بقلم: محمد حمدي
لا يخفى على أحد أهمية لجنة الانضباط في دوري كرة القدم لمختلف المسمّيات الممتاز والمظاليم والشباب وغير ذلك، وتهدف اللجنة أسوة بمثيلاتها في العالم الى أهداف رئيسية منها، تحديد حالات الخلل في النظام الأساسي للاتحاد ولوائحه وتعميماته وقراراته، وتحديد العقوبات المستوجبة، وضبط تنظيم ووظائف اللجان المسؤولة عن اتخاذ القرار، إلى جانب إلاجراءات الواجب إتباعها لدى تلك اللجان، وترسيخ مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف واللعب النظيف، والتحلّي بالاخلاق الحميدة التي تؤكّد على أهمية احترام وتطبيق أسس وقواعد التنظيم والقانون الخاص لكرة القدم، والحفاظ على الصورة المُشرّفة للرياضة بصفة عامة وكرة القدم خاصة من خلال ضمان ردع كل سلوك مُخالف بشكل فعّال ومناسب.
أزاء هذه الأهداف النبيلة الحازمة التي لا يمكن اغفالها، يجب أن تكون اللجنة على استعداد كامل للتعامل الموضوعي مع جميع القضايا المهمة، ولا يمكن أن تكون هناك انتقائية اطلاقاً في الردع لضمان سير عمل قطار الدوري والبطولات الأخرى التي تخضع لنظام اتحاد الكرة بكل يُسر، من جانب وحفاظ المكانة والأهمية التي انيطت بها من الجانب الآخر، كما لا يمكن إهمال أي مباراة، وتقرير سواء عند انطلاق الدوري أو آخر مباراة تقام لمسك الختام.
يقينا، لو أن التطبيق الفعلي للنظام يعمل بصورة منضبطة بهذا الاتجاه سوف نلاحظ نتائج رائعة تخصّ الجميع دون استثناء لمكانة نادٍ أو حكم وصولاً الى أبعد نقطة في العمل الكروي.
ولأجل معرفة مدى قوّة وأثر اللجنة، يكفي أن نسوق أحد الأمثلة يوم أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عن إتخاذ إجراءات تأديبية بحق ناديَي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، إلى جانب يوفنتوس الإيطالي، بعد استمرار الأندية الثلاثة في مشروع دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم "سوبر ليغ".
وأشار الاتحاد الأوروبي حينها إلى أن لجنة (الانضباط والأخلاقيات) التابعة للجامعة القارية توصّلت إلى أهمية إتخاذ إجراءات تأديبية ضد ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، بسبب احتمالية انتهاك الأندية الثلاثة لإطار القانوني وتتضمّن العقوبة غرامات كبيرة، فضلاً عن التلويح بمنع عملاقي إسبانيا (ريال مدريد وبرشلونة) وبطل إيطاليا (يوفنتوس) من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، فماذا كانت النتيجة؟ حصل أن قبر مشروع السوبر في مهده، ولم يتجرّأ أي معترض على وصف قرارات لجنة الانضباط بالقاسية أو غير مهمة كما هو الحال معنا الى درجة تمادي أندية بعينها وإداريين أيضاً وربما لاعبين الى تكرار ذات الخطأ والإمعان فيها.
ولو تتبّعنا اجتماع لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم يوم الاثنين الماضي، في مقر الاتحاد لمناقشة بعض التقارير التي تخصُّ عدداً من المباريات من أجل البتّ فيها حسب القوانين واللوائح النافذة، لوجدنا مصداق ما تحدّثنا فيه عن اسراف متكرّر لاشخاص في أعلى هرم الأندية يتسبّبون في الغالب بإثارة الجمهور وافتعال الأزمات مع الإعلام والإدارة واتحاد الكرة أيضاً من دون أن يكون هناك رادع حقيقي لهم ولسلوكهم المشين، الأمر الذي يدعونا الى تفحّص مكامن القصور في اللجنة والاتحاد والشخوص المؤثرة فيه أيضاً الى حدود صعبة جداً.
أزاء ذلك كلّه أرى ومن وجهة نظر واقعية يشاركنا فيها الكثير من المتابعين إننا وطالما كنّا ننشدُ اللّحاق بدوريات المحترفين العالمية، والسير بخطى واضحة سريعة أن نضع حدّ لكلّ من يضع العصي في عجلة الانطلاق الحقيقي ويتسبّب في خسارة كرتنا الكثير من رصيدها مع جمهورها من وراء تهوّرالبعض من الشخصيّات الطارئة والمثيرة للشغب الإعلامي والجماهيري مع أنها تقف على رأس هرم الأندية، ولنُنهي فاصلاً مُمِلّلاً والخطأ المتكرّر!