- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الانجاز الحكومي وموضوعية التقدير..
بقلم:د.ولي علي
يقول أمير العدل والانصاف الامام علي (ع): "من وضع نفسه موضعك..أنصفك" ، وهي مقولة لو تم مراعاتها في كل شؤون الحياة لما شاع هذا الظلم والجحود. يتصور الكثير من الناس ان لغة الارقام والاحصاءات بريئة من الانحياز ومخلصة للموضوعية، إلا ان اهل المعرفة يدركون حجم الالغام التي يتم زرعها في الكثير من البيانات. يتم تداول نسب عن الانجاز الحكومي، والمتابع يدرك، ان هذا التقييم كله خاضع لسطوة بيت الشعر المشهور: (عين الرضا عن كل عيب كليلة ..لكن عين السخط تبدي المساويا)، فالذين يحسبون الانجاز يختارون برغباتهم مساطر ومقاييس، لهذا يتحرك منزلقهم وفقاً لمزاجهم السياسي، ومدى وفاقهم مع الحكومة. ان الانصاف يقتضي ان تحسب الأمور بلغة الجمع والطرح ومكاسرة اطراف المعادلة، ومناظرة النتائج بين الانجازات والتحديات، وبين الامكانات والظروف، والبيئة العامة وخيار الزمن، والفعل ابتداءا وبين ترقيع ولملمة الانجازات السابقة، والعمل على اثر خلفية رثة والتأسيس للعمل من جديد، فهل من الانصاف ان نطالب الحكومة الحالية، باستكمال ميناء الفاو خلال ايام وقد بقي ملفه يراوح سنين في ادراج الحكومات والبرلمات السابقة، وهل يراد تصفية كل الاشكالات مع كردستان والحال انها ترحلت هروبا من تداعياتها من حكومة لاخرى، وهل ينبغي ان تأتي عصا سحرية فتسوي كل المشاكل؟ هذه الحكومة بلغة الانصاف لها ما لها وعليهاما عليها، وليست مبرءة من النقص او الخلل، وليست النموذج الكامل،لكنها بالمقابل ليست سيئة،ولا تتحمل تبعات كل التقصيرات السابقة، ولا يمكن مطالبتها بانجاز كل الملفات التي لم تنجز سابقا، بل ينبغي ان يكون هناك انصافا في التقييم والتقويم، وعلينا،ان نحاسب كل طرف بقدر الفرص والامكانات التي اتيحت له.
أقرأ ايضاً
- رؤية ملامح خطة عراق 2050 بين مواجهة التحديات وتوقعات الانجاز
- دولة الموظفين الحكوميين
- البرنامج الحكومي.. بين ما يمكن فعله وما لا يمكن