- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مرجعيتنا اسلامية ولكن كيف يكتسب الحزب الاسلامي هويته الاسلامية؟
سامي جواد كاظم
من المواضيع الشائكة والتي اثارت جدلا واسعا بين الاطراف مختلفة الراي حتى وصل حد التسفيه بل التحريف والاتهامات الباطلة مع انحراف البعض عن ما ادعاه او جعل ما ادعاه وسيلة او نقطة عبور لغايات اخرى وهو بين هذا وذاك فسح المجال لمن يجهل او يعادي الاسلام لان يفرغ ما بجعبته من ثقافة تنكيلية تشبع غرائزه النفسية المنحرفة بحق الاسلام والامامية خصوصا .
في العراق تجربة الاحزاب الاسلامية لم تكن موفقة بل باعتراف بعض القيادات في الاحزاب الاسلامية بذلك، والبحث عن الاسباب هو شان اخر ، فهنالك مجالات في ادارة الدولة لا توجد تلك الاسباب التي ادت الى فشل الاداء بالعموم بل الاسوء ليس الفشل فقط بل ظهرت تصرفات ومواقف على نقيض شريعة الاسلام .
التجربة الاسلامية الحزبية في العراق اخذت ثورتها وفورتها في النصف الثاني للقرن العشرين ، ويتصدر الموقف حزب الدعوة في العراق والاخوان وحزب التحرير خارج العراق ( حزب الدعوة ينفرد بكثرة الانشقاقات في صفوفه اكثر من كل احزاب العالم)، ولنتحدث عن الشان العراقي ومكان انطلاق الحزب المجاور لاقامة المرجعية الشيعية وحوزتها وهي النجف الاشرف.
التجاذبات في الافكار واراء المراجع في حينها السيدان الحكيم والخوئي قدس سرهما والسيد شهيد ال الصدر محمد باقر الصدر القت بظلالها وفق الراي العام وتناقلوا اراء اغلبها ليست وفق راي السادة الثلاثة الاجلاء. قبل التطرق الى التاييد او الرفض هنالك ملحوظة بسيطة يتفق عليها مراجع وعلماء الامامية وهي الحكم وموضوع الحكم فالموضوع سابق للحكم ، اي هنالك موضوع معين مفرداته تؤدي الى حكم معين قد يختلف عن حكم على موضوع يراه بعض منهم هو نفس موضوع الحكم السابق ولكن قد يكون الاختلاف مثلا الوضع الاجتماعي او السياسي للبلد ، في زمن تاسيس حزب الدعوة لم يكن للسيدين في المرجعية تاييد لتشكيل الاحزاب في حينها وليس بالذات للذي تشكل في حينها لقراءة شرعية من وجهة نظرهما .
الان السؤال المهم هل هذه الاحزاب التي تحكم اليوم نتيجة افكار السيد الصدر قدس سره ؟، ام انهم حرفوا مبادئ السيد الصدر قدس سره ؟، اياً كانت النتيجة فالنتيجة الحتمية ان السيد الحكيم والسيد الخوئي قدس سرهما قرآ ما يقرأه السيد الصدر بخصوص الاحزاب وماهية الاحزاب الاسلامية في حينها والان النتائج ، فمن يتحمل ما ترتب عن ذلك من اثار مست حتى العقائد الامامية اليوم ؟ قد تكون بسبب تدخلات خارجية قوية في مجال معين وهذا امر مؤكد وقد لا تكون ذلك في مجالات اخرى فلا نستطيع ان نحكم على ذلك ولكن الاداء الحزبي الاسلامي على ارض الواقع هو الذي جعل الانتقادات تاخذ مجالا واسعا
سؤال افتراضي لو الان السيد محمد باقر الصدر على قيد الحياة مع مرجعية السيد السيستاني الان كيف ستكون القيادة الاسلامية ؟ حسب راي المتواضع سوف لا يقودان الشيعة في العالم فقط بل الامة الاسلامية .
المراجع الشيعية على مر التاريخ بالاضافة الى ما تتمتع به من مؤهلات علمية منظورة فان لها تسديدات غيبية نحن نؤمن بها ولكننا لا نفرضها على الاخرين بل ان ما صدر منهم على مر التاريخ من احكام وثورات ومواقف بطولية هي تفرض نفسها على هذه العقول، السيد السيستاني هو نفسه الشيخ الانصاري والانصاري هو المفيد والمفيد هو الاصفهاني والاصفهاني هو الخوئي والخوئي هو الحكيم والحكيم هو السيستاني والسيستاني هو الطوسي والطوسي هو الشيرازي والشيرازي هو اليزدي واليزدي هو الخراساني وهكذا .
فالاحزاب الاسلامية اكتسبت هويتها الاسلامية هل لان مؤسسها رجل دين ؟ ام لان اسم الحزب اسم اسلامي ؟ ام لان مبادئ الحزب مبادئ اسلامية ؟
فالمؤسس الاسلامي له الحق ان يؤسس حزب كما لغيره الحق في تاسيس حزب، والتسمية الاسلامية هي ايضا حق مشروع له (بغض النظر ان طبق الاسلام ام لا فهذا موضوع اخر) حاله حال بقية التسميات الرنانة التي مجرد تسمية خالية من اعمال على واقع الحال، وبالنسبة للمبادئ الاسلامية ان كانت تخدم حقوق الانسان بمختلف الاديان فهي اسلامية وهي نفس مبادئ اي حزب غير اسلامي فانه يدعي النهوض بالانسان ، وان اظهرت الاحزاب الاسلامية التشدد والظلم فليست هي اسلامية قد تكون المسميات اسلامية فالمشكلة حتما بالتطبيق او بالعقول التي تطبق هذه المبادئ ، ومصطلح الاسلام السياسي مصطلح فوضوي ابعاده بعيدة عن البعد الاسلامي في قراءة حياة البشرية .
ملخص المقال انظر للمبدا ومدى شرعيته وخدمة الانسان اما من ينفذ وما ترتب عنه فهذا لا علاقة له بالمبدا الشرعي الصحيح
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- أبغض الحلال الى الله ولكن !