- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كلمة صدق.. عرب الأولمبياد وروتين المُنح !
بقلم: محمد حمدي
يوماً بعد آخر، تتضح استعدادات دول العالم واختصاصاتها الرياضية وعملها المُتقن، فقد أفرز أولمبياد طوكيو 2020 العديد من النماذج الرائعة في العمل الرياضي المتميّز حدّ التخصّص كما فعلت تلك الدولة الصغيرة بمساحتها وسكانها الكبيرة بانجازاتها على مستوى عروس الألعاب بامتياز، ونحن نراقب الذهب والفضة والبرونز تُطرِّز صُدور رياضييها الأبطال الذين يُحسب لهم ألف حساب في عالم ألعاب القوى اليوم وهُم مدرسة كبيرة بحق.
رصدنا أيضاً تألّق العديد من البلدان مثل فنزويلا في الألعاب القتالية وفي رفع الأثقال وألعاب القوى أيضاً، بلدان ليست من تصنيف أغنياء العالم، ولكن لحسن حظّهم أنهم وُجِدوا في المكان الصحيح والزمن كذلك !
رأينا بعثة مصرية كبيرة جداً تُبدع في كرة القدم واليد والطائرة والسلة والرماية والمبارزة وتضع بصمتها كمُنافس وإن لم تنل الميداليات، وصفّقنا لمنتخب البحرين بكرة اليد وهو يُقارع كبار العالم.
اسعدنا الذهب القطري بامتياز، وما زلنا ننتظر المزيد من البلدان العربية المشاركة في الأولمبياد مع بدء فعاليات المصارعة والملاكمة والألعاب القتالية الأخرى، في الوقت الذي أنهينا فيه مشاركة بائسة لم تفصح عن نفسها بأي شكل من الاشكال وغابت أو غُيّبت وسط آهات وحسرات جماهيرنا وخيبتها التي تابعت الخروج الصعب للعداء العراقي طه حسين ومن قبله توديع الجذّاف محمد رياض والرامية فاطمة عباس الذين غادروا بخُفي حنين، ونتمنّى أن لا تذهب المشاركة من دون فائدة الدرس على أقل تقدير.
مُنح الأندية والاتحادات
شكّلت مُنح الأندية والاتحادات الرياضية واحدة من أكبر معوّقات العمل الرياضي لدينا الذي يرتبط بطريقة (الرعاية الحكومية) فقط كمصدر وحيد أولاً أخيراً من دون أن نشهد بادرة حقيقية لوقف هذه الفرضية التي اسهمت الى حدود بعيدة في تأخّر وتراجع رياضتنا، بل وتحزّبها، على مدار سنتين وما زالت تداعيات الموازنة وسوء فهم القوانين والصلاحيات هو سيد الموقف، ليتم بذلك تدوير مُنح الأندية والاتحادات وصرفياتهم عبر مؤسسات متعدّدة بـ "روتين إداري" مُهلك ما بين البرلمان ولجنة الشباب والرياضة ووزارة المالية ووزارة الشباب واللجنة الأولمبية وديوان الرقابة الذي يخضع كل دينار يُصرف للتصنيف بين الرواتب والمُنح التشغيلية الأخرى للعمل، ويتواصل التأخير كنتيجة طبيعية جداً لطلبات وديون العامين المنصرمين ولصعوبة آلية العمل وشمول عدد هائل من الأندية بالمنح وحتى الاتحادات، وبالمجمل فإن ما يُصرف لا يغطّي طلبات الرواتب والمكافآت وبعض الاحتياجات الضرورية.
مع كل ذلك ومع الحديث عن الاستثمار ومنافذه إلا أن الحلول لا تبدو متيسّرة ونحن نعيش بوناً شاسعاً يفصلنا عن العالم من حولنا الذي نشاهد ونرصد تقدّمه ولا نبادر للعمل بهذه العولمة المفيدة !
معسكر إسبانيا
انتهت عملية التعاقد مع مدرب كبير لمنتخبنا الوطني على خير والحمد الله، وإن كنّا لا نملك ناصية الوقت لتعيننا في التحضير وتأهيل المنتخب، وكل ما نحتاجه معسكرات متيسّرة تتم بسهولة ومباريات ودية مناسبة وتهيئة اللاعبين نفسياً وبدنياً من جديد.
بالتأكيد هذه الحقائق لن تكون غائبة أبداً عن ذهنية المدرب الهولندي ديك أدفوكات، ومن يعمل معه، ولكن ما شتّت أنتباهنا هو الإصرار على إقامة المعسكر في إسبانيا مع كل الظروف المعقّدة لدخولها والمباشرة بمعسكر للمنتخب فيها، وكان من الأجدر لو عملنا المعسكر السريع في تركيا وأية دولة آسيوية أخرى تحضّرنا ونستفيد من عنصر الوقت فيها الى أبعد الحدود.
قد لا يرضي هذا الكلام بعض المتابعين، ولكنه أجدر ولا نقوله اعتباطاً، فهناك اعتبارات الأرض البديلة وغياب الجمهور وطريقة اللعب وتجميع اللاعبين وتلافي سلبيات المرحلة الماضية، كل ذلك لابدّ أن يؤخَذ في الحُسبان، وليس مجرّد التباهي بمكان المعسكر وتقدّم الدولة التي يقام على أرضها كروياً.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!