بقلم: مناضل الفياض
أحزاب السلطة تبحث عن شخصية ترمم العملية السياسية القديمة بينما الانتفاضة تضع آليات لهدم العملية السياسية البريمرية وبناء أسس و ركائز جديدة تؤسس للمرحلة الانتقالية المنشودة .
على مايبدو أن أحزاب السلطة تعرف جيدا ان الجماهير الغاضبة لا يمكن أن توافق على شخصية كانت جزء من العملية السياسية القديمة كذلك تعلم جيدا ان شباب الانتفاضة لايمكنها الاتفاق على شخصية واحدة لأن مناهل شباب الانتفاضة مختلفة وكذلك هو تباين الوعي للشباب المنتفض ولذلك أن أحزاب السلطة تحاول ديمومة هذه الحالة من أجل بقاءها بالسلطة لأطول وقت ممكن ، كما أن الانتفاضة ليس مهمتها اختيار رئيس للوزراء يخضع لإرادة نفس الأحزاب المتمثلة بالبرلمان فمن هو الضامن لتمرير شخصية ترشحها الانتفاضة ؟
الانتفاضة انقلاب مجتمعي ولنكن أكثر وضوح هو استرداد لقيم تم طمسها عمدا من قبل أحزاب السلطة ، مطالب الانتفاضة واضحة قانون انتخابات عادل ، مفوضية مستقلة وتفعيل قانون الأحزاب وهذه المطالب هي من صلاحيات مجلس النواب ، المطالب برمتها تقع ضمن مسؤولية البرلمان ، لماذا إذن البرلمان لايقر هذه القوانين والاعلان عن انتخابات مبكرة وحل البرلمان لكي نتجنب هذه المتاهة طالما أن عادل عبد المهدي مهمته تسيير أمور ، هل أعضاء البرلمان لايدركون هذه الحقيقة وهل هي غائبة عنهم ؟
تعرضت أحزاب السلطة لصدمة افقدها توازنها وراحت تتخبط بردود أفعالها مما جعلها عاجزة عن اتخاذ القرار الوطني الصائب فهي لحد اللحظة تفكر بأنانية بالغة الخطورة وكأنها غير معنية بحتمية التغيير غير مدركة أن سياستها وإدارتها هي من أوصلت البلاد لهذا الحال ونستطيع أن نقول انها مندهشة تماما وغير مستوعبة الدرس الذي تلقنه لها الجماهير الغاضبة الان .
كما أن العامل الخارجي زاد من عظمة الصدمة ، فقدان السيادة الوطنية على اثر الصراع الأمريكي _ الايراني جعلهم فاقدي الحيلة وجعل المشهد أكثر بؤساً، المشهد اليوم حكومة منتهية الصلاحية غير قادرة على حماية الوطن والمواطن وبطالة متفاقمة وفساد مستشري مع غياب الإرادة السياسية وتفكك في التحالفات السياسية وبرلمان هزيل.