بقلم: أياد السماوي
كما أعطى البعض الحقّ لنفسه أن يصف مهزلة مجلس النواب العراقي ليوم أمس بأنّها إنجاز وطني .. يحقّ لنا بالمقابل أن نعطي رأينا بهذه المهزلة ونقول .. أنّ الإنجاز الذي تحّقّق يوم أمس ما هو إلا إنجاز النعاج والبهائم الذين لا يفرّقون بين الحقّ والباطل وبين الشّك واليقين , ولا يفرّقون بين الهدى والظلال وبين الحلال والحرام .. ليس هنالك من وصف لما حصل يوم أمس تحت قبّة مجلس النواب أبلغ من قوله تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) وقوله تعالى (إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) .. والله وتالله أنّكم أظلّ سبيلا من الأنعام وأكثر شرّا عند الله من الدواب الصّمّ البكم .. ما حصل يوم أمس من كارثة هو التّخلّي عن آخر قطرة من الحياء والشرف والغيرة .. حاولنا جاهدين أن نستنهض فيكم بقايا الشرف والأخلاق والضمير , فأبيتم إلا أن تكونوا بدون شرف أو أخلاق أو ضمير .. وأبيتم إلا أن ترقصوا على جراح شعبكم كالقرود .. فلعائن الله عليكم يوم ولدتم ويوم أصبحتم ممثلين لهذا الشعب البائس ويوم تقفون بين يدي الجبار الأكبر يوم لا ظلّ إلا ظلّه.
يوم أمس وقبل انعقاد جلسة مجلس النواب كنّا قد حذرناكم من مؤامرة تزوير عملية التصويت .. وقلنا لكم بالحرف الواحد أنّ رئيس مجلس النواب ولأسباب معروفة لديكم سيقوم بتزوير نتائج التصويت وسيمرّر مرّشح مسعود لحقيبة الخارجية بنفس الطريقة التي دأب عليها في تزوير جميع الوزراء سواء كان ذلك في حكومة المستقيل عادل عبد المهدي أو في حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي .. وقلنا لكم إن كان ولا بدّ من توزير كردي لحقيبة الخارجية , فيجب أن يكون هذا الوزير من غير المشاركين في عملية الاستفتاء على انفصال شمال العراق , وقد يحتّج أحدكم ويقول كذلك رئيس الجمهورية وهو أيضا قد شارك في الاستفتاء المشؤوم .. ونقول نعم هو كذلك ولكنّه لم يدلي كما فؤاد حسين بتصريحات عنصرية مستّفزة ويدّعي أنّ شمال العراق لم يكن يوما جزء من العراق حتى ينفصل عنه .. اليوم وبعد أن شاهد الرأي العام والشعب العراقي التسجيل الخاص بوقائع جلسة مجلس النواب ليوم أمس , لم يبقى أي شّك بما قلناه يوم أمس وحذّرنا منه .. فها هي مؤامرة تزوير عملية التصويت قد مضت كما كان مخططا لها.
فهل يعقل أن يعاد توزير الرجل الذي اجتهد بسرقة أموال الشعب العراقي من غير حق وخلافا للقانون ؟ كيف يمكن إعادة توزير فؤاد حسين وهو الذي كان مطلوبا للاستجواب في مجلس النواب لولا استقالة الحكومة ؟ هل صدّقتم الآن أنّ رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي هو الأخطر على العراق واستقلاله وسيادته ؟ وهل ستطعنوا بنتائج التصويت الذي جرى يوم أمس بعد عرض التسجيل الخاص بوقائع الجلسة ؟ .. ختاما أقول .. تحية من الأعماق لنواب الشعب الأحرار والغيارى الذين امتنعوا عن الحضور لهذه المهزلة .. وتحية للنواب الذين امتنعوا عن التصويت لمرّشح مسعود الانفصالي .. والعار كلّ العار لتلك الأيادي التي ارتفعت بقبول مرّشح مسعود لحقيبة الخارجية .. أما أنتم يا من تعتقدون أنّ هذا الإنجاز الذي تحقق هو إنجاز وطني فوالله لقد سوّدتم تأريخ أسرتكم وذهبتم بعيدا مع الشيطان ... فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر