بقلم: سمير داود حنوش
قبل ان تعتذروا من الفقراء.. توقفوا يادهماء السياسة عن إهانة عقولنا بأكاذيبكم وخداعكم وأنتم تتحدثون عن الفقراء ومكافحة الفساد، وتأكدوا ان نوبات الضحك الهستيري تدمع عيوننا ونحن نسمع منكم انكم ماضون في الاصلاح مع اننا نعلم جيداً انكم منظومة سياسية شرعنت الفساد. حتى ان احدكم قال ان الفساد اصبح ثقافة.
أيُها الرئيس وماذا بعد..؟. لقد أصدرتم قراراً بأعدام الفقراء من خلال رفع سعر صرف الدولار، فأزداد الفقراء فقراً والجياع جوعاً والمترفين ترفاً.
تناسيتم سير آل البيت الأطهار الذين تدّعون انتمائكم اليهم ولم تتعلموا منهم إن مغانم الدنيا هي كمصائد الشيطان وان المقبل عليها كشارب ماء المحيط كلما شرب ازداد عطشا، فبأي وجهٍ تخرجون به لشعبكم وربكم.
كنت أتمنى منك أيُها الرئيس ان ارى ذلك الزهد والتقشف وانا اسمع منك في اولى خطاباتك منذ تسلمك المسؤولية وانت تقول (ياگاع انشگي وبلعيني) مُستنكراً حالة الفقر والبؤس الذي يعيشه ابناء الجنوب لكنني كنت مخطئاً، إذ كيف يمكنك أن تجمع في قلبك بين أوجاع الفقراء مع حياة البذخ والترف التي تعيشونها.
جميعكم تلعنون الطاغية وذلك الدكتاتور وأنتم تسكنون في قصورهم وتنامون في غرفهم وتتنزهون في حدائقهم، فأي عذرٍ تقدموه لشعبكم، لم تعلمكم التجارب السابقة ومازلتم مصرّين على استمالة الفاشلين والمتملقين والمنافقين ظناً منكم انهم سيرفعون من مجدكم السياسي وأصبحت مسمياتكم وعناوينكم مدارس لتخريج الفاسدين والفاشلين، لقد ضاع بلداً كان اسمه العراق وبيعت مقتنياته في أسواق النخاسة وتكالبت عليه من خارج الحدود كل نطيحة ومتردّية لأن نهم السلطة وطمع الحياة أنسى ولاة الامور خدمة الشعب ونصرة المظلومين.
سنوات عجاف مرّت على العراق والعراقيين بظلامها وفقرها وجوعها وجيوش الارامل واليتامى والعاطلين وأنتم تتحدثون عن الإصلاح ومكافحة الفساد بلا خوف أو حياء أو خجل.
كنت أتمنى أيُها الرئيس أن تتحالف مع شعبك وان تنتصر للفقير وترفع من شأن المظلوم، لكن بربك أي السبيلين اخترت، دائماً وما أكثر الفرص التي تتاح لكم لتكونوا من الخالدين بين شعوبكم وان تعملوا لصالح الفقراء واليتامى لان هؤلاء هم من سيخلدكم، لكنكم تختارون الطريق الآخر.
انظر فيما حولك أيُها الرئيس فهل ترى مايحدث لشعبك من امراض وفقر وجوع وأوبئة ام انك ترى شعباً مرفهاً تحتضنه جنات النعيم في مناطق مُحصنة.
تخنقكم الكلمات وتسكتكم العبرات عندما تتحدثون عن الفقراء والبسطاء وانتم الذين رفعتم أسعار قوتهم اليومي فأشتعلت الاسواق غلاءاً.
آيُها الرئيس.. كثيراً ماتتحدثون عن خدمة الشعب وأنتم تسرحون وتمرحون بأموالهم وتعبثون بمقدراتهم وتؤسسون جمهوريات عائلية وأمجاد زائفة وزائلة من قوت أطفالهم وأموال اليتامى واعلاماً يقدس بحمدكم وحياة باذخة وقصوراً يحيط بها الحرس لحمايتكم لكنكم تغافلتم ان هذه القصور والحدائق والساحات التي تمرحون بها قد كان من سبقكم يسكن فيها، فتمعّنوا وتيقّنوا وافهموا الدرس وأسألوا انفسكم اين كان هؤلاء؟.. وكيف عاشوا؟ ، واين اصبحوا؟...وتلك عبرة الله والشعب لكم...وليتكم تتعظون وتعتبرون.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً