كشف أكبر معمر عراقي مازال علي قيد الحياة حصوله علي اجازة السوق المرقمة 8 علي مستوي العراق. وقال الحاج أمين الظاهر البالغ من العمر 111 عاما الذي يعيش مع اولاده واحفاده في مدينة هيت التابعة لمحافظة الانبار في حديث لوكالة (نيوزماتيك) انه لم يتزوج سوي مرة واحدة، وله أربعة أولاد وثلاث بنات و77 حفيداً.

واضاف الظاهر اشتريت عام 1929 أول سيارة وكانت نوع فورد موديل 1927، وحججت الي مكة 11 مرة وعملت سائقا في نقل الحجاج، وكانت أول أجرة أخذتها من الحجيج تبلغ 40 ديناراً ذهاباً واياباً للراكب الواحد، وكانت رحلة الحج الواحدة تستغرق شهراً كاملاً، والطريق يستغرق خمسة أيام للذهاب ومثلها للاياب.

وتذكر الظاهر مشاركته كمقاول في حفر نهر من منطقة خان ضاري شرق الفلوجة الي أبو غريب في زمن الملك فيصل الأول، قائلاً عندما رسا علينا العطاء في المقاولة بسعر 20 فلسا للمتر الواحد، حفرنا النهر بعمق أربعة أمتار وعرض عشرة أمتار عام 1927.

وعن ذكرياته مع الاحتلال الانكليزي يقول الشيخ الظاهر (قاتلنا الانكليز وطردناهم من الحبانية عام 1941، وقد رأيت، بعيني، جندياً بريطانياً وهو ينتحر حينما شاهد انزال العلم البريطاني من ساريته بقاعدة الحبانية لدي انسحاب القوات البريطانية من القاعدة ومن ثم العراق بأكمله نهاية الخمسينيات من القرن الماضي).

ولم يخف الظاهر امتعاضه من الأحداث التي تمر بها البلاد حاليا ويقول (لم يكن الجنود الانكليز يتجولون في الطرقات كما يفعل الأمريكان الآن. ان منظرهم كريه والاحتلال هو الاحتلال، وأينما حل فهو مدمر ويحمل نفس المآسي). ويعتبر الظاهر أن زمن الملكية أفضل من الوقت الحالي من حيث الأمان والحرية التي كان يتمتع بها المواطن. ويصف حمودي، أحد أبناء أمين الظاهر طريقة عيش والده في حديثه لنيوزماتيك\" (لم يكن والدي يدخن السجائر كثيراً، لكنه لا يزال يأكل الطعام بالدهن الحر، وهو معافي من كل الأمراض).

وقال ولده الكبير اسماعيل، مواليد 1937 ان والده لم يشك من مرض طيلة حياته، عدا تقدمه في العمر الذي أفقده بعض سمعه، ولكنه مازال يتذكر أهل مدينة هيت جيداً، والعشائر التي يتحدر منها أغلب أهالي البلدة. حينما يسأل المارة الشيخ أمين الظاهر وهو يلقي عليه السلام ان كان عرفه أم لا فيسأله الظاهر، ابن من أنت؟ فيقول: انا ابن فلان ابن فلان: فيقوم الشيخ، علي الفور، بتعداد ذوي هذا الشخص وسلفه، مستذكراً اياهم فرداً فرداً وأيامه معهم.