- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زيارة الصين بين الواقع و الطموح
بقلم: بركات علي حمودي
بالرغم من اني فقدت الامل بأي حكومة عراقية منذ سقوط الموصل عام 2014، لكن هذا لا يمنع ان نضع بعض الامل بين اعيننا وسط ركام هذا الاحباط الذي نعيشهُ.
فزيارة الوفد الحكومي للصين جاءت بوقتها ان توفرت النوايا الحقيقية لبناء البلد بعيداً عن المجاملات الدولية و الفساد الداخلي.
فالصين الان هي اكبر قوه اقتصادية على وجه البسيطة متقدمة على اليابان و امريكا و اوروبا ربما من ناحية كثافة الناتج الصناعي اليومي بغض النظر عن جودته فالصيني معروف عنهُ انه يرضي الزبون كيفما يريد الزبون من جوده بضاعه و كُلاً حسب سعره (و هذا ما يبحث عنه التاجر العراقي الان)!
الصين دولة تُبعد السياسة عن الاقتصاد عكس باقي الدول الصناعية كامريكا و اوروبا و روسيا التي ترى ان السياسة هي عصب الاقتصاد و العكس ايضاً صحيح بنظرهم.
و سياسة إبعاد السياسة عن الاقتصاد هي اكثر ما ستُفيد العراق في المرحلة الحالية وسط التوتر الامني في المنطقة.
و احدى دلائل ابعاد الصين للسياسة عن الاقتصاد هو ابرامها لصفقات تجارية جديدة مع ايران هي الاكبر منذ فتره رغم العقوبات الامريكية عكس اوروبا التي تتجنب ايران في هذه الفتره بسبب التوتر.
الصين لاعب تجاري ذكي و من يلاعبه يجب ان يكون ذكياً مثله و عليه ان يعرف ان الصين مُستعده ان تذهب بعيداً جداً في الشراكه الاقتصادية ان توفرت النوايا العراقية الصحيحة مثل تهيئة المناخ العراقي الاقتصادي للغزو الصيني للعراق بعيداً عن (ثنائية الفشل الحكومي و الفساد السياسي) الذي ارق البلد منذ 2003 و لحد الان.
يجب على العراق ان يتعلم من التجربة (الصينية - الكويتية) الجديدة التي اعطت الكويت بموجبها اراض للشركات الصينية للاستثمار مقابل ايجار سنوي و أرباح قويه للكويت و عودة هذه الأراضي و المنشآت الصينية المقامة عليها للكويت بعد عدة سنوات مما سيشكل جدوى اقتصادية كبيرة للبلدين معاً، فالكويت منذ فتره صرح مسؤولوها ان عصر النفط قارب على النهاية و يجب عليها التوجه نحو الاستثمار و التجاره و هي الدولة الصغيره التي لا تساوي مساحتها مساحة اي محافظة عراقية من المحافظات الثمانية عشر!
فما بالكم بالعراق و مساحته الشاسعة القابلة للزراعة و الاستثمار الصناعي؟
اخيراً.. اتمنى ان تكون النوايا صادقة لبناء البلد رغم عدم (ثقتي بذلك) و اتمنى ان يتجه البلد للاقتصاد الشامل من صناعة و زراعة و تجارة و الابتعاد عن الاقتصاد الريعي المتمثل بالنفط الذي يشبه وضعنا فيه (التاجر البسيط الغبي الذي يملك دكاناً يبيع بضاعته و ياكل ثمنها فقط دون استثمار ما باعه و المتاجرة مجددا بأمواله)!