بقلم:عباس الصباغ
حقيقة مؤلمة ومخجلة في آن تلك التي كشف عنها سماحة الامام السيستاني (دام ظله الشريف) لضيفه الكبير قداسة البابا فرانسيس زعيم الكاثوليكية في العالم بان سماحته ومنذ زمن ليس بالقصير قد اغلق بابه بوجه جميع السياسيين العراقيين بكافة الوان طيفهم السياسي كإشارة على الامتعاض وعدم الرضا وعدم جدوى جميع النصائح القيمة والآراء السديدة التي كان يسديها سماحته (دام ظله) سواء في خُطب الجُمعة المتتالية والمتواترة في الصحن الحسيني الشريف كل جمعة مباركة او في غيرها .
الجميع يعلم بان غاية امتعاض سماحة الامام السيستاني من العملية السياسية الفاشلة والفاسدة الجارية في العراق منذ التغيير النيساني ولحد الان (ومن رموزها) ، قد بلغت اوجّها حينما اعلن ممثل الامام السيستاني (دام ظله) سماحة السيد احمد الصافي عن توقف الخطبة الثانية التي تحتوي على الارشادات والتوجيهات التي يتفضل سماحة الامام بالأدلاء بها بمايخص الشأن العراقي وحيثياته ومستجداته حتى اشعار اخر فقد (بُحَّ) صوت المرجعية الرشيدة ولم تجد لتلك الاراء اي تنفيذ او استجابة من قبل جميع الطبقة السياسية والتي بيدها القرار وكان حال سماحته ـ دام ظله ـ كحال مؤمن آل فرعون الذي تبخرت جميع دعواته في قومه ادراج الرياح .
باب السيستاني التي اغلقت بوجه السياسيين وتوقف الخُطبة الثانية لصلاة الجُمعة المباركة هو اسوأ تقييم للعملية السياسية وشخوصها الذين لم يستحوا من هذا التقييم ويرحضوا عاره وشناره الذي يلحق بهم في الدنيا والاخرة لاسيما انه يصدر من نبع الحكمة وبيضة القبان ومرتكز النصيحة والجدال بالتي هي احسن ، فلم يلتقط المسؤولون كلهم ومن جميع مشاربهم هذه الاشارات ولم يعوا (لجهلهم وفسادهم) ان الفرص التي جاد بها الامام السيستاني قد مرّت مرور السحاب وهي لن تتكرر مستقبلا بعد ان اعرض سماحته (دام ظله ) بوجهه الكريم عنهم وحرمهم من تلقّي توجيهاته السديدة التي لاتُقدّر بثمن ولم يستغلّ هؤلاء وجود هذا الرجل الحكيم بين اظهرهم وهو نائب المعصوم (عج) والمسدد بالتوفيق الالهي فأضاعوا هذه الفرص التي لن يجود بها الزمن مرة اخرى ، والخاسر الاول من هذه الاضاعة والتضييع هو الشعب العراقي لسوء الحظ ، ولو ان السياسيين التزموا ببعض التوجيهات السديدة التي كانت تصدر من لدن سماحته (دام ظله) لكان العراق في وضع مختلف.
ومن المعيب ان يكون قداسة البابا قد اطلع على الاسباب التي نوّه بها الامام السيستاني على خلفية غلق بابه الشريف بوجوه السياسيين التي لم يجنِ منها العراقيون خيرا.
أقرأ ايضاً
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- خارطة طريق السيد السيستاني