- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا مفاوضات بدون ضغوط على الأرض .. احذروا
بقلم: د. علي النشمي
العراق دخل في مفاوضات طويلة مع امريكا لتحديد أطر التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والتواجد العسكري جزء صغير من هذه المفاوضات، ولكن العراق يريد التركيز على الجوانب الثقافية والصحية والتعليمية والاستفادة من امريكا، وأمريكا تريد التركيز على جانب بقاء القوات الأمريكية بطريقة تخدم المصالح الأمريكية الاستراتيجية اي السياسة الأمريكية الدولية لان العراق ليس دولة مجاوره لها حتى يكون الموضوع قضية وطنية أمريكية، اذا هو جزء من نشاط امريكا الخارجية وسياستها مع الدول الأخرى وليس العلاقة المباشرة مع العراق فهي اولا تريد أن تجعل العراق يخدم مصالحها، وليس هي قادمة (والله لان العراق المسكين انكسر خاطرها عليه)، اذا ستبذل كل الجهود من أجل عقد اتفاقية تخدم مصالحها ثم تعطي للعراق بعضا من الامتيازات وتبعا لذلك فإن المفاوضات تحتاج إلى ضغط على الأرض كي تجبر الطرف الآخر على التوقيع بقلب أمن وليس امام امريكا الان غير قضيتين هما الجانب الاقتصادي وايضا الخوف من داعش لهذا اتوقع ان امريكا ستحرك بطريقة غير مباشرة بعض الخلايا النائمة الداعشية، او تغض الطرف كي تسيطر على إحدى البلدات العراقية البعيدة مما يضطر العراق لطلب النجدة من امريكا وسيكون هذا عامل ضغط مباشر على الشارع العراقي والحكومة العراقية كي تقدم امريكا نفسها المنقذ والمخلص الدائم الذي لا غنى عنه للعراق، ولكن هناك سؤال كم سيدفع العراق من دماء في زمن هذه الحالة الضاغطة (الله يعلم)، وقد فعلتها امريكا وبريطانيا وفرنسا مرارا في تجارب تاريخية كثيرة.
من جانب آخر فإن الامريكان وحكومة ترامب تريد عقد اتفاقية قبل الشهر ١١ اي قبل الانتخابات كي تكون ورقة إيجابية لحكومة ترامب في حين أن اي اتفاقية مع ترامب الان ستكون ضعيفة لو جاء إلى الحكم رئيس اخر وبذلك ستذهب في مهب الريح امتيازات العراق وتبقى مصالح امريكا الموقع عليها كما حصل في اتفاقية "المالكي - بوش" عام ٢٠٠٨ التي لم يكن لها أي وجود بعد عام ٢٠١٠ ومن نتائج ذلك سقوط الموصل بمشاهدة أمريكية.
ثم إن كل بنود الاتفاقية التي يراد الاتفاق عليها الان ثقوا وبلا مبالغة موجوده نصوصها في اتفاقية عام ٢٠٠٨ التي لم تلغى اساسا ولذلك فليس هناك جديد يثير اللعاب العراقي لان التوقيع عليها ليس فيه جديد، لان ماحصل سابقا كان قد تغير بتغير الرئيس ولن يكن فية اي التزام أمريكي تجاه العراق كما حصل في الاتفاقية السابقة التي تلزم امريكا في مساعدة العراق امام اي مخاطر خارجية.
لهذا أحببت التنبيه والتحذير من اي محاولة في خلق بؤرة داعشية مؤقتة تكون وسيلة ضغط على العراق .
لكن هذا لا يعني انني ضد اي اتفاقية مع امريكا تـخدم المصالح العراقية لان العراق الان دولة ضعيفة تحتاج إلى مساعدة دولية وخصوصا امريكا، ولكن هل سينجح العراق في الحصول على ما يريد وخصوصا مع ضعف التأثير الإيراني على العراق منذ مدة ام اننا سندخل في دوامات جديدة.