نــــــــــــــــزار حيدر
١/ كلَّما امتلأَت السَّاحات بالمُحتجِّين والمُنتفضين، كلَّما طفت على السَّطح العناصر المندسَّة التي تزجُّ بها أَحزاب السُّلطة الفاسدة لتخريبِ الإِنتفاضة الشعبيَّة السلميَّة، وكذلك العناصر المخرِّبة والمشبوهة التي تحرِّكها قوىً خارجيَّة، إِقليميَّة ودَوليَّة.
كما أَنَّ تصاعد زخم التَّظاهرات يُزيد الضَّغط أَكثر فأَكثر على العِصابة الحاكمة التي لازالت تُسوِّف وتُماطل في إِنجاز [الإِصلاح الحقيقي] المطلوب والمتمثِّل بتغيير قانونَي الإِنتخابات والمفوضيَّة والإِعلان عن موعدٍ لإِجراء الإِنتخابات النيابيَّة المُبكِّرة ليُمارس المُواطن حقَّهُ الدُّستوري في إِزاحة الوجُوه الفاسِدة والكالِحة التي لم تجلب الخَير للبلاد، على حدِّ وصف بيان خُطباء المنبر الحُسيني يوم أَمس.
٢/ أُحيِّي خُطباء المنبر الحُسيني وبيانهم التَّاريخي الوطني والذي أَثبتوا فيه مرَّةً أُخرى أَنَّهم صوتَ الحقِّ الهادر ونبض الشَّارع الطَّاهر الذي يُزلزل عرش الفاسدين الظَّالمين الذين عاثَوا في الأَرضِ الفساد وأَحرقُوا الحرثَ والنَّسل وضيَّعوا خَيرات البلاد وباعُوا السِّيادة للأَجنبي، الإِقليمي والدَّولي، كُلَّا حسب ولائهِ.
لقد عرَّى البيان زُعماء الكُتل والأَحزاب عديمي الإِرادة الوطنيَّة وحمَّلهم المسؤُولية إِذا اتَّجهت الأُمور إِلى المجهول بسببِ تسويفهِم ومُماطلتهِم غَير المُبرَّرة.
كما أَنَّهُ ميَّز بين عمامتَين، عمامةٌ فاسدةٌ تُمارس السُّلطة، تدعمها عمائِم فاسدة مُستفيدة منها، تدَّعي أَنَّها مع الخِطاب المرجِعي ولكنَّها لا تتبنَّى منهُ حتَّى حرفاً واحداً، وقفت على التلِّ تتفرَّج على سَيلِ الدِّماء الطَّاهرة وجِراحات الشَّباب الجرحى، وبين عِمامةٍ طاهرةٍ شريفةٍ وقفت منذُ لحظة إِنطلاق الإِنتفاضة الباسِلة مع المُحتجِّين يشاركونهُم في ساحات التَّظاهر ويُسدِّدونهُم بالفكرة السَّليمة والرَّأي السَّديد والحِماية المعنويَّة، وهي التي اتَّبعت خِطابات المرجع الأَعلى {اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ}.
٣/ لقد وصلت رسالةُ العراقيِّين إِلى المُجتمع الدَّولي باحسنِ ما يُرام بالإِحاطة الرَّائعة التي قدَّمتها السيِّدة جانين بلاسخارت لمجلسِ الأَمن الدَّولي.
والإِحاطة عرَّت أَحزاب السُّلطة وميليشياتها ودورُهم الخبيث في مساعي وأد الإِحتجاجات.
كما فضحت دَور تدخُّلات دُول الجِوار وعلَّلت دوافع العراقيِّين وتحسُّسهم من كلِّ ذلك.
٤/ يلزم على المُحتجِّين الحذر من غدر ِميليشيات أَحزاب السُّلطة، بعد أَن ثبُت بالتَّجارب المُتعدِّدة أَنَّها تستغل كلَّ شيءٍ للإِندساس في التَّظاهرات السلميَّة والسَّعي لتحويلها إِلى عُنفيَّة بكلِّ الطُّرق، كما حصلَ اليَوم في ساحةِ التَّحرير عندما تستَّرت عناصرها خلفَ لافِتات المرجعيَّة لتطعن المُتظاهرين السلميِّين بالسَّكاكين والخناجر لبثِّ الرُّعب والخَوف في ساحاتِ الإِحتجاج والتَّظاهر.
يجب تعريتهُم وفضحهُم لعزلهِم أَوَّلاً ومُحاكمتهُم عندما تحين ساعة الحقيقة ثانياً.
٥/ في العراق اليَوم مركبان مُختلفان، بنوعَينِ مُتناقضَينِ من الثَّوابت؛
الأَوَّل؛ هو مركب الشَّعب المُنتفض على الفاسدين والفاشلين والذي تجمعهُ ثوابت الوطنيَّة بأَبهى صُورِها.
الثَّاني؛ هو مركب أَحزاب السُّلطة والمُستفيدين منها، الذين يجمعهُم الفساد والفشل والولاء لخارجِ الحُدود.
وإِنَّ على كلِّ مُواطن أَن يحسمَ أَمرهُ قبلَ فواتِ الأَوان؛ في أَيِّ مركبٍ هو الآ؟! إِذ لا معنى لإِمساك العصا من الوسط، ولا معنى للمنطقةِ الرماديَّة، خاصَّةً بعد أَن اتَّضح كلَّ شيءٍ بعد مرور شهرَين على الإِنتفاضة الباسلة والتي رشَّدتها المرجعيَّة الدينيَّة العُليا ورسمت لها خارطةَ طريقٍ واضحةٍ لا تحتاج إِلى تفسيرٍ ولا تحتمل التَّأويل.
فالتَّاريخُ لا يرحم!.
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com