- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإنتماء للوطن إنتماء للقداسة
بقلم:حسن كاظم الفتال
ليس من السهل أن نتحدث عن الوطن دون أن نقدم ونمهد للحديث وهذا ما يدعونا للقول أنه لابد من وجود ترابط وتمازج تام بين ثلاث قواعد وأسس ترتكز عليها حقيقة الأمر , ألا وهي : الوطن والمواطنة والوطنية . ولا يمكن أن يتم تصورنا للوطنية دون وجود هذا الترابط . الوطن هو الأرض التي يولد فيها الإنسان وينشأ ويترعرع ويعيش في كنفه . وهو الأفق الذي يتنفس الفرد هواءه النقي ويرتوي من مياهه ويستظل بسمائه وهو الحضن الآمن والدافئ الذي يرتمي فيه المواطن ليستريح به ولينعم بدفئه ويحس بغاية الإطمئان .والوطن هو الصدر الرحب الحنون الذي يستند عليه الإنسان ليفرغ به كل همومه . الوطن هو الأم التي ترعى أبناءها وتمنحهم الأمن والسكينة وتعلِّم الوفاء والتضحية والعيش الرغيد بكرامة وسعادة وحرية وهذا ما يدعونا أن نكرس ونرسخ حب الوطن في الأذهان خصوصا في أذهان أبنائنا الأعزاء الذين هم أسس بناء الحضارة وهم العيون التي ننظر بها إلى مستقبل أوطاننا وهم الركائز المتينة والرصينة التي يرتكز عليها مستقبل حضارة الوطن . لقد فطر الإنسان على أمور كثيرة وجبل عليها وفطر على حب الأشياء والوفاء لما يحب ويود . ومن بين الأشياء التي فطر عليها حب الموطن الذي يعيش فيه كما أنه جُبِلَ على امتلاك رغبات ومنها رغبة الإنتماء الحقيقي إلى الأرض التي يعيش فيها وترعاه ويرعاها وإن الحب والود والرغبة الملحة كل ذلك هو أيضا ينمو مع نمو الفطرة السليمة في الإنسان السليم كلما نما الإنسان نما حبه. وربما يسعنا القول : إن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس لذا نجد أن الإنسان إذا اضطرته الظروف إلى أن يفارق وطنه يلازمه الحنين إلى العودة لوطنه الأم كما يقال. ويشترط أن يكون الحب حبا مقدسا حقيقيا والدافع لهذا الحب قدسية الوطن واحتواؤه لأبناء بررة مؤمنين يحملون فكرا عقائديا إيمانيا صحيحا وأن يخلو من أهل الضلالة ويتشرف الفرد بالإنتماء إلى مثل هذا الوطن بل يكون حبه مقدسا والإنتماء إليه بسبب قداسته وأجوائه الإيمانية العقائدية النقية . وأن لا يكون الحب مجرد شعار لأن الأرض كلها يمكن أن تكون وطنا للإنسان إنما الوطن الذي يمثل القداسة والمواطنة الصالحة فيه تعني الإنتماء الإنساني المشرف والذي يتزود به ومنه فكريا وثقافيا وتوعويا . ونحن نحتاج أحيانا أن نعبر عن حبنا لوطننا أو نظهر هذا الحب ولكن قبل ذلك ويجب أن نعرف ما معنى الحب وما هي أسباب هذا الحب للوطن وكيف نحب وطننا وثم كيف نعبر عن هذا الحب . وإن وسائل وأساليب التعبير متعددة ولكن ينبغي أن ترتبط بما يمتلك الوطن من مكانة في النفوس فحين يكون الوطن وطنا مقدسا تنبع منه آثار الثقافة الإسلامية العقائدية الحقيقية فيكفي ذلك لأن يكون أكبر وابرز مبرر لحب مثل هذا الوطن لذا فإن الوطن حين يتعرض لخطر أو دنس أو هجمة من أي جهة أو فئة أو طائفة . فليس إلا أبناء الوطن هم الذين يعنون بالدفاع عن وطنهم وعن حرماته ومقدساته والدفاع عن المبادئ الإسلامية ومبادئ العدل والمساواة وعن رفض ودحر أي مساس بوحدة الوطن وأمنه وأمن أبنائه لذا فإن وطننا الحبيب عندما تعرض للهجمات الشرسة التي قامت بها جهات الشر الضلالة من أجل أن تدنس حرماته ومقدساته هب أبناؤه البررة للدفاع عنه وقدموا الغالي والنفيس وشهد لهم القاصي والداني والعدو والصديق وقد كللوا بالنصر المؤزر الذي ابهر الجميع فسلاما لوطننا العزيز وسلاما لكل أبنائه البررة وكل المدافعين عن شرفه وحرماته ومقدساته
أقرأ ايضاً
- الطارمية بغدر ...تزّف للوطن...شهداء حزن الاعياد
- عندما يكون الإنتماء ’’ترفكلايتياً‘‘
- خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية ثانياً : المواطنة أساس الانتماء للوطن