لأسباب مادية وطمع شخصي في تحصيل أرض وبيعها ...)
وأخيرا تطرق سماحة الشيخ عن شكاوى المواطنين من زيادة أجور الخدمات قائلا (هناك شكوى أيضاً بشأن النسبة العالية لهذه الزيادة .. ليس هناك إعتراض عن أصل الزيادة .. ولكن نسبتها عالية جداً .. أتوجه للأخوة المسؤولين وزراء الكهرباء ، البلديات ، الاتصالات، أن هناك مواطنون ليست لهم رواتب .. الموظفون حصل قرار بزيادة رواتبهم .. ولكن الكثير من المواطنين ليسوا بموظفين .. وهؤلاء لم يحصل زيادة في مدخولهم .. ماذا يفعل هؤلاء؟ .. حتى أصحاب الفنادق والمحلات هؤلاء لم تزداد مدخولاتهم بصورة تغطي غلاء المعيشة وزيادة أجور الخدمات ...)
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء: العراق يرفض الدخول بالحرب وموقفه ثابت بإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني
- الصدر ينبه الحكومة والبرلمان لأمرين "مهمين"
- خلال استقباله السفيرة الأمريكية.. المالكي ينتقد صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحصل في لبنان وفلسطين