بقلم:عزيز الحافظ
البابا إنسان مؤمن بالقيم المسيحية الحقيقية..
نسأل أنفسنا.. عن زيارته للعراق!
نعرف جوانبها الدينية وشجاعته في معانقة مصاعبها!
سياسيا .. سيجد الجميع الجَذِلْ بزيارته ،صورته في اكبر وسائل الإعلام العالمية ولاأريد تسطير أسمائها لإنها لاتحتاج شهرة إضافية بمقال عراقي ملكوم.. فهي بالنسبة لساستنا إزالة الصدأ عن شخصياتهم التي تبحث عن شهوق صوري وتمنيات إنتخابية مستقبلية يرسمون سيناريوهاتها بحيث تحسدهم هوليوود على بلاهتها...
قضيت عمري هنا في وطن إسمه العراق.... أحببت كل شيء فيه بفطرية مغاليا فيها ثوابت النوازع النفسية في الحب والكره والبغض والرضا...
ولكن هذا الوطن العزيز الغالي... لم يهب لي انا و لاغيري من ال30 مليون أو 40 مليون نسمة...إلا موجات حزن دافقة... وتيارات من نسيمات الضيم المتوالية لاتشبهها اي متوالية عددية في الرياضيات!
إسأل إي أب وإي أم... كم للحزن كظمت؟ كم للفرح أخفيت؟ كم إقتربت من مآقيكما الدموع كل آن؟ كم خطت الدموع آخاديدا في الوجنات..وكيف كانت الدموع هي البسمات في الاحزان والافراح!
نرجع للزيارة...ونعكسها على الضرر العراقي المجتمعي المستمر ذو النغمة الحزينة والامواج الدمعية التي لم تتوقف...قد لاأستطيع إحتواء الاضرار المجتمعية وهذا محال ولكن سإورد الحالات الباقية كالنخيل في جذر الوطن لن تغيرها لازيارة البابا...ولا صبر العراقي البابا!
1. هل ستعيد زيارة البابا اقسى قرار دمّر المجتمع العراقي أقسى تدمير وهو إرتفاع سعر الدولار؟ زوروا الاسواق إنظروا لقد ارتفع كل شي! وحتى قيمة الراتب عند اي موظف أو متقاعد أنخفضت!هل تصدقون إن علبة الببسي كولا ذات الربع دينار (تقزمت)!!هذا الارتفاع الدولاري من مصائب الدهر التي لم يفكر بها اي إقتصادي حريص على وطنه ..
2. هل يعلم البابا إن سعر الدولار في الميزانية هو 41$ والآن سعر الدولار اليومي لبرميل النفط وصل 69$... من سيستفيد من هذا الفرق؟ إين ستذهب هذه الاموال الفائضة؟ الكنيسة لاتعلم والمرجعية تعلم!
3. هل يعلم قداسة البابا إن الآف الخريجين الان في بطالة تامة! وإن الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس والدبلوم وحتى البكالوريا شهادات حكومية لاقيمة لها لا في إسس الرياضيات ولا في الواقع المجتمعي المؤلم!هل يعلم خلجات البطالة في نفوس بنات العراق؟ وقد صرف آهاليهن الملايين لتعليمهن وصرفوا الدموع على النجاح وإخيرا قبعت الفتيات في البيوت مقتولات الامل في مستقبل مجهول!لاأمل في إشراقته!
4. هل يعلم قداسة البابا لماذا ارتفع منسوب الجرائم وغرابتها وسطوعية فنونها...وكثرة تدخين السكائر والاركيلات وبعض الممنوعات عند شبابنا من جراء البطالة؟ ومن جراء إغتيال كل امل في حلول جذرية لمشاكلهم؟
5. هل يعلم قداسة الباب أزمة السكن في كل الوطن؟ هل يعلم كيف يعاني المواطن من الإزمة منذ 50 عاما؟ هل يعلم كم مليون من العشوائيات موجودة في كل بقاع الوطن؟ الايمكن جلب الشركات التركية والصينية والكورية والايرانية والصومالية لبناء وحدات سكنية مقابل عدة الاف برميل من النفط لتحافظ على كرامة المواطن الذي فقد الكرامة منذ أنْ لامس الفقر؟
6. هل يعلم قداسة البابا ان اغلب مواهب الاطباء العراقيين هي خارج الوطن؟ وإن مستشفياتنا تعادل مستشفيات لندن.... في كل شيء!! وإن المستشفيات الاهلية هي المسيطرة على الواقع الصحي في الوطن الذبيح؟وإنها تشفط جيوب المرضى من الاموال! وووو
7. هل يعلم قداسته ان الزواج في العراق قتله الغلاء الفاحش! لاسكن مستقل لاذهب للمهر والخطوبة لا عمل لان البطالة استولت على المشهد المجتمعي كله! اي أب يقبل ان تتزوج ابنته من شاب خريج عاطل ويسكن مع اهله ولايملك مهر الزواج؟
8. أنصرمت سنة2020 وشهدت صنمية جديدة..خيم المعتصمين الذين صارت شهادات تخرّجهم مجرد ورقة ملف في حاسبة خاملة!وتظاهراتهم امتدت لاغلب مدن الجنوب... لم تحقق سوى مزيدا من الدماء وخاصة عاصمة مدينة اور التاريخية.. ذي قار الشمّاء!وإين تسطع شروقية...شمس حقوقهم؟ إذا لاتوجد سماء في العراق! السماء هنا الامل..
9. وتريد من الدموع ان لاتغادر المآقي؟ وهي ترى زهرة الشباب العراقي في إعتصامات بالقرب من رئاسة الوزراء بحضارية كبرى يريدون آملا في التعيين حتى تصبح المحفظة عامرة ببضعة دنانيروالهاتف النقّال مليء بالرصيد والشفاه اليبوس تشرب مايروق وصراخ المعدة يوقفه شراء المشتهيات!وتحقيق الامنيات ببناء إسرة بعد لهفة عشق...مكتومة بين الجوارح والجوانح..
10. ولكن هيهات! هيهات! كتبت الاقدار على هذا الوطن وإهله شبان وشابات وشيبة وعجائز .. فقط الحزن والحزن والحزن حتى توقف دجلة أن يعانق الفرات!
ستنتهي الزيارة ولن يتحقق اي شي من آمال العراقيين لابزيارة البابا ولا بحضور غودو.. هذه ليست قتامية تشاؤمية سوداودية..هذه واقعية أنغام الألم الهادر كشلال أنجل الفنزويلي ..مستحيل إنتظار الفرح وكل أسس الفساد القديم مستمرة ... الجديد هو خوف الانامل من تسطير ماتعرف!
لذا الصمت أحيانا أبلغ تعبير عن فعل الأذّل!
ونحن ذليلون في وطننا حتى معانقة التراب..
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية