سامي جواد كاظم
من المجهول يستحوذ على مساحات واسعة من وسائل الاعلام ويبدا التنظير مع التهريج لهم لا لشيء لانه جاء بخلاف ما يقوله الاسلام والا هنالك من هو مسلم غير ملتزم اسوء من نوال السعداوي ومن سيد القمني ومن العفيف الاخضر ومن الجابري وغيرهم في افكارهم وتصرفاتهم بخلاف الشريعة الاسلامية ولكن لا احد يروج لهم ، ماهي الثقافة التي جاءوا بها لكي تخدم الانسان دون ذكر الاسلام ؟ رصيدهم صفر ولكن في نقد وشتم الاسلام رصيدهم اجتاز المئة من المئة . وسائل الاعلام لاسيما الفضائيات وقنوات اليوتوب تعمل بشكل مهني لترويج هذه الافكار وجعلهم متنبئين بحال الاسلام وانهم المنقذون للبشرية مما هم فيه وبعد تلويث افكار المغفلين تراهم اخر ايامهم اما يتراجعون عن ما قالوا او يرحلون بطريقة لا تليق بهم . مشكلتهم الحقيقية هي بالفراغ الفكري الذي يعانون منه ولان التراث الاسلامي تراث عظيم يعتمد على لغة عظيمة فانه من السهولة ان يقتحمه من هب ودب ولكن ليس من السهولة ان يفرض افكاره السوداوية حتى بمؤازرة دور النشر المدعومة التي تعمل بكفاءة عالية في نشر هذه الكتب ، ساعدهم على ذلك الاداء المتواضع لمن يتبنى الخطاب الاسلامي بل في بعض الاحيان يصبح عبء على الاسلام فيسنح ويسمح لهم في التطاول على الاسلام . يعيبون على المسلمين التقليد واتباع الفقهاء وهم اشد عيبا مما يدعوه لانهم وبدكتاتورية يريدون من الاخرين ان يقلدونهم ، بل اقول للمغرر بهم الذين يشككون في اتباع الفقهاء الم تتبعوا بشكل اعمى ثقافة الغرب المادية والمعنوية دون البحث عن الحيثية ؟ الا تقتني اشياء تؤثر على حياتك لا تعلم مصدرها سوى دعايات اعلانية وكتابات فضفاضة عليها جعلتك تثق بها . حقيقة وانا انظر الى مجموعة كبيرة من الكتب تحت مسمى روايات او مذكرات طواغيت او افكار علمانية اراها باسعار جنونية وبعدة طبعات مع اقبال على الشراء وهذا هو دور الناشر المهني في استغفال الاخرين ، يقابل هذه الكتب كتبنا عن البرزخ وتفسير الاحلام وكيف تكون الاخرة وكيف يكون الظهور ومن شاهد الامام في حلمه مع القصص العرفانية التي جميعها لا تتلائم والثقافات التي يعيشها العالم اليوم مع صرف اموال طائلة على طباعة هذه الكتب مع دعمها ماليا وتبقى مركونة على الرفوف مصيرها الارصفة في سوق الحويش كتاب بالف دينار . مشكلة الكاتب العربي انه يعيش في اجواء مغلقة ومغلفة بافكاره دون التعايش مع من يريد ان يكتب له ليعلم ماهية ثقافته وماهي الاوضاع الاجتماعية التي يعيشها وحتى المستوى المعيشي كلها تؤثر على القارئ ، هنا تجد الطرف الاخر يحسن اختيار افكاره من صميم ما يعاني القارئ فيدغدغ مشاعره باوهام يلبسها صورة الحقيقة وممكن تحقيقها فيستهويها مثلما يستهوي الافيون والاركيلة ولا يعلم بمضارها طالما انها تجعله يعيش واقعه الخيالي بعيدا عن الواقع الذي هو فيه . لماذا يناقش الفقهاء عن كيفية صدور الاحكام ولا يناقش ما يقراه من كتابات بعيدة عن الحق والحقيقة ؟ هذا لان كتاباتنا لا تحسن الاسلوب في الاغلب الاعم للتاثير بالرغم مما لديها من تراث رائع يقود المجتمع نحو الافضل . دائما اصبح المسلم يقارن العبادة مع العمل بينما كل طرف له خصوصيته بل العبادة تحثه على العمل النظيف والرائع ، دائما يخلط بين العدالة والتطور ، فماهو ذنب رجل الدين المعتدل ان لم تكن هنالك عدالة وبالنتيجة تقود الى التخلف ، والعدالة هنا نوعين مع الله عز وجل ومع المجتمع ـ ترى الغرب يحسن العدالة مع المجتمع بمحاور لا تؤدي الى ايقاظ الضمير ليسال نفسه عن خالقه لانه يعيش الماديات واصبح الة للثورات الاقتصادية وكيفية زيادة الانتاج لاشباع الغرائز دون قيود بل بقيود تساعد على تفشيها كما هو الحال في الغرب تنظيم عمل عاملات الجنس اعود من حيث ابتدات ، المطلوب اسلوب كتابي مع نشر مهني يحفز القارئ على القراءة والتاثر والعيش ضمن الواقع الذي هو فيه