- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدولار الارهابي والدينار الذهبي
سامي جواد كاظم
اقتصاد اي دولة يتوقف على قوة عملتها وقوة عملتها تتوقف على ما يمتلك هذا البلد من خيرات طبيعية وخبرات صناعية مع الاستقرار السياسي، والعملة هي التي تحرك الاقتصاد بشكل مؤثر قوي سواء الانتعاش او الانكماش.
الدولار هو اعلى عملة التي تحتل المرتبة الاولى في العالم وحكاية هذه المرتبة هي حكاية تامرية ارهابية سياسية بامتياز فبعد ان استغفل الامريكيون دول العالم المنهارة اقتصاديا في اتفاقية بريتون وودس سنة 1944 اي بعد الحرب العالمية الثانية وقد قدمت ضمانات للدول بان تعتمد الدولار الامريكي وتستطيع في اي لحظة ان تستبدله بالذهب من البنوك الامريكية وبهذا اصبح العملة الاولى في العالم وبعد عام 1955 عندما شنت امريكا حربها على فيتنام وتوقعت انها ايام او شهر وستنتصر الا انها استمرت قرابة عشرين عاما وخلال فترة الحرب تم سحب الذهب اي رصيد الدولار لتسديد نفقات الحرب وهنا كشف الزيف الامريكي شارل ديغول عندما طلب سنة 1970 استبدال الدولار الموجود في الخزينة الفرنسية بالذهب فانكشف الزيف الامريكي وبدا الدولار بالهبوط ولا يساوي ورقة التنظيف في المغاسل، وفي 1973 اعلن نكسون عدم التزام امريكا بوعودها للدول التي وقعت على اتفاقية بريتون وودس وقد سميت تلك بـ صدمة نيكسون وهنا لابد من حيلة تحافظ بها امريكا على دولارها فكان الذئب هنري كسينجر هو المنقذ له باستغفال ملك السعودية الملك فيصل بان تكون مبيعاتهم من النفط بالدولار فقط اضافة الى منظمة اوبك منظمة سيئة الصيت عندما اعتمدت سعر البرميل بالدولار الامريكي (بترودولار) لينتعش مرة اخرى الدولار، واي دولة تفكر بعملة غير الدولار تعمل امريكا على محاربتها بكل الوسائل غير المشروعة حتى ولو بالحرب.
امريكا عملت عل تمويل المنظمات العالمية الانسانية لتكن غطاء لتمويلها للمنظمات المشبوهة مثلا حقوق الانسان والامم المتحدة واليونسكو ولكن في عهد ترامب الذي بدا يلعبها على المكشوف فانه انسحب من المنظمات الانسانية التي تعتبر خاسرة تجاريا والاهتمام بالبنك الدولي والتجارة العالمية لتسيطر على اغلب اقتصاديات العالم تحت غطاء الدولار.
وعندما قرر الملك فيصل عدم التعامل بالدولار بسبب حرب فلسطين تم اغتياله من قبل ابن اخيه بامر امريكي.
اليورو الاوربي ضربة قاسية للدولار ولكن كانت تعول امريكا على الخبث الانكليزي فبعد ان اخذ قوته اليورو عمدت بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الاوربي ضربا لليورو بامر مجلس اللوردات البريطاني اليهودي الا ان اليورو لا زال بقوته ينافس الدولار.
ولان ايران لا تريد التعامل بالدولار الامريكي في صادراتها النفطية عملت امريكا على شن الحصار عليها لمنع تصديرها النفط. والمؤتمر الاخير لبعض الدول الاسلامية في كوالامبور كانت احدى اهتماماته هي الدينار الذهبي عوضا عن الدولار ولم يتم استدعاء السعودية لهذا المؤتمر لانها صنيعة الدولار ولم تتنازل عنه واما قطر فلانها اعلنت في وقت سابق بانها ستنسحب من اوبك وهذا اشارة لامريكا بانها لا تتعامل بالدولار لان امريكا كانت متواطئة مع السعودية على ابتلاع قطر ولهذا انسحبت قطر من مؤتمر الرياض وتم محاصرتها من قبل السعودية ومن يتبعها، ولكن تبقى ايران قوة مقلقة للامريكان وعملائها.
لو قررت دول الاوبك تسعير برميل النفط باليورو او بالذهب او بعملة موحدة لها فان امريكا ستنهار بين ليلة وضحاها بل لو ان السعودية سحبت استثماراتها المالية من امريكا وهي غير قادرة على ذلك لانها تعلم بالرد الامريكي فان امريكا لاشيء بالنسبة لدول العالم ولهذا ترى امريكا تصنع وتتطور اسلحتها وتجوب اساطيلها في البحار وتنشا قواعدها العسكرية في دول العالم من اجل بقاء العالم خاضعا للدولار ولا احد يقف بوجه هذه الفكرة الارهابية الا من يملك فكرا حرا والاسلام منبع الفكر الحر الانساني الشريف، لذا يبقى الاسلام محل قلق بالنسبة لامريكا والتاريخ يذكرنا بحادثة العملات ايام الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان وكيف عالج الامام الباقر عليه السلام الموقف وامر بسك عملة الدرهم والدينار عندما قال لمروان:" دعوا في هذه الساعة بصناع يضربون بين يديك سككاً للدراهم و الدنانير و تجعل النقش عليها سورة التوحيد، و ذكر رسول الله (ص): أحدهما: في وجه الدراهم و الدنانير.
و الآخر: في الوجه الثاني. و تجعل في مدار الدراهم و الدنانير ذلك البلد الذي يضرب فيه، و السنة التي تضرب فيها تلك الدراهم و الدنانير.
و تعمد إلى وزن ثلاثين درهماً عدداً، من الثلاثة الأصناف: التي العشرة منها عشرة مثاقيل، و عشرة منها وزن ستة مثاقيل، و عشرة منها وزن خمسة مثاقيل.. فتكون أوزانها جميعاً واحداً و عشرين مثقالاً، فتجزئها من الثلاثين ؛ فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل. و تصب سنجات من قوارير، لا تستحيل إلى زيادة و لا نقصان ؛ فتضرب الدراهم على وزن عشرة، و الدنانير على وزن سبعة مثاقيل..". وهذا العمل رد كيد الروم الى نحورهم.
فمن يفكر اليوم بهذا التفكير ستكون هنالك حربا عالمية تبداها امريكا والصهيونية والوهابية، ولكن لو اتحد العالم فانه سيتجنب الدولار الارهابي واسياده.
أقرأ ايضاً
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش
- تراجع الدولار وأرباح الذهب وأصول المخاطرة
- هيّا بنا نتفاءل مع الدولار !