- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من غدر بالحسين (ع) اهل المدينة ام الكوفة؟
قلم : سامي جواد كاظم
لم يثبت التاريخ ولن يثبت ولا يقدر على ذلك ان هنالك موقف للائمة المعصومين عليهم السلام يشوبه الشك او يختلط به الخطأ ولهذا نرى كثير من المخالفين لنهج اهل البيت يحاولون تخطئت اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وموقف الامام الحسين عليه السلام من الحكم الاموي هو الاكثر تعرضا لسموم الحاقدين من جهة الامام المعصوم واتباع الامام المعصوم .
والحديث عن موقف اهل الكوفة من الحسين عليه السلام له ابعاده في محاولة التلاعب بالالفاظ من جهة وتهويل الخطأ من جهة اخرى والتشكيك باصرار الحسين عليه السلام في النهوض بثورة .
هنالك فرق بين التخاذل والغدر فالتخاذل هو التراجع عن موقف من غير وجود النية السيئة المبيتة اما الغدر هو وجود التخاذل مع النية السيئة المبيتة قبل اتخاذ الموقف الاول ، فاهل الكوفة هنالك من تخاذل ولم يغدر فلا يقال ان اهل الكوفة غدروا ، وحتى هذا التخاذل ضخم اكثر مما هو عليه وهذا يستحق حديث اخر ، وحديثنا الان عن المدن الثلاثة التي كانت محطات سير الحسين عليه السلام المدينة ومكة والكوفة .
بينما لاحظزا ماحدث لاهل البيت من قبل اهل المدينة حالما لفظ النبي محمد صلى الله عليه واله انفاسه الاخيرة ، فقد تعرض اهل البيت الى اعتداءات كانت مبيتة قبل وفاة الرسول وحالما توفي بدا المخطط المعد سلفا ، هذا هو الغدر الذي يمتدخك ويريك التودد وحالما سنحت الفرصة ظهر وجهه الحقيقي
ان عدد الذين حاولوا ثني عزم الحسين عليه السلام من النهوض هم كثر سواء من اهل بيته او من اهل المدينة ومكة فمنذ ان عزم على ترك المدينة بدات مواقف ثنيه عن الخروج تترا عليه وبعد اخيه عمر الاطرف وامه ام سلمة واخيه محمد بن الحنفية جاء بعض الاصحاب لمنعه ومنهم مثلا عبد الله بن مطيع العدوي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر الطيار وعبد الله بن عباس وعمر بن عبد الحمن بن الحرث المخزومي والمسور بن مخرمة وعمرة بنت عبد الرحمن الانصارية وعبد الله بن الزبير وابي محمد الواقدي والفرزدق و عبد الله بن عمرو بن العاص وبشر بن غالب الاسدي ورجل من الكوفة و يحيى بن شداد وعمرو بن لوذان وجعفر ين سلمان الضبعي وابي هرة الازدي والطرماح وعبيد الله بن الحر الجعفي وعمرو بن قيس المشرقي وابن عمه و رجال من مكة التقوا به لما خرج ، هذه الاسماء التي ذكرها لنا التاريخ والواقع هم اكثر من ذلك كلهم هؤلاء نصحوا الحسين عليه السلام بالعدول عن الخروج ولكنه اصر على الثورة ، وهؤلاء لو كان لهم موقف مثل وهب النصراني الذي لا عشيرة له على عكسهم لكانت النهضة الحسينية اخذت بعدا اخر .
وحتى نثبت ان المعصوم لا يخطأ وسار الحسين عليه السلام نحو الهدف المنشود وحدثت الماساة على ارض كربلاء وكأن لسان حال هؤلاء الناصحين مع من ينظر الى التاريخ بعين عوراء يقول لسانهم لقد صدقوا النصيحة واخطأ الحسين عليه السلام بدليل نتيجة النهضة ، وهذا خطأ كبير ، حتى نثبت صحة موقف المعصوم عليه السلام نقول :.
انتهت واقعة الطف وحدثت واقعتان في المدينة ومكة ماساويتان ما سببهما ؟الاولى تسمى واقعة الحرة وسببها حسب مارواه الواقدي ان جماعة وفدوا الشام ووجدوا يزيد يشرب الخمر ويلعب بالطنابير والكلاب ، فعادوا للمدينة وخلعوا واليهم وهو من بني امية عثمان بن محمد بن ابي سفيان وقالوا قدمنا من رجل لا دين له ، فارسل لهم يزيد جيشه بقيادة مسلم بن عقبة واباح له فعل كل شيء في المدينة وفعلوا ما فعلوا من اجرام .
اعود بكم الى الوراء من تاريخ المدينة عندما طُلب من الحسين عليه السلام مبايعة يزيد ماذا اجاب عليه السلام ؟اجاب : نحن اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل نفس معلن الفسق ...... الى اخر الكلام .
اذن الحسين عليه السلام قالها في اول يوم من حكم يزيد فلم لم تناصروه بل انتظرتم لتروا بام اعينكم ومن ثم ماذا كانت النتيجة ؟ كانت واقعة الحرة الذي لا يسجل لها الا الماساة والانتهاكات والذلة ولا موقف بطولي كالذي في كربلاء ، انتهك الحرمات وقتل النفس المحترمة وسلب المدينة وانتهاك الاعراض كل هذا جاءهم لو كان لهم السبق مع الحسين لما كان ذلك .
وتلك مكة هي الاخرى اعلنت عصيانها على يزيد بعد ما علمت انه فاسق وماذا جرى لها غير انتهاك حرمة الكعبة وضربها بالمجانيق ومن ثم قتل كبشها ابن الزبير الذي قال له الحسين عليه السلام لما خرج من مكة لا اريد ان اكون كبش مكة فاقتل بها وهي دلالة على علمه بما سيكون عليه مصير ابن الزبير .
فلو نهضت المدينة ومكة ومن حاول نصحه ممن لاقوه قبل خروجه الى الكوفة لكانت النهضة ناجحة لان الطاغية لديه ابن مرجانة واحد وبعد المدن عن بعضها يجعل استحالة السيطرة على المدينة ومكة والكوفة والبصرة . ولكنهم تخاذلوا عن نصرته حتى جاءتهم الذلة الى بيوتهم فمن هو صاحب الموقف المشرف الصحيح ؟ الحسين عليه السلام ام من حاول منعه ؟
الكوفة ثارت وسددت الثمن ليزيد وانتقمت من قتلة الحسين عليه السلام فهل انتقمت المدينة من منتهك حرمتها ؟
جيش يزيد يتالف من احد عشر فرقة اثنان بامرة شبث ابن ربعي و حجار بن ابجر اللذين كتبا للحسين عليه السلام يطلبان منه القدوم فهل هذان المنافقان يعتمد عليهما الحسين ويثق بهما وهما مشهوران بالكذب والنفاق ووقوفهم ضد ابيه في صفين ؟
الذين كتبوا للحسين غالبيتهم اودعهم ابن زياد السجون مثلا سلمان ابن صرد الخزاعي سجن او حاصر قبيلته المتكونة من اكثر من 4500 شخص وقبيلة هاني بن عرو المرادي البطل وتعدادهم 2000 وكذلك قبيلة المختار الثقفي وتعدادهم اكثر من 2000 واتباع ميثم التمار وغيرهم والقلة القليلة ممن خدعوا وتخاذلوا وحتى اصولهم قد تكون ليست من الكوفة لان الكوفة خلال عشرين سنة من حكم الامام علي عليه السلام لم تكن شيعية بدليل ان الامام علي عندما اراد منع المصلين من صلاة التراويح هاجوا وماجوا وصاحوا وسنتاه وعمراه فتركهم الامام علي عليه السلام
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء