هادي جلو مرعي
يعترض البعض ويقول: بل هي مشكلة كل إنسان، وأقول: لعلها مشكلة غالب الناس فالدنيا سباق مسافات طويلة، والجميع لايريد أن يخسر السباق.
يقاتل ليصل الى المنصب، ويقول، أنا لاأطمع بالبقاء فيه أبد الآبدين (كذاب) وقبل ذلك كان ينتقد المتشبثين بالسلطة والمناصب حتى إذا وصل الى ماوصلوا إليه تغير مزاجه، وتبدل حاله، وصار أقرب الى أهل الدنيا منه الى العامة الذين كان يكذب عليهم بخطاباته وكلماته.
حين يصل المنصب تتحول المسؤولية الى إقطاعية، وملكا للذين خلفوه، فيدافع عن المؤسسة التي تولى إدارتها بوصفها معبدا مقدسا طاهرا لايدنسه الحاقدون والمطبلون، ويترصد بكل منتقد، ويضيق عليه الخناق، ويقدم الرشا للبعض كي يسكتوا، أو يسوقوا له ترهاته وسخافاته، ويتحول الفساد في المؤسسة الى نجاح، والإنجازات على قفا من يشيل حتى لوأجمع الناس على عدم وجودها في الحقيقة، وإنها صناعة عقله المريض.
حين يرغم على مغادرة المنصب سيقول، لم أتشرف به، بل هو من تشرف بي، وتعلمون إنني أكبر من المنصب، وإن هولاء الذين وقفوا ضدي ماهم إلا مرجفون حاسدون، وفي إلسنتهم سموم الأفاعي قاتلهم الله، وينسى أنه جامل وتملق للعديد من الوزراء والنواب والحرامية وأدار لهم مؤسسات وباع بعضها لهم، وحين يتظاهر الناس المعذبين يحلف لهم أنه تشريني الهوى والمصير.
الحل هو في عدم الكذب، ولابأس أن تصل، وركز على عملك، وراقب الله حتى لو لعقت أحذية زعماء الاحزاب، والقوى الفاعلة شرط أن تترك في قلبك ولو شبرا لله.