بقلم: علاء السلامي
قبل ان يسكن في بيته الجديد الذي كلفه الشيء الكثير من الاموال، التي استدان اغلبها، والصحة والقلق والتفكير، كان يحلم ان يزرع في باب منزله الصغير حديقة تضم اغلب انواع الزهور وشتلات الزينة، وان يوسع الموضوع بعد ان يسكن في منزله بالاتفاق مع جيرانه الذين تعرف عليهم خلال بنائه المنزل لاسيما وان منطقته لاتضم بنى تحتية من تبليط وارصفة وحديقة للمنطقة وغيرها من الامور المهمة في وجود اي حي سكني.
سكن المنزل وبعدها بايام قام بترتيب المكان امام منزله ودفنه بدل الرمل بتربة صالحة للزراعة وفي يوم اخر اشترى شتلات وورود واشجار للزينة وثيل فضلا عن عواميد لانارة المكان، جلس في الصباح وشتل الازهار ورتب الثيل وثبت العامود الذي يعلوه مصباح كبير ليغدو المكان بعد ساعات شاقة من العمل جميلا براقا ملفتا للانظار وجذابا لجاريّه الذين جاءا ليقدما له المساعدة فشكرهما مطالبا اياهما بتوسعة الموضوع ليكون المكان جميلا فراقت لهما الفكرة وقررا ان يعملا في الصباح التالي بتريب المكان.
في الصباح جلس صاحبنا فزعا من طرق الباب بقوة ليجد جاره منزعجا من خراب حديقته الجميلة بفعل قطيع الاغنام الذي يرعاه غنام يعيش في منطقة تسمى التجاوز القريبة من منطقته، فزع صاحبنا مما رأه وقرر ان يحاسب صاحب القطيع ليلحق به بعد السؤال عنه الى منطقته الساكن فيها ويحاسبه على فعلته ولكنه تفاجيء ببرود صاحب القطيع واجابته بان الشارع ملك للجميع حتى لاغنامه ولايستطيع ان يوقفها في حال وجود شجيرات تلتهمها، (وهل يوجد عاقل يزرع في ارض مقفرة) هذا كان جواب صاحب القطيع فغضب صاحبنا وقرر ان يفعل شيئا لكنه كان محاطا باشخاص اخرين ينظرون اليه بعين غاضبة.
رجع صاحبنا منكسرا الى منزله وقرر ان لا ييأس وان يقوم بتحديد حديقته بسياج عال يكون رادعا للماشية من التهام شتلات الزرع، وقام فعلا ببناء سياج وزرع شتلات اخرى لكنه تفاجيء بعد يومين بهدم السياج من قبل قطيع اخر من الابقار يسرح ويمرح في منطقته، استشاط غضبا وقرر ان يشتكي على صاحب الابقار واراد عنوانه ليتفاجيء انه يسكن في نفس الحي الذي يسكن فيه صاحب قطيع الاغنام، فقرر ان تكون الشكوى على الطرفين فذهب واثقا انه سيخلص المنطقة من الرعي العشوائي ويقوم بعدها بتوعية جيرانه واهالي منطقته اولا بضرورة زرع حدائق منزلية تضفي جمالا للمنطقة لحين ان يتقرر تبليط المنطقة ورص الارصفة..فوصل الى ضابط المركز ليفاجئ ان شكواه لم تكن الاولى وانها ركنت جميعها لاسباب فُضِلَ ان تكون مجهولة، فتبددت حديقة الاحلام بفعل قطيع الاغنام.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- عندما تزأر قرود السياسة في حديقة البرلمان؟!
- رقاب المسلمين في هيبة عروش رعاة الاغنام
- رامبوا الموصل وقتل الاحلام العراقية