- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طأطأتم رؤوسنا .. طأطأ الله رؤوسكم يوم لا ظلّ إلأ ظلّه
بقلم: أياد السماوي
نقلت وسائل الإعلام المحليّة هذا اليوم الجمعة تصريحا للناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف , أنّ الحكومة الهولندية قد تبرّعت بمبلغ مليوني دولار للعراق لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا .. هذا الخبر سيكون مقبولا ويستحق الثاء والشكر وإن كان المبلغ تافها وبسيطا لو كانت هولندا قد تبرّعت به إلى اليمن أو سوريا أو أحد البلدان الفقيرة في العالم والتي تواجه وباء كورونا الفتّاك .. أمّا أن تتبرّع هولندا بهذا المبلغ التافه لبلد غني مثل العراق يشّكل فيه احتياطي النفط الثاني في العالم بعد السعودية , وتبلغ موازنته أكثر من مئة مليار دولار .. فهذه قصّة ينبغي التوّقف عندها قليلا , ليس لأنّ هذا الخبر قد خدش كرامة العراقيين وكبريائهم فحسب , بل لأنه خدش كرامة وسمعة بلدنا العراق .. وأزال آخر قطرة حياء من جبين هذه الحكومة الخالية من الحياء والكرامة .. فاي مسؤول مهما كان وضيعا ودنيئا ومنحطّا , لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الإهانة لبلده وشعبه.
فماذا يشّكل مبلغ تافه كهذا بالنسبة لموازنة العراق البالغة أكثر من مئة مليار دولار , والتي يذهب نصفها إلى جيوب الفاسدين والسفلة الذين تسلّطوا على رقاب الشعب العراقي ؟
مئات أضعاف هذا المبلغ التافه يمكن توفيرها فقط من امتيازات ونثرية الرئاسات الأربعة .. وماذا يشّكل هذا المبلغ بالنسبة للأموال التي تسلّم إلى إقليم شمال العراق والبالغة حوالي 400 مليون دولار شهريا من دون أي حق وخلافا للقانون ؟
والأفضع والأكثر إيلاما من كلّ هذا أن تقوم وزارة الخارجية العراقية بإعلان هذه الفضيحة وكأنّها قد حققّت للعراق شرفا وفخرا يتباهى به العراقيون أمام دول العالم التي هبّت لنجدة ومساعدة شعوب العالم الفقيرة في مواجهة هذا الوباء.
أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنّي حزين وخجل حتى من نفسي .. تمّنيت أنّي لم أسمع بهذا العار .. فسادكم ملأ قلوبنا ألما وقيحا , ملأ الله قبوركم نارا .. طأطأتم رؤوسنا أمام العالم .. طأطأ الله رؤوسكم يوم لا ظلّ إلا ظلّه.