بقلم: علي حسين
كلما اقرأ عن مرشح يعد الناس بدجاجة مشوية مع علبة "بيبسي" أضحك. فهناك من يريد التأكيد لنفسه، ولمن يسمعه أن المواطن المسكين يمكن أن يبيع صوته "بلفة حيدر دبل" كما فعل واحد من المرشحين الذي اكتشف أن علبة البيبسي لا يمكن أن تكون طريقاً لكرسي البرلمان فاستبدلها بعلبة "كوكا كولا".
لم يكن هذا المرشح وحده الذي اكتشف أن أقرب طريق لقبة البرلمان هو معدة العراقيين، فهناك أحد المتنافسين قام بتوزيع "مسدسات" على بعض شيوخ العشائر . ومرشح آخر نشر صوراً عن إقامته "حفل ختان" مجاني. وأخبرنا أحد المرشحين أنه قام ببناء جامع وحسينية، فيما أصرت مرشحة على أنها أقامت حفلاً لتحجيب الفتيات الصغيرات.
الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن "عطايا" المرشحين تثبت للعالم أن "الواقع أكثر سخرية من الخيال".. حيث سمعنا وشاهدنا كيف تتحول السياسة إلى كوميديا سوداء.. فعندما يعتقد البعض أن حفلة ختان أو "ربع دجاجة" أهم من البرنامج الانتخابي، وأن "السبيس" من المنجزات التي ستساهم بتجنيب البلاد الانهيار.. هذه هو البرلمان الذي يروج له البعض، وهؤلاء النماذج هم الذين قد عشنا معهم سنين خراب لم ينته عذابها حتى هذه اللحظة، مرشحون و"سياسيو صدفة" لا يريدون لهذه البلاد ان تسير في طريق المستقبل .
ليس مفاجأة على الإطلاق، أن نحصل على المراتب الأولى للدول الأكثر فساداً ورشوة وتزويراً ومحسوبية وانتهازية سياسية، ما المفاجأة وبرلماننا المنتخب قرر أن يغط في نوم عميق ، راحة واستجمام وسط بحر من فوضى التصريحات، البعض نزل إليه مختاراً بإرادته، وآخرون سيقوا إليه كالببغاوات، شعارات هنا وخطب هناك ملوثة بالجهل والتعصب تزيد الحرائق اشتعالاً، ربما سيتهمني البعض بالتجني على السادة النواب فهم أناس مسيرون وليسوا مخيرين.
مثل ملايين العراقيين لا أملك أن أمنع أي سياسي من أن يترشح للانتخابات النيابية، مادامت الديمقراطية منحته هذا الحق، ولكن في معظم دول العالم نجد أن العديد من الساسة يمارسون فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ والذي يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في الغرب وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أضرت بالمصلحة العامة.
لماذا لا يريد جماعة "حيدر دبل" أن يفهموا أن الناس تغيرت، وأن عيونها مفتوحة على سعتها، وأنها تصر على أن تكون شاهداً ومشاركاً، لا متفرجاً أو منتظراً لروايات هواة "السياسة"، كي يهدأوا ويناموا في سرير " البرلمان الكوميدي " قريري العين.
اليوم ندرك جميعًا أن الاستقرار لن يتحقق إلا إذا تخلص الناس من سياسيي الصدفة ، الذين أثبتت التجربة في السنوات الماضية أنهم جاءوا لنشر الخراب .
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- القنوات المضللة!!