- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الأصناف الأربعة في بيان المرجعية العليا حول الإنتخابات القادمة !
بقلم: نجاح بيعي
إمتعاض المرجعية العليا كان جلياً في بيانها الأخير حول الإنتخابات المقبلة في ٢٩ ايلول ٢٠٢١م. حيث كان خطابها موجهاً إلى (أربعة) أصناف، ولكل صنف منهم نسبة مئوية معينة من الخطاب تليق بحجمه وقدره، تُثبت بُعده أو قربه من دائرة اهتمام المرجعية العليا، وهم:
١- الناخب (المواطن) ونسبته (٧٥ %) وهي أعلى نسبة من بين باقي الأصناف، وهذا يؤشر على حجم المسؤولية الواقعة على عاتقه، لما يمثله من ثقل في المعادلة الإنتخابية، وفي النظام الديمقراطي برمته، والمعول عليه كذلك في حصول التغيير المنشود نحو الأفضل. فالخطاب ركز بشكل مباشر على الناخب طالباً منه ومشجعاً إياه على المشاركة في الإنتخابات المقبلة، مشاركة واعية ومسؤولة، كون هذه الإنتخابات وبالرغم ما شانها من نواقص، فهي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والإنسداد السياسي المُفضي إلى المجهول أو الإقتتال الداخلي.
وحث الخطاب الناخب الى أن يأخذ العِبَر والدروس من التجارب الماضية، وأن يع قيمة صوته ودوره الهام في رسم مستقبل بلده العراق، وفي إبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصل الدولة الرئيسة، وهو أمر ممكن إذا أحسن الإختيار، وإلا فبخلاف ذلك سوف تتكرر إخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم.
لذلك أكد الخطاب عليه بأن يدقّق في سِيَر المرشحين في دوائرهم الإنتخابية، ولا ينتخب منهم الا الصالح النزيه، والحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، والمؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا.
مُحذراً من أن يُمكّن أشخاصاً غير أكفاء، أو متورطين بالفساد، أو أطرافاً لا تؤمن بثوابت هذا الشعب الجريح، أو تعمل خارج إطار الدستور، من شغل مقاعد مجلس النواب، لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد.
٢- الحكومة أو القائمين على العملية الإنتخابية ونسبتهم (١٢.٥ %) حيث أكد الخطاب الموجه لهم، بأن يعملوا على إجراء الإنتخابات في أجواء مطمئنة، وبعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال، أو السلاح غير القانوني، أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم.
٣- المرشح بشكل عام ونسبته في الخطاب (٧.٥ %) وتم ذكره في سياق حث الناخب لأن يُدقق في سيرته في دائرته الإنتخابية، وأن لا ينتخب منهم إلا الصالح النزيه، والحريص على سيادة وأمن وازدهار العراق، وان يكون مؤتمناً على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا.
٤- أشخاص غير أكفاء والفاسدين ونسبتهم (٥ %). وتم ذكرهم في سياق حث الناخب أيضاً وتحذيره من أن يُمكّنهم من شغل مقاعد مجلس النواب، لخطورة الأمر ما على مستقبل البلد، فضلاً من تمكين أطراف لا تؤمن بثوابت الشعب، أو تعمل خارج إطار الدستور والقانون.
- وبمراجعة بسيطة نجد أن خطاب المرجعية الدينية العليا قد سمى المواطن بـ(الناخب) ونعته بـ(الكريم)، في حين نجد إنكاراً لمسميات وعناوين ذات صلة بالعملية الإنتخابية والنظام الديمقراطي، مثل الأحزاب والكتل والتيارات السياسية على اختلاف مشاربهم. فتم اختزالهم تحت عنوان (المرشح)، وكما تم اختزال السلطة التنفيذية برأسيها مع باقي المؤسسات والهيئات الحكومية والقضائية ذات العلاقة تحت عنوان (القائمين بأمر الإنتخابات).
فبالنتيجة أن المواطن أو (الناخب) هو موضوع الخطاب برمته وجوهر العملية الإنتخابية الديمقراطية، والرهان يقع عليه في إحداث التغيير المنشود بوعي ومسؤولية لإزاحة جميع النكرات الذين تربعوا على مصائر وثروات وخيرات جميع العراقيين.
فيا أيها المواطن الكريم (الناخب) كن على قدر حسن ظن المرجعية الدينية العليا بك ولا تخيبها، وقم بواجبك الشرعي والوطني تجاه أهلك وشعبك وبلدك، وشارك في الإنتخابات بمسؤولية ووعي.
أقرأ ايضاً
- حماية البيانات الشخصيَّة
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!