أوصى ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 13 شعبان الخير 1432هـ الموافق 15-7-2011م الإخوة الزائرين المتوجهين إلى حرم الإمام الحسين عليه السلام لإحياء الزيارة الشعبانية بعدة وصايا نوجزها كما يلي:
أولا: لابد للزائر أن يكون متيقظاً لمجموعة من الأمور، ومتيقظاً للهدف الذي جاء من اجله، ومنتبهاً للهدف الذي جعله يأتي إلى هذا المكان الطاهر إحياء لمولد الإمام الحجة المنتظر عند قبر جده الإمام الحسين عليهما السلام، وعلى الزائر أن يكون يقظاً ومنتبهاً من مداخلات الشيطان وعندما يقصد ويتحمل خصوصا مع حرارة الجو أن لا يحاول الاستسلام لاغواءات الشيطان وصرفه عن مقصوده وإنما يستغل الوقت بالزيارة والذكر حتى تُقبل منه الأعمال ويرجع إن شاء الله تعالى وهو قد حصل على الأجر والثواب، وهذا الكلام أيضا أوجهه إلى الإخوة أصحاب المواكب الذي جاؤوا للخدمة.
ثانيا: الإنسان عندما يفرح ليس معناه أن يتحرر من القيود والقيم وان يرتكب المحرمات فهذا ليس فرحاً وإنما هذا احتفال للشيطان، ولابد من تشذيب أفراحنا من الأصوات العالية التي تصدر عن بعض المواكب وبعض الأمور الأخرى كالتصفيق في الشوارع، وعندما يقف الإنسان إزاء هذه الحقيقة وهي لمن يحتفل ويفرح؟!! إنه يفرح لولادة الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) حيث وُلِد في الخامس عشر من شعبان 255هـ وهناك آيات من الإعجاز في ولادته الشريفة وهذا قطعاً يسرنا والإنسان يستذكر هذه الحالة، ولكن ينبغي أن لا يخرج عن الذوق العام وان كانت بعض الأشياء مباحة ولكنها لا تتناسب مع قداسة من نحتفي به، فالإمام (عليه السلام) شخصية عظيمة وتحمّل أهل البيت ( عليهم السلام ) ما تحملوا من الجهلة والفسقة الطاعنين بعقيدة الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه ) والى يومنا هذا!.
ثالثا: أخواتي النساء يتجمعن عند مقام الإمام المهدي ماذا يفعلن؟!! اجتماع النساء مع الرجال من المحرّمات ..هذه مظاهر هتك ... الإنسان يجلس في بيته أفضل مما يأتي بحرام! هذا الدين بُنيَ بدم ... وإنما ترك الإمام الحسين (عليه السلام) كل هذه التركة في كربلاء وكل الذي مرّ بهذه الواقعة .. من اجل ماذا؟!! من اجل أن يبقى هذا الدين وبحمد الله بقى .. والآن من جملة الدين عقيدتنا بالإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .. يجب أن نتعامل مع الإمام تعامل كبير وان نهتم بالإمام الاهتمام الذي يليق به، فهذا إمامي ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فلابد أن ننبه إلى عظمة هذا الإمام وكيف نحتفي بهذا الإمام وكيف نتعامل مع هذا الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ).
رابعا: الإنسان يجب عليه أن يتثبت وان يتعامل مع الأمور بواقعية، فالدين له موازين وليس له هذه الطريقة التي قد تقترب في بعض الحالات إلى المحرمات، ومن ضمن تلك الثوابت والموازين الدعاء في ليلة النصف من شعبان، فهي ليلة عظيمة وليلة تُقصَد من البعيد والقريب، وطالب الإخوة الزائرين أن يتوجهوا في تلك الليلة بأدعية خاصة تتناسب مع هذه المناسبة، عسى الله تعالى أن يفرج عن البلد ويحفظ المؤمنين وان يدحض القتلة وان يهيأ للبلد من يخدمه ومن يوصل هذه الخدمة للفقير قبل الميسور، فالدعاء له قيمة حقيقية في تغيير الحال .. فالرجاء أن يستغل الجميع هذه الليلة بالدعاء ويتزاحموا من اجل الدعاء لله تعالى أن يفرج عن الجميع.
ووجه ممثل المرجعية الدينية العليا كلامه أيضا إلى أصحاب الفنادق وكل من يهيأ له منزل للاستئجار قائلا: لتعلم إنك في كربلاء المقدسة خادما للحسين (عليه السلام) والزائر ضيف للحسين (عليه السلام) والخادم يجب أن يُكرِم الضيف! فأهالي كربلاء الأعزاء وفي هذه المناسبة والمناسبات الأخرى لا يقصّرون .. وطالب الإخوة أن يهيؤوا كل مستلزمات الراحة للزائرين مع التمكّن، سواء كان في تقديم الخدمات أو فتح البيوت والاهتمام بالزائرين خصوصا الوافدين من مسافات بعيدة.
وكذلك وجه سماحته خطابه إلى الإخوة الأعزاء في القوى الأمنية التي وصف عملها بالمهم والحساس، واسترسل في حديثه: إن القتلة المجرمين يستغلون هذه التجمعات والزيارات وبالنتيجة فإن قوى الأمن تبذل جهود كبيرة من اجل حماية الزائرين وقال: نشد على أياديهم في كل ما من شأنه أن يحفظ قداسة وهيبة وراحة الزائرين والمدينة .. واستدرك: لكن لابد أن يتحلى رجل الأمن بأعلى حالات ضبط النفس والأخلاق .. ووجه نداءه إليه قائلا: أنت مسؤول مسؤولية مباشرة عن أن تكون أخلاقك في هذا اليوم أفضل من بقية الأيام، فأنت تتعامل مع زائر بذل جهداً كبيرا ً حتى وصل للحسين (عليه السلام) فليس من حقك أن تتجاسر عليه بكلام أو بأي شيء بدعوى الحفاظ على الأمن فهذا غير مقبول!.
وأضاف سماحته نحن نساعدك في الأمن ونرسل لك من تحتاج ونشد على أياديك والزائرون معك ولكن غير مسموح لك أن تتجاوز على أحد منهم وان تستعمل كلمات ليس فيها ترحيب للزائر.
ودعا سماحته القادة الامنيين الأعزاء أن يجلسوا مع الإخوة المنظمين لحركة الزائرين ويتفقوا جميعا على اهتمامهم بالزائر الكريم، وأوضح إنه من غير المقبول بحال من الأحوال اهانة الزائر، وطالب الجميع بذل المزيد من الأخلاق وسعة الصدر وهذا سيجعل الزائر يتفاعل مع رجل الأمن.
وتوجه سماحته بوصية إلى الإخوة في المنافذ الحدودية والمطارات وطالبهم تسهيل أمر الزائرين بالشيء الذي يتناسب مع حرمة البلد، وذكّر الجميع بأن المنافذ الحدودية هي واجهة البلد، فعليهم استقبال الزائر وتسهيل أمره، وأوضح إنه من غير المقبول بحال من الأحوال الإساءة لأي مواطن يأتي إلى العراق فضلا ً عن الزوار.
وفي سياق آخر من خطبته تطرق سماحة السيد أحمد الصافي إلى إن بعض الكيانات السياسية لم تتوفق في تحقيق برامجها التي سعت من اجلها ونحن الآن في نصف العمر الزمني لما سمعناه من برامج، وعلى هذه الكيانات أن تراجع نفسها لماذا لم تتحقق هذه البرامج؟! هل السبب الخدمات؟! من المقصر فيها؟! هل السبب الفساد المالي والإداري من المقصر؟! هل السبب إن الذي أعطى الشعار هو من الأول شعارا مزيفا؟! هل إنه انتهازي يريد أن يتسلق على أكتاف الآخرين؟!
وفي الختام حث السياسيين أن يسعوا من اجل إنقاذ الكثير من المشاريع والمفاسد، ففي بعض الحالات نشخص الموضوع لكن لا نضع له الحلول الناجعة، وأكد على إن البلد بلدنا والكل مسؤول عن البلد وهذا الحال يجعلنا من باب الحرص أن نكون جميعا معنيين بذلك كل حسب موقعه، واستطرد قائلا: حقيقة هذا الصيف اللاهب سمعنا وعوداً كثيرة في مسائل إصلاح الكهرباء وأمثالها، هذه المسائل يجب أن تبذل فيها أقصى الحالات لردم ما تعيقها من مشاكل ودفعها للأمام، وهذا الشعب الذي ترونه وهو يحيي الشعائر الدينية يستحق منا كل خدمة.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- خلال لقائه الملك تشارلز الثالث.. رئيس الوزراء يؤكد عزم العراق على توطيد العلاقات مع بريطانيا
- نبيه بري: نشكر المرجعية الرشيدة والشعب العراقي على وقوفهم الدائم لجانب لبنان
- مجلس ذي قار يصوت بالأغلبية على إقالة المحافظ.. اللجنة القانونية: التصويت باطل