بقلم: حسين فرحان
كثيرة هي الأحداث التي تجري في محيطنا الإسلامي والعربي، والتي يتطلب الكثير منها وقفة حازمة تحمل عنوان وبصمة (الهوية الثقافية).. وقد احتل المجتمع العراقي الكريم صدارة هذه المجتمات في وقفات إثبات الذات ورفض كل ما يمس بقيمه الأصيلة، فيما لم تشهد أغلب البلدان الأخرى مثل هذه الوقفات بسبب غرقها في هذا الوحل واعتبار ما يمس قضاياها وهويتها من المسلمات لكثرة ما تم بثه ونشره وسط غياب تام للوعي..
ولربما لافتقاد هذه الشعوب الى ما يمتلكه الشعب العراقي -في جانب كبير منه- من مقومات الحفاظ على منظومته الأخلاقية ببركة الانتماء الحقيقي لأهل البيت (عليهم السلام) ووجود المرجعية الدينية المباركة، وذوبان هذا المجتمع في القضية الحسينية واعتزازه بمنظومته الاجتماعية ذات القيم النبيلة والمباديء السامية التي ترفض الانحلال بكل صوره، وترفض كل ما هو دخيل يحمل مشاريع هدامة..
فلم تشهد المجتمعات العربية وغيرها وقفات احتجاجية رافضة للمجون والانحلال كالتي شهدها مجتمعنا، رغم أن ما تشهده تلك المجتمعات يشكل أضعافا مضاعفة مما يجري على الساحة العراقية، ولعل رفض مجتمعنا لحفلات معينة شهدتها بغداد وبابل وغيرهما من محافظات خير شاهد على ذلك، بالإضافة إلى الفطنة والذكاء في تحليل بعض المشاهد الدرامية في المسلسلات العراقية وجعلها في خانة الإساءة للهوية الثقافية ومن ثم إبداء حالة الرفض والاستنكار والاحتجاج والمطالبة بالاعتذار، كل ذلك دفع بمنتجي هذه المواد إلى إعادة حساباتهم ألف مرة قبل التفكير بتصدير الإساءة للأسرة العراقية وللمنظومة الأخلاقية من خلال مشاهد هابطة لا تمت للفن بصلة ولا تخلو من تعمد واضح لبث رسائل مشوهة الغرض منها خلق ثقافة دخيلة تحرق الأخضر واليابس معا..
فألف تحية لمجتمع الوعي والإصلاح والقيم.. مجتمع الاعتزاز بالهوية الثقافية الذي لم ينعم لغاية اليوم بمنظومة سياسية يستحقها ترتقي به إلى ذرى المجد..
شعبنا العراقي بخير لذلك يحاول الأعداء الإساءة إليه بترويج المخدرات والمسكرات والمحتويات الهابطة.. و"أن الأعداء وأدواتهم يخططون".. لكن هيهات، فقدم الولاية ثابتة..
قال الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف):
"إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حم أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون".
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر